العدد 1799 - الخميس 09 أغسطس 2007م الموافق 25 رجب 1428هـ

باراك «البربوق»!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

طبعا باراك تعرفونه، رئيس الوزراء الصهيوني السابق، وبطل «الهروب الإسرائيلي الكبير» من جنوب لبنان في مايو/أيار 2000. فهو الذي أعلن للعالم انه سينسحب بتاريخ معين، ولكنه فاجأ العالم بالانسحاب السريع والمفاجئ قبل أيام من «وعده الكاذب»، إلى درجةٍ أذهلت أعدى أعدائه: حزب الله!

أما كلمة «البربوق»، فنستخدمها في البحرين للدلالة على الشخص اللي «مش ولابد»! أما لغويا فأقرب الكلمات لها «البرق»، إذ تعني الفزع أو الخوف والدهشة؛ والبروق من الرجال هو الجبان؛ أما البرقوش فهو الرجل المتلون، مأخوذة من برقش، وهو طيرٌ يعلو ريشه اللون الأغبر، فإذا انتفش تغيّر لونه... وكل هذه الصفات تنطبق - ولله الحمد -على هذا «البربوق» الأغبر باراك!

قبل أربعة أيام نشرت «لجنة فينوغراد» إفادة باراك أمامها، إذ أفتى أنه كان على «إسرائيل» توجيه ضربة عسكرية شديدة ضد لبنان بعد أسر الجنديين، وبعدها تمهله ستة أسابيع لإعادتهما، وفي الأثناء تتخذ الاستعدادات اللازمة لمواصلة الحرب. وكان باراك يحلم بأن أركان حزب الله سترتعد من الخوف فيعيدهما إلى «إسرائيل» مع رسالة اعتذار موقعة من السيد حسن نصر الله!

باراك قال إن هدف الحرب هو تسجيل انتصار (وهو ما لم يحدث)، وإنه لو كان وزيرا في الحكومة عندما نفذ حزب الله هجومه على الدورية الإسرائيلية وأسر الجنديين لخرج على التلفزيون ليلقن الحزب درسا لن ينساه أبدا: «نقول لكم إنه إذا لم يعد هذان الشابان خلال ستة أسابيع فإن (إسرائيل) ستعمل وفقا لاعتباراتها» كما قال!

وتابع باراك أحلامه الفانتازية قائلا: «كان على الحكومة قبل شن الحرب أن تجري بحثا عميقا وشاملا أكثر مما فعلت، وعدم الاكتفاء بالبحث لساعة واحدة ومن ثم إعلان الحرب»!

باراك الذي يعتبر فيلسوف «الانسحاب»، يوم كان يشغل وزارة الدفاع إلى جانب رئاسة الوزراء، يعود اليوم«فيلسوفا للحرب» تحت قيادة بطل «نكسة تموز» الاسرائيلية ايهود أولمرت!

على أن القاضي فينوغراد لم يتركه ينفش ريشه ويتفلسف أكثر، فسأله: «ولماذا لم تطبق هذه الخطة الجهنمية مسيو باراك عندما أُسِر ثلاثة من جنودنا في مزارع شبعا بعد انسحاب 2000؟»، فأجاب: «لم يكن الظرف مناسبا، فالجيش لم يعرف بأسر الجنود إلاّ بعد مرور 45 دقيقة، وحكومتي علمت بذلك بعد ساعة ونصف، والعمل لتخليص الجنود لم يكن ملائما بعد مرور هذا الوقت»! ونسي «البربوق» ان قرار حرب تموز اتخذ بعد أن أمهل أولمرت حزب الله 12 ساعة، وهدّده بالحرب إذا لم يُرجِع الجنديين سالمين غانمين قبل حلول المساء!

باراك الذي قال إن «الوضع في لبنان كان يسير إلى اللامكان»، (ويبدو أنه جنرالٌ حداثي)، كان موقفه الجديد مناقضا لموقفه أثناء الحرب، إذ قال: «أعتقد أن الحكومة والجيش يعملان بشكل صحيح وعليهم العمل بكل قوة من أجل تحطيم بنية حزب الله»!

بربوق آخر!

«البرابيق» أشكال وأنواع، وأحدهم إمسوّي روحه كلش! كتب أمس: «صحيح ان زيارة وزير الخارجية الإيراني علي لاريجاني قد أزالت من نفوسنا...»، والمعروف ان الوزير اسمه منوشهر متقي، إلاّ إذا كان غيّروه البارحة وجاءوا مكانه بعلي لاريجاني، (كبير مفاوضي الملف النووي الإيراني)! بس أكيد بكرة راح تقرأون تنويه في الجريدة بأنه خطأ مطبعي كما حدث في فضيحة الـ DNA... ويبدو أننا دخلنا فعلا عصر «البرابيق»!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 1799 - الخميس 09 أغسطس 2007م الموافق 25 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً