العدد 2262 - الجمعة 14 نوفمبر 2008م الموافق 15 ذي القعدة 1429هـ

الأولمبياد الخاص البحريني... دور الطبيب مثالا (2 - 2)

خالد كانو comments [at] alwasatnews.com

رئيس الجمعية البحرينية للشركات العائلية

أُنشئت لجنة الأولمبياد الخاص البحريني في العام 1990 وتعمل تحت مظلة لجنة البحرين لرياضة المعوقين، وقد أصبحت لجنة الأولمبياد الخاص البحريني عضوا بارزا في برنامج الأولمبياد الخاص الدولي في العام 1991.

وتسعى لجنة الأولمبياد الخاص البحرينية إلى تحقيق فلسفة الأولمبياد الخاص الدولي وذلك بإتاحة الفرصة لذوي الإعاقة الذهنية للمشاركة في المحافل الدولية لإثبات قدراتهم في التدريب والمنافسة دونما تمييز، دعم البرامج العائلية الهادفة لدعم الأنشطة الخاصة بذوي الإعاقة الذهنية، الوصول إلى أكبر عدد من المتطوعين عن طريق الدورات التأهيلية، توسيع قاعدة المدربين المساعدين لتنفيذ البرامج، نشر الوعي الاجتماعي والصحي وفتح مراكز في مختلف المناطق للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من ذوي الإعاقة الذهنية وتقديم الخدمات الممكنة لهم من رياضية واجتماعية.

يبلغ منتسبو برنامج الأولمبياد الخاص البحريني ضمن مراكز البحرين البالغة 13 ما بين مركز ودار وجمعية، ما يبلغ نحو 1400 - 1500 لاعب ما بين ذكور وإناث حيث يتجاوز الذكور 800 ويتجاوز الإناث 600 بقليل.

وانطلاقا من فلسفة وأهداف الأولمبياد الخاص البحريني، انطلقت جميع البرامج التي تم الاتفاق عليها نحو التطبيق والتفعيل وسنتناول بإيجاز ما تم إنجازه من خلال هذه البرامج:

أولا: برنامج العائلة:

بدأ برنامج العائلة في العام 1996 بعدد 15 عائلة عند تأسيسه وارتفع العدد حتى الآن إلى 250 عائلة.

ويهدف هذا البرنامج لمساندة أولياء الأمور وتوفير الفرص لهم لمشاركة أبنائهم في الأنشطة الرياضية والترفيهية والاجتماعية، كما أن البرنامج يوفر فرص التلاقي وتبادل المعلومات واستقبال الجدد، ويهدف البرنامج أيضا إلى إعداد وتكوين سفراء جدد للعائلات يقومون بالترحيب وزيارة العائلات الجديدة وتعريفهم بالخدمات وكيفية مساندة الأسر لأبنائها في البطولات والتدريبات.

ثانيا: برنامج الشباب والمدارس:

لقد أضاف أول مؤتمر للشباب والمدارس في البحرين برعاية من الأولمبياد الخاص لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إضافة توعية جديدة من البرامج تهدف إلى نشر الوعي بين أفراد المجتمع وتعريفه بنوعية الإعاقة الذهنية وإدخال هذه البرامج في المدارس الحكومية مستقبلا سوف تزيد برامج الدمج قوة وفاعلية لإزالة الفوارق الناتجة عن قلة الوعي، وقد كانت تجربة المؤتمر وتوصياته موفقة وناجحة.

ثالثا: برنامج المتطوعين:

يعتمد برنامج الأولمبياد الخاص البحريني على المتطوعين في مجال التعليم والتنظيم والتدريب، وقد أقامت لجنة الأولمبياد الخاص البحريني العديد من الدورات التأهيلية لإعداد كوادر المتطوعين حيث اشتملت على محاضرات نظرية ودروس عملية حضرها أكثر من 300 مشارك، كما أن للجنة الأولمبياد الخاص البحريني لجنة فرعية خاصة بإعداد المتطوعين وتأهيلهم والاستفادة من طاقاتهم في خدمة أبنائنا ذوي الاحتياجات الخاصة.

رابعا: برنامج إعداد القادة من اللاعبين:

لقد بدأ العمل بهذا البرنامج منذ العام 1999 بهدف الارتقاء بمستويات المشاركة في اتخاذ القرار ووضع التصور المناسب لتطوير البرامج وزيادة فاعلية الأدوار الممنوحة للقادة من اللاعبين وخير مثال تم إنجازه بفضل هذا البرنامج هو اللاعب حسين عبدالرضا الذي تم إعداده واختياره ليكون ممثلا عن اللاعبين، ولجنة الأولمبياد الخاص البحريني في طريق تطوير هذا البرنامج بإضافة قادة جدد وتدريبهم وتأهيلهم وصقلهم حتى يكونوا قادرين على تحمل الأدوار التي تمنح لهم في المجالات المتعددة سواء في التدريب أو التحكيم بمختلف أنواعه.

خامسا: برنامج اللاعبين صغار السن: (2006 - 2008)

إن برنامج الأولمبياد الخاص يقبل اللاعبين من ذوي الاحتياجات الخاصة من عمر 8 سنوات، لهذا تم استحداث برنامج اللاعبين صغار السن (من عمر 2 - 7 سنوات) وذلك لتحضيرهم للانضمام إلى الأولمبياد الخاص عند بلوغهم الثامنة من عمرهم، ويمكن تطبيق هذا البرنامج في الحضانة، المدرسة أو ضمن مجموعة تشمل أطفالا أصحاء وأطفالا ذوي احتياجات خاصة.

إن برنامج اللاعبين صغار السن هو برنامج متعدد الجوانب ويمكن الاستفادة منه لتحقيق العديد من الأهداف التعليمية. البرنامج معد لكي يلعب أفراد الأسر مع أولادهم الصغار ذوي الاحتياجات الخاصة في المنزل وفي جو من الفرح حيث يعطي الفرصة لأفراد الأسر وأطفالهم ذوي الاحتياجات الخاصة للانضمام إلى عائلة الأولمبياد الخاص.

ويتضمن البرنامج مستويين، الأول يتضمن تمارين رياضية ترتكز على تطوير المهارات الحركية الأساسية والتناسق بين حركة اليد وحركة العين. والثاني يرتكز على تطبيق المستوى الأول من خلال برنامج نشاطات لتطوير المهارات الرياضية لممارسة رياضة الأولمبياد الخاص.

سادسا: البرنامج الصحي للاعبين:

وسوف نتناول هذا البرنامج بشيء من التفصيل. يهدف هذا البرنامج إلى إعطاء المزيد من الرعاية والعناية بصحة الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة من ذوي الإعاقة الذهنية والذين غالبا ما يواجهون العديد من المشكلات الصحية، لقد بدأ البرنامج في سبتمبر/ أيلول 2002 من خلال الدورة التدريبية والتي أقيمت خلال البطولة العربية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في بيروت حيث شارك أخصائي الأسنان محمد رجب، وبعدها شارك استشاري أمراض العيون ورئيس سابق لدائرة العيون بوزارة الصحة تقي خلف في إيرلندا العام 2003 في دورة برنامج الكشف على اللاعبين ضمن البطولة العالمية للأولمبياد الخاص في ايرلندا، وبعدها شارك كاتب هذه السطور في الدورة التدريبية للكشف على اللاعبين ضمن البطولة العالمية للألعاب الشتوية للأولمبياد الخاص الدولي التي أقيمت في مدينة ناجانو في اليابان في فبراير/ شباط العام 2005، وفي سبتمبر 2005 شارك كل من استشاري أمراض العيون تقي خلف، وأخصائي طب العائلة بوزارة الصحة جعفر عيسى، وأخصائي العلاج الطبيعي بوزارة الصحة علي الغانم، وكاتب هذه السطور في المؤتمر الإقليمي الأول للأولمبياد الخاص في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذي أقيم في دمشق تحت شعار «حياة أفضل للأشخاص المعوقين ذهنيا»، حيث لعب كل من تقي خلف وكاتب هذه السطور دورا في مهمة التدريب التي أقيمت لمجاميع من الأطباء والمتطوعين والفنيين من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، هذا بالإضافة إلى إجراء المسح الطبي في 4 برامج شملت (برنامج العيون المفتوحة، برنامج اللياقة الترفيهية، برنامج التوعية الصحية وبرنامج الأذن الصحية).

وأما بخصوص المسح الطبي على الصعيد المحلي بالمملكة، فلقد بدأ في العام 2004، حيث كان برنامجا ليوم واحد وشمل فقط الكشف على الأسنان وكان في قاعة النادي الأهلي، وبعد الدورات التدريبية التي حصل عليها أطباؤنا، تم عمل المسح الطبي لثلاثة برامج في 3،2 يونيو/ حزيران العام 2005 في معهد الأمل على النحو الآتي:

فحص العيون، فحص السمع، فحص الأسنان على مدى يومين متتاليين، حضره ما يقارب 120 لاعبا رياضيا مصحوبين بأهاليهم أو مدربيهم، وتم جمع البيانات الخاصة باللاعبين وبنتائج الفحص وتم تحليلها والنظر إليها على حسب المواصفات التي تم الاتفاق عليها في الأولمبياد الخاص الدولي. وفي العام 2006 تم إنجاز برنامج كشف صحي اتسم بالنجاح والتميز وذلك لأنه ضم 5 برامج وهي (الأسنان - العيون - السمع - اللياقة البدنية والتوعية الصحية)، حيث حضر ما يقارب 110 أطفال وبالغين من ذوي الاحتياجات الخاصة على مدى يومين في 5،4 مايو/ أيار 2006.

محطات من الإنجازات

كان للمملكة دور الريادة في إقامة أول بطولة خليجية على أرض المملكة في ألعاب الأولمبياد الخاص العام 1993، حيث كان الهدف من البطولة تعريف الدول المشاركة بالألعاب وفلسفة الأولمبياد الخاص حيث شاركت كل من المملكة العربية السعودية، الكويت، عمان، وقطر في تلك الألعاب.

وبعدها حرصت المملكة ولاعبونا على المشاركة في جميع البطولات الخليجية المتلاحقة، ولم تقتصر المشاركة فقط على الصعيد المحلي أو الخليجي، بل تعدته إلى المشاركة على الصعيد الإقليمي الذي يشمل جميع دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حيث حصلت هذه البطولات في كل من مصر، المغرب ولبنان، وشملت المشاركة ذكورا وإناثا، وجدير بالذكر أن نذكر على سبيل المثال لا الحصر بعض أسماء اللاعبين: علي ميرزا عبدالوهاب، عيسى محمد مبارك في تنس الطاولة ويدرب الفريق ناصر محمد ناصر، اللاعبون صالح سلطان صالح، حسين جعفر العصفور، أحمد محمد عباس، محمد عبدالله أبو بكر في ألعاب القوى وتدرب الفريق فوزية حسن، واللاعبات عقيلة عبدالمير عبدالعزيز، سهيلة حسن عبدالله، مريم علي محمد، نتاشا عبدالرزاق أمين في ألعاب القوى وتدرب الفريق عواطف عبدالله النجدي.

امتدت مشاركات اللاعبين الرياضيين ذوي الإعاقة الذهنية إلى الألعاب العالمية، حيث بدأت منذ العام 1991، العام 1995 والعام 1999 والتي أقيمت في الولايات المتحدة الأميركية بعدد 4 - 5 لاعبين، ولكن شهد العام 2003 أكبر مشاركة حيث بلغ العدد 12 في ايرلندا، وبعدد 4 في العام 2004 في اليونان، وعدد 3 في فبراير 2005 في ناجانو - اليابان.

وجدير بالذكر ما حققه برنامج الأولمبياد الخاص البحريني وهو ترشيح اللواء الشيخ دعيج بن خليفة آل خليفة واختياره في المجلس القيادي الاستشاري الدولي، وهذا المجلس هو قمة الهرم الذي يشرف على جميع البرامج الخاصة بالأولمبياد الخاص في العالم كله ووضع الاستراتيجيات الخاصة بالتطوير.

هذا بالإضافة إلى الجنود المجهولين وراء العمل الدؤوب التطوعي ونذكر منهم على سبيل المثال المدير الوطني محمد حسن معتوق، مسئولة البرنامج الرياضي وفيقة خليل جمال، مسئول برامج المتطوعين ناصر محمد ناصر، ممثل العائلات يعقوب الماص، ممثل اللاعبين حسين عبدالرحمن، ومنسقة الاجتماعات خديجة الخياط.

ومن الجانب الطبي كل من: أحمد سعد، ساميه ربيعة الدوسري، أماني العصفور، كوثر العيد، لؤي العكري، هالة رضي، ومن جانب فنيي السمعيات كل من حسن حسين، ابتسام الأسود، ماري، جمانة علي، فايزة مطر وإلهام علي.

وحاليا يجري العمل على إقناع أكبر عدد ممكن من الأطباء، أخصائيي السمع، أخصائيي النطق وعلاج اللغة، الممرضين والممرضات وكل من يعمل في المجال الصحي، وذلك للدخول في مجال التطوع لتقديم جل خبراتهم لهذه الفئة إما من خلال إجراء المسح الشامل خلال الألعاب المحلية أو الإقليمية، أو من خلال تقديم المحاضرات التوعوية والتثقيفية لذوي الاحتياجات الخاصة أو ذويهم.

إقرأ أيضا لـ "خالد كانو"

العدد 2262 - الجمعة 14 نوفمبر 2008م الموافق 15 ذي القعدة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً