العدد 1772 - الجمعة 13 يوليو 2007م الموافق 27 جمادى الآخرة 1428هـ

صاحبة «الهرار» لا «الامتياز»

في شهر رمضان من كل عام تزحمنا الفضائيات العربية بعرضها الكثير من الأعمال الدرامية الخليجية والعربية؛ ما يجعلك تمل من متابعتها جميعا؛ لذلك فأنت تختار من بينها مسلسلا أو اثنين لتتابع حوادثهما حتى النهاية، وهذان المسلسلان يشترط أن يكونا متباعدين، واحد في الظهر والآخر يعرض عند منتصف الليل.

طبعا هذه قاعدتي في متابعة مسلسلات رمضان، وهي لا تنطبق على الجميع، إذ يعلم الجميع أن هناك بعض المشاهدين من المهووسين بمتابعة الأعمال الدرامية، يضع لنفسه جدولا بأوقات عرض جميع المسلسلات، وعليه ينظم وقته لمتابعتها جميعا (أنا شخصيا أعرف الكثيرين من هؤلاء... وأكيد عندنا وعندكم خير).

وبما أني من اللواتي يخترن مسلسلا واحدا للتركيز عليه في شهر رمضان؛ لذلك فقد فاتني متابعة الكثير من المسلسلات، ولكن الحمدلله، فالفضائيات العربية ما تقصر فهي تقوم حاليا ومع اقتراب شهر رمضان بإعادة عرض بعض المسلسلات التي عُرِضت في العام الماضي.

من هذه الفضائيات كانت «MBC»، فقد انفردت في شهر رمضان من العام الماضي بالعرض الحصري لمسلسل «صاحبة الامتياز»، وهو قصة نايف الراشد، وبطولة نايف الراشد وهدى الخطيب وغانم الصالح ولمياء طارق، بالإضافة إلى عدد من الوجوه الجديدة.

مع كوني لم أتابعه في شهر رمضان الماضي، لا يعني ذلك أني لم أسمع بقصته أو بما تعرض له من هجوم من قِبل الصحافة الكويتية، إذ قرأت كثيرا أن جمعية الصحافيين الكويتية هددت باتخاذ إجراءات قانونية ضد منتجي المسلسل التلفزيوني، معتبرة أنه يشكل إساءة بالغة إلى الجسم الصحافي الكويتي خصوصا والخليجي عموما، ويمثل إهانة للعاملين في الحقل الصحافي.

طبعا لم أكن أعرف ماذا تقصد جمعية الصحافيين بهذا الكلام، إلا أني بعد متابعة غالبية الحلقات أدركت أن ما قيل عن المسلسل وجميع الانتقادات التي وجهة إليه صحيحة. يتناول المسلسل في حبكته حوادثَ تدور حول الصحافة في الكويت، ولكن بأسلوب يسيء إلى صورة الصحافة الكويتية ويشوهها. كما يتضمن المسلسل أيضا حوارات وتلميحات توحي بأن الصحافيات الشابات يذهبن لقضاء أوقات «خاصة جدا» مع بعض الشخصيات المتنفذة، كما أن مدير التحرير يقرب من يرضى عنها بسبب «مواهبها» الخاصة و «غير الصحافية» وهي مواهب تكمن طبعا في استخدام الجسم لغة للتواصل والتعامل والوصول إلى الهدف.

من واقع عملي في مؤسسة صحافية، فأنا ما يحدث في تلك المجلة التي تديرها رئيسة التحرير هدى الخطيب أو الأستاذة نبيلة «صاحبة الامتياز»، فهو واقع «هرار»، إذ هو مختلف تماما عمّا يدور في المؤسسات الصحافية والإعلامية العربية والأجنبية المحترمة، فهل يعقل أن مجلة معروفة طاقم عملها رئيسة تحرير ونائب رئيس التحرير، و3 صحافيات، و «فراش»؟ ترى كم صفحة تحتوي المجلة؟ لا وهي مجلة منوعة، المحررات فيها فقط بنات «سبحان الله، حتى المجلات الخاصة بالمرأة بها رجال ما عدا هذه المجلة».

أعتقد أن المسلسل شكل فعلا إساءة إلى الصحافة، بل هو أساء إلى الصحافيات خصوصا. يوجد لدينا في الخليج والوطن العربي الكثير من الصحافيات اللاتي نعتز بوجودهن في الصحافة، وكان يجب على مؤلف المسلسل الحرص على سمعتهن بدل تشويهها.

العدد 1772 - الجمعة 13 يوليو 2007م الموافق 27 جمادى الآخرة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً