العدد 1793 - الجمعة 03 أغسطس 2007م الموافق 19 رجب 1428هـ

فلان يتزوج فلانة بـ «التصويت»!

في كل يوم تقدم إلينا برامج كثيرة وكثيرة على شاشات التلفاز، ومنها برامج تلفزيون الواقع التي يهدف من خلالها المنتج العربي إلى استقطاب أكبر عدد من المشاهدين. ولاشك في أن عادات وتقاليد المجتمعات التي يشارك أبناؤها في هذه البرامج تجبر منتجيها على أن يضعوا أطرا معينة للمشاركين، والمحتوى الذي يقدم إلى المشاهدين.

وامتدادا لسلسلة برامج تلفزيون الواقع التي أطلت علينا منذ زمن قريب، أطلقت قناة «إل بي سي» اللبنانية برنامج «قسمة ونصيب»، الذي تتمحور فكرته حول الفتاة التي تبحث عن فارس الأحلام، والشاب الطامح إلى لقاء الفتاة التي سيعيش معها أحلى الأيام، والأم المتلهفة لرؤية ابنها زوجا سعيدا وأبا لأولاد وبنات وهو برنامج يبث على الهواء مباشرة طوال اليوم.

لأكون صادقة مع القراء لم أتابع البرنامج منذ البداية، ولكن زميلة لي فاجأتني بحديثها عن البرنامج على أنه «مأساة إعلامية»، الفضول جعلني أتابع البرنامج بقصد معرفة بعض التفاصيل عن طبيعة البرنامج وفكرته.

ومن خلال متبعتي رأيت الآتي: البرنامج له شعار «BERFICT BRIDE» ومعرب بـ «قسمة ونصيب»، شعار البرنامج قد يدلنا على أنه مقتبس من فكرة برنامج غربي، فلو كانت فكرته عربية أصيلة، لما جمعت القناة الفتاة وأمها والفتى لوحدهم في بيت واحد قبل أن يكون هناك عقد زواج بين الصبية والصبي. حتى لا أظلم القائمين على البرنامج فقد فصلوا بين الفتاة والفتى عن طريق جدار «الفصل العنصري»، إلا أن الطرفين يمكنهما التواصل مع بعض من خلال الفيديو فون، أو نافذة الحديقة أو من خلال مساحة صغيرة عبر الجدار الفاصل.

زميلتي أعربت عن البرنامج بـ «المأساة» وأنا أوافقها الرأي، فهو مأساة بالإضافة إلى أنه مهزلة ومصيبة وكارثة... إلخ.

عندما تتابع البرنامج تتوارد إلى ذهنك الأسئلة الآتية: كيف تستطيع أية فتاة عربية أن تعرض نفسها للزواج بهذه الطريقة وأمام العالم؟ بل هل تقبل على نفسك الزواج من فتاة اختارها غيرك لتكون زوجة لك (أول مرة أشوف الزواج بتصويت الجمهور بعد هذي آخر موضة)؟

كل ما يحدث في البرنامج قد نغض الطرف عنه، ولا نتجاذب أطراف الحديث فيه، إلا أني ومن خلال متابعتي البرنامج الذي يمتد 24/24 ساعة، فاجأتني فترة «فتح البوابة»، وهي عبارة عن ساعة من اليوم تذهب الفتيات لتتزين ومن ثم تفتح الأبواب المغلقة بينهن وبين الشباب وطبعا من يفتحها أمهات الشباب ونِعْم الأمهات، وتدخل الفتيات فماذا يحدث؟ تدخل كل فتاة مع الشاب الذي ينظر إليها ويفصلها تماما

وكأنه يريد أن يخيط لها فستانا على مقاسها.

قد لا نعارض لقاء الفتيان والفتيات بعلم «ذويهم»، بل ما نعارضه هو عرض الفتاة نفسها على شاب ليدرسها وليصنفها أهي تصلح أم لا تصلح للزواج... في النهاية لا يسعني إلا أن أترك لكم التعليق على هذا الموضوع.

العدد 1793 - الجمعة 03 أغسطس 2007م الموافق 19 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً