العدد 1799 - الخميس 09 أغسطس 2007م الموافق 25 رجب 1428هـ

الإنجيليون الأميركيون يعبرون عن دعمهم للدولة الفلسطينية

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

قام الإنجيليون المتعصبون الذين يدعون بتكليف من الإنجيل لحماية «إسرائيل» في السنوات الأخيرة بإنشاء حصن منيع من الدعم للشعب اليهودي، مرسلين التبرعات وشاجبين منتقدي «إسرائيل» ومطالبينها بعدم إخلاء المستوطنات أو التنازل عن الأراضي.

والآن يتقدم أكثر من ثلاثين من زعماء الطائفة ليقولوا إن هذه الجهود أعطت انطباعا خاطئا بشأن موقف الكثير إن لم يكن معظم الإنجيليين الأميركيين.

أرسل هؤلاء القادة يوم الجمعة قبل الماضي رسالة إلى الرئيس بوش يقولون فيها إن لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين «حقوقا شرعية تعود إلى آلاف السنين في أراضي إسرائيل/ فلسطين» وإنهم يدعمون إيجاد دولة فلسطينية «تضم الغالبية الساحقة من الضفة الغربية».

يقولون إن كونهم أصدقاء لليهود أو لـ «إسرائيل» «لا يعني الامتناع عن الانتقاد عندما يكون هناك سبب لذلك». وتضيف الرسالة «لقد ارتكب كل من الإسرائيليين والفلسطينيين أعمال عنف وظلم ضد بعضهم البعض».

قام بتوقيع الرسالة أربعة وثلاثون من القادة الإنجيليين، منهم الكثير ممن يترأسون طوائف وجمعيات خيرية مسيحية ومنظمات كنسية ومدارس دينية وجامعات.

ويضم هؤلاء رئيس الاتحاد المسيحي والتبشيري غاري م. بنيدكت ، وهي طائفة تضم أكثر من ألفي كنيسة، ورئيس مدرسة فوللر للعلوم الدينية ريتشارد جي. مو، ورئيس المعونة العالمية غوردون ماكدونالد ، ورئيس الرؤيا العالمية ريتشارد ستيرنز، ومحرر نشر المسيحية اليوم ديفيد نيف ، والمدير الوطني ورئيس كروم الولايات المتحدة وهي جمعية تضم 630 كنيسة في الولايات المتحدة بيرتن أ. واغونر .

«ليست هذه المجموعة بأي حال من الأحوال معادية لـ «إسرائيل»، ونحن نقولها بكل وضوح إننا ملتزمون بأمن «إسرائيل»»، يقول رئيس منظمة الإنجيليون لأجل العمل الاجتماعيرونالد جي سايدر، والتي تأخذ أحيانا مواقف ليبرالية بشأن القضايا. «ولكننا نريد حلا باقيا. بالطبع لا بد أن تكون هناك تنازلات».

من الواضح أنهم جميعا يوجهون رسالتهم ليس فقط إلى الرئيس بوش وإنما إلى العالم الإسلامي وصانعي السياسة في وزارة الخارجية.

ويقول سنايدر إنه هو وثلاثة قادة إنجيليين آخرين أخذوا فكرة إرسال الرسالة في فبراير/ شباط الماضي في المنتدى الإسلامي الأميركي العالمي في الدوحة، قطر، حيث قابلوا دبلوماسيين أميركيين ومسلمين يفضلون إنشاء دولة فلسطينية. ويقول سنايدر إنهم سيعملون على ترجمة الرسالة إلى العربية وسيقومون بتوزيعها في أنحاء الشرق الأوسط وأوروبا كافة.

«نعتقد أنه أمر حاسم أن يدرك العالم الإسلامي أن هناك إنجيليين مسيحيين في الولايات المتحدة بأعداد كبيرة تريد حلا عادلا»، يقول سنايدر.

خلال السنة والنصف الأخيرة بادر الإنجيليون والمعتدلون بمحاولتين أخريين أظهرتا صدعا في الحركة الإنجيلية. في السنة الماضية انفصلوا عن الجناح المتعصب بعد مشاركتهم في حملات ضد التغير المناخي وارتفاع حرارة الأرض. هذه السنة أدانوا استخدام التعذيب في الحرب ضد الإرهاب. كما قام بعض المشاركين في تلك الحملات بالتوقيع على هذه الرسالة.

ويقول القس جول سي هنتر القس الرئيسي في كنيسة نورثلاند في لونغوود بفلوريدا: «هناك جزء من الأسرة الإنجيلية أسميه المسيحيين الصهاينة، الذين كانوا يناصرون «إسرائيل» بإخلاص ووفاء شديدين بحيث يعتقدون أن «إسرائيل» لا يمكنها أن تخطئ، وأنه أمر معارض للإنجيل تقريبا أن ينتقد المرء «إسرائيل» في أي شيء. إلا أن هناك الكثير من الإنجيليين الآخرين المنفتحين حقا والذين يسعون إلى العدالة للجانبين».

أرسلت أعلى الأصوات وأكثرها تنظيما في الحركة الإنجيلية رسالة مختلفة جدا: إن الفلسطينيين لا يملكون حقا شرعيا في أرض فلسطين.

القس جون هاغي الذي أسس «حركة المسيحيون المتحدون من أجل «إسرائيل»، علم بأمر الرسالة وقرأ معظمها. رده كان: «سوف يهزأ الإنجيليون الذين يؤمنون بالإنجيل من هذه الرسالة».

«المسيحيون المتحدون من أجل إسرائيل» يعارضون قيام أميركا بالضغط على «إسرائيل» للتنازل عن المزيد من الأرض لأي كان ولأي سبب كان...

عقد المسيحيون المتحدون من أجل «إسرائيل» مؤتمرا حضره 4500 شخص في واشنطن الشهر الماضي، ويقوم هاغي بإرسال رسائل إلكترونية عن «إسرائيل» إلى 55000 قس وزعيم ديني كل أسبوع.

هناك فرق ديني حاسم بين وجهات نظر هاغي بشأن «إسرائيل» وتلك التي يعرب عنها الذين كتبوا الرسالة، يقول تيموثي بي ويبر، المؤرخ الكنسي والرئيس السابق لمدرسة دينية ومؤلف «على الطريق إلى هرمجدون (موقع المعركة الفاصلة بين الخير والشر]: كيف أصبح الإنجيليون أفضل أصدقاء «إسرائيل».

هاغي وغيره ينفذون القانون التوراتي، يقول ويبر، ويفسرونه على أنه يتنبأ بأنه من أجل عودة المسيح يتوجب على اليهود أن يتجمعوا في «إسرائيل» ويبنوا الهيكل الثالث في القدس، ويجب خوض معركة هرمجدون.

ويقول ويبر «هؤلاء المنفذين استغلوا ما هو موقف أقلية صغيرة دينية داخل الكنيسة الإنجيلية وحولوه إلى صوت سياسي قوي».

* المراسلة الوطنية للشئون الدينية في «نيويورك تايمز» و قبل ذلك غطت الشئون الدينية في «الواشنطن بوست»، والمقال ينشر بالتعاون مع كومن غراوند

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 1799 - الخميس 09 أغسطس 2007م الموافق 25 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً