العدد 2264 - الأحد 16 نوفمبر 2008م الموافق 17 ذي القعدة 1429هـ

مدرسة خاصة في «الوسطى» تتحوّل لسجن

رُفض طلبه بدخول دورة المياه لقضاء حاجته، وبعد إصرار من ذلك الطالب الذي لم يتجاوز التاسعة من عمره أمره مُدرِّسُهُ بنزع ملابسه ليجبره على قضاء حاجته أمام زملائه.

زملاء الطالب الذين كانوا شهودا على ما جرى لم يكونوا في حال أحسن من زميلهم، حيث أُقفلت الإدارة باب إحدى غرف المدرسة على 6 منهم من الساعة السابعة صباحا حتى الثالثة عصرا طوال ثلاثة أيام متواصلة بعد أن حكمت عليهم الإدارة بالسجن بتهمة «المشاغبة» ومنعتهم من حضور حصصهم الدراسية خلال الأيام الثلاثة، واكتفت بتخصيص خمس دقائق لهم لقضاء حاجتهم وتناول وجبة الإفطار. «الوسط» استمعت أمس (الأحد) إلى يوميات هؤلاء الطلبة في مدرستهم الخاصة في المحافظة الوسطى من أولياء أمورهم الذين لوّحوا برفع القضية إلى وزارة التربية والتعليم ورفع دعوى ضد المدرسة.


رائحة التجاوزات تفوح منها: حبْس انفرادي، تهديد بالقتل وفصْل تعسفي

يوميات طلاب في مدرسة خاصة تحوّلت إلى سجن!

الوسط - محرر الشئون المحلية

رُفِض طلبُه بدخول دورة المياه لقضاء حاجته وفي إصرار من ذلك الطالب الذي لم يتجاوز الـ 9 من عمره عمد مدرّسه إلى نزع ملابسه أمام زملائه؛ ليجبره على قضاء حاجته أمامهم، في الوقت الذي أُقفل على 6 من زملائه باب إحدى غرف تلك المدرسة من الساعة السابعة صباحا حتى الثالثة ظهرا على مدى ثلاثة أيام متواصلة بعد أنْ حكمت عليهم إدارة المدرسة بالسجن بتهمة « المشاغبة» ومنعتهم من حضور حصصهم الدراسية خلال الأيام الثلاثة مع تخصيص خمس دقائق لهم لقضاء حاجتهم وتناول وجبة إفطارهم، الأمر الذي أثار حفيظة ذويهم والذين سردوا لـ « الوسط» يوميات أبنائهم خلف أسوار تلك المدرسة الخاصة في المحافظة الوسطى، ملوّحين برفع المسألة لوزارة التربية والتعليم ورفع قضية على المدرسة. وفي ذلك روى ذوو الطلبة يوميات أبنائهم خلف أسوار تلك المدرسة.

معصية زر القميص

لم يكن يتخيّل ذلك الطالب بأن زر قميصه سيكون سببا في فصله ليومين وحرمانه من الذهاب في رحلة مع زملائه وحرمانه من دروسه رغم كون امتحانات منتصف العام الدراسي على الأبواب، فما كان من ذويه سوى محاولة تسوية الأمر مع إدارة المدرسة التي رفضت رفضا تاما إلغاء العقوبة أو تخفيفها في أقل تقدير مراعاة لظروف الطالب الدراسية ومروره بفترة امتحانات.

«بلاك بوي»

ترك بلاده وجاء لمملكة البحرين مع عائلته؛ ليقينه بمستوى التعليم فيها والبيئة المدرسية الخصبة التي تنادي وزارة التربية والتعليم بتفعيلها في جميع المدارس فضلا عن ما تتمتع به البحرين من سمعة في الجوانب الديمقراطية وتجنب العنصرية على جميع الأصعدة؛ ليصدم باقتران اسم ابنه الأسمر اللون بكنية أطلقها عليها مدرسوه في تلك المدرسة « بلاك بوي» الأمر الذي أسهم في التأثير على نفسية الطالب وجعله محط سخرية بين زملائه.

قف على رجل واحدة!

وفي أسلوب جديد للعقاب، عمدت إدارة المدرسة لتوجيه عدد من طلبتها في أكثر من مرة للوقوف على رجل واحدة في آخر الفصل أو خارج الفصل نهائيا طوال الحصة الدراسية؛ لتأخرهم في الحضور أو لعدم تأديتهم لواجبهم الدراسي، وجل ما تكرره على مسامع أولياء الأمور بأنّ تلك هي قوانين المدرسة شاءوا أم أبوا.

تهديد بالقتل

ولم تقف تجاوزات المدرسة عند مدرّسيها وطاقمها الإداري؛ لتمتد لموظفيها أيضا، إذ عمد أحدهم إلى تهديد أحد الطلبة بالقتل برميه من الطابق الثاني، في الوقت الذي تكررت حوادث الضرب وتزايدتْ نسبة وجود الكدمات وآثار الضرب بين الطلبة.

صائد الأسود

هذا واستخدم عددٌ من المعلمين في المدرسة من الأفارقة إلى إتباع أسلوب الترهيب والتخويف كالتلويح باقتلاع أسنان من يتخلّف عن أداء الواجب كما يقتلع صائد الأسود أسنان الأسد أو بحلق رؤوسهم كما تسلخ الشاة.

من المدرسة للعيادات النفسية

رفض العودة مجددا لمدرسته بعد أنْ عاد لوالدته وقد بدت عليه آثار الضرب المبرح على وجهه ورقبته، الأمر الذي دفع بوالدته إلى مراجعة المدرسة التي نظرت للمسألة على أنّها مشكلة اعتيادية واردة الحدوث فما كان من والدة الطالب سوى رفع المسألة لوزارة التربية والتعليم ومركز الشرطة ومازال الملف عالقا فيها حتى إشعار آخر، في الوقت الذي تعكف اليوم الأم على مراجعة عيادة نفسية لابنها الذي أصيب بحالة نفسية.

كلمة أخيرة...

وختم أولياء الأمور حديثهم بتوجيه مناشدة لوزير التربية والتعليم وإدارة التعليم الخاص بالضرب بيدٍ من حديد على مثل تلك المدارس التي تسيء للمشروع الإصلاحي لجلالة ملك البلاد بتجويد مخرجات التعليم كما وتضرب كلّ مبادئ حقوق الطفل عرض الحائط، وأكّدوا أنهم ليسوا ضد عقاب أبنائهم إنْ دعت الحاجة بيد أنّ عقابهم يجب أنْ يصب في المصلحة التعليمية ولا يتجاوز الإنسانية وحقوق الطفل والقواعد التربوية، في الوقت الذي لوّحوا فيه برفع قضية ضد المدرسة وتحريك الملف في مجلس النوّاب للحد من تجاوزاتها غير المبررة التي فاحت رائحتها منذ ثلاثة أعوام في ظل صمت رسمي

العدد 2264 - الأحد 16 نوفمبر 2008م الموافق 17 ذي القعدة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً