كشفت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية في عددها الصادر أمس الأول (الجمعة) النقاب عن مبادىء لتسوية اقتصادية دائمة، تقضي بفصل سياسي مع تعاون اقتصادي وثيق بين «إسرائيل» والسلطة الوطنية الفلسطينية.
وعنونت الصحيفة مبادئ التسوية الدائمة المقترحة التي أعدتها جماعة خبراء اقتصاد من «اسرائيل»، وفلسطين، والولايات المتحدة، وأوروبا والبنك الدولي، وستُقدم توصياتها في الأسابيع القريبة الى الطرفين والى ممثلي الرباعية في عدة نقاط أهمها أن في كل تسوية، ستتمتع الدولة الفلسطينية باتصال تام بين مناطقها إذ ستكون حدودها الشرقية الأردن وحدودها الغربية «اسرائيل».
كما ستقرر حدودا جمركية وحدودا سياسية واضحة بين الطرفين، معززة بأسوار وجدران مع نقاط حدودية تكون محطات جمركية ومعبرا بين الطرفين فيما سيتمتع الطرفان بحرية تامة في ادارة سياستهما الجمركية والاستيرادية، لكنهما سيقيمان أيضا مستوى عاليا من التعاون الاقتصادي باتفاق منطقة تجارة حرة، واتفاق منع مضاعفة ضريبة الدخل ومرونة اسرائيلية في مجال قواعد الأصل والسلامة للتصدير الفلسطيني. وقد تمكن أيضا حركة عمال فلسطينيين الى «اسرائيل»، مع الخضوع لاعتبارات أمنية وسياسة إدخال عمال أجانب.
وستتم وفقا للمقترح جباية ضرائب الاستيراد في الموانئ بالتأليف بين طريقتي استيراد مباشر عن طريق الاردن ونقل السلع من موانئ «اسرائيل» مباشرة الى النقاط الحدودية. وقد يمكث جُباة جمارك فلسطينيون ايضا في الموانئ الاسرائيلية.
كما ستتفق الدولتان على تنسيق ما لنسب ضريبة الشراء وضريبة القيمة المضافة، وخصوصا ضرائب المحروقات، والسجائر والكحول، ومنع التهريب على الحدود الطويلة بينهما فيما ستقتضي التسوية حلا محددا لقضايا القدس والمستوطنين.
وأردفت الصحيفة أن «اسرائيل» ستواجه في الاشهر القريبة تحديا سياسيا عظيما، وهو التوصل الى تسوية مع حكومة أبو مازن أو اختيار الجمود الذي نتائجه واضحة.
وأضافت الصحيفة «أن اسرائيل أمام بديل تسوية: الاول سلام تام مقابل جميع أراضي الضفة باستثناء تبادل مناطق محدودة في معاليه ادوميم والفيه منشه، وحل مشكلة اللاجئين؛ والثاني تسوية مرحلية تشتمل على عدم القتال مقابل التخلي عن جزء من المناطق باستثناء الكتل الاستيطانية.
وتابعت تقول «بغير حل مشكلة اللاجئين سيكون من المرغوب فيه في البديلين استعمال التسويات المذكورة آنفا، والتي هي فصل سياسي مع تعاون اقتصادي وثيق. سيُحتاج فيهما الى إكمال جدار الفصل على امتداد الحدود والى بناء محطات جمارك.
العدد 1787 - السبت 28 يوليو 2007م الموافق 13 رجب 1428هـ
