نامي ولو لهزيعٍ واحدٍ ولو لِسَحرٍ واحدٍ بِسلامْ...!
بغدادْ... بغدادُ التحفي سماءكِ، وعَانِقي أرضَكِ...
صبرا... ووِئاما... وكوني ولو لليلةٍ...
ولو لِساعةٍ... كوني لأطفالِكِ بَردا... وسلاما...
فكم سقيتِهِمْ... لَياليَّ وَجعٍ... تفوقُ في التهابِها...
أكثرَ الجِراحِ إيلاما... ولا تستبيحي... ولا تُبيحي... مَخدعَ شَيخَكِ المُضنى...
آلامَا، فقد تسربلَ بهِ، حُزنُكِ، وتخدَّرَ بدمهِ، همكِ...
فباتَ غَدهُ... أَمسكِ... ويومَهُ الباكي... هواءكِ...
وتسبيحُهُ الحاني... دواءكِ ... أولا تكتفينَ إلا... إلا إذا ما؟
إذا ما توشَّحَ سوادا... وانكفى يحصِرُ الأحبابَ عدا... بنحيبٍ ونَوحٍ...
يتخطى الزمَانَ والمَكانا...؟
فارحمينا... وارحمي شيبَهُ ... وجلالهُ... وظلليهِ عَطفا... وأمانا...
بغدادْ... بغدادُ التحفي سمَاءكِ... وارتحلي آنا... وآنا...
لِكربلاءَ بقافلتينْ... وعانِقي المَنارتينْ... وناجي مقطوعَ الكفينْ...
وتوسلي بأخيهِ الحُسَينْ... أن يهِبَكِ اللهُ فَرجا... وانتِصارا...
انتصارا... تتلثمينَ بِهِ... وتَستتِرينَ بِهِ... وتقينَ بِهِ نِساءكِ...
شر العِدا... والأوارا... فما كانَ نخلُكِ يوما...
ينحني... وما كانَ الإباءُ عن عَينَيكِ... ينجلي...
فارتقي العُلا وارسُمي فينا... فرَحَ الشهـادةِ... واليقينا...
وارفعي رايتكِ الشمَّاءْ... مُؤمِنة... واثِقة... شامِخة...
لِتُعانِقَ الثُريا... ولتمنحنا بعد النَوحِ... ابتساما...
ابتساما... يذوذُ بهِ الفُرَاتْ... ويفيضُ بهِ شَطُ العِراقْ...
ليُنكِسَ العدو رأسهُ... خجلا... هونا وخُذلانا...
ويا بغداد يا بغدادْ... التحفي سماءكِ... وترفقي بأطفالكِ... وكوني عليهمْ...
بردا... وسلاما...
فرحُكُم ليسَ فرحَ مَلعبٍ وكُرة... بل هو فرحُ وطنٍ... يَستصرِخُ...!
وطنٌ يستنهِضْ...! يستنهِضُ الحياةَ فيكم لتدب الرُّوحُ في
جسدهِ المُضنى من جديد! أدامَ الله فرحتكم...
ولَمَّ بقدرتِهِ شملكم.
فاطمة عبدالهادي مرهون
العدد 1796 - الإثنين 06 أغسطس 2007م الموافق 22 رجب 1428هـ