العدد 1800 - الجمعة 10 أغسطس 2007م الموافق 26 رجب 1428هـ

ضعف الذاكرة... هل يمكن الشفاء منه؟

أكدت دراسة علمية حديثة أجراها أحد المراكز البحثية المصرية أن ضعف الذاكرة لدى الأفراد مرتبط بإصابة خفيفة في الرأس أو الزيادة في شرب المسكرات في الصغر، إذ يضطر المواطن العادي إلى استخدام ورقة وقلم لتسجيل المواعيد الهامة وبعض الملاحظات.

وأشارت الدراسة إلى أن رجال السياسة يستعيضون عن ضعف الذاكرة بسكرتيرة حسناء تسجل المواعيد والارتباطات المهمة. يؤكد أستاذ الأمراض الصدرية والقلب بطب القصر العيني أحمد شيرين أن الذاكرة هي الهوية التي تدعم إنسانية الإنسان وهي الشاهد الحي على الزمن الماضي ومحرك الزمن الحاضر وهي السلاح الذي يتفوق به الإنسان عمن سواه من الكائنات الحية، وبعض الناس الذين يفقدون الذاكرة يفقدون صفتهم البشرية ولكن النسيان أحيانا يكون نعمة خاصة إذا كانت الذكريات مؤلمة. ويضيف أن الصناعة الصيدلية تبحث منذ وقت طويل عن عقاقير منشطة للذاكرة، فمرضى الخوف المبكر الزهايمر وحدهم يشكلون سوقا لمثل هذه العقاقير تقدر بـ 3 مليارات دولار سنويا، كما أن التقدم في أبحاث تطويل العمر ينعش سوق عقاقير الذاكرة، إذ إن طول العمر يؤدي إلى تراكم الذكريات وبالتالي إلى ضعف الذاكرة والحاجة إلى عقاقير التقوية، وبالتالي فإن محاولات ابتكار عقاقير الذاكرة جارية على قدم وساق في الكثير من المختبرات العالمية لكن من دون التوصل إلى نتيجة حتى الآن.

ريجان والزهايمر!

ويؤكد خبراء كيميائيون أن هناك 140 نوعا أو أكثر من المواد الكيمياوية المختلفة أو الإضافات الغذائية تؤثر على الذاكرة وإذا استطاعت صناعة الدواء الوصول إلى علاج فعال لمرض الزهايمر، هذا المرض الذي كان يعاني منه الرئيس الأميركي السابق رونالد ريجان أو دواء لعلاج الشيخوخة من عته وجنون فإن هذه الأدوية ستكون ذات قيمة كبيرة.

أما أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة علي مكاوي فيقول ان فقد الذاكرة ليس قاصرا على المرضى بحالات مرضى، ولكن هذا يحدث للجميع عند تقدم السن كما أن فقد الذاكرة يحدث طبيعيا كل يوم نتيجة تلف أو فساد تدريجي ناتج عن فشل أو ضعف في عناصر العمليات الكيمياوية الحيوية التي تتحلل مركباتها تماما مثلما يحدث في مرض الزهايمر، وهذه الأدوية صُنعت لمرضى الجنون وعته الشيخوخة، كما أنها متاحة للمهووسين بزيادة طاقة وسرعة الذاكرة إلى أقصى حد.

ويضيف مكاوي ان الذاكرة والتعليم متصلان بكل أنواع القدرات الطبيعية ودرجة الذكاء فعندما يتقدم العمر فإن الانتباه والإحساس والانفعال والاستمتاع كلها تتغير ومثل هذه المتغيرات تستطيع أن تشرح لماذا تبدو الذاكرة وكأنها تتداعى وتتعلق بالشيخوخة من دون وجود أي ضعف في العمليات الحيوية بخلايا الذاكرة، ومع هذا فإن ضعف الذاكرة صعب اجتنابه.

قدرات طبيعية

وأشارت الدراسات إلى أن ضعف الذاكرة في الأفراد الأصحاء عند تقدم السن مرتبط بإصابة خفيفة بسيطة في الرأس أو بالتخذير العام أو إدمان شرب المسكرات منذ الصغر، أما الأفراد الذين لا يتعرضون لوقائع أو حوادث فإن الذاكرة تبقي دون أن تضعف حتى في مراحل العمر المتقدمة، ومن الصعب جدا تصميم تجارب لإجراء اختبارات ذات تأثير مباشر للدواء على الذاكرة، خاصة لوجود العديد من التأثيرات غير المباشرة على أداء ودرجة الذكاء ، فمثلا كبار السن الذين يعيشون في المؤسسات لا يستطيعوا أن يتذكروا ماذا تناولوا في وجبة هذا الصباح، وربما يستطيعون أن يتذكروا ماذا تناولوا وجبة هذا الصباح، وربما يستطيعوا أن يتذكروا بوضوح حادثة عرضية أو مجموعة من الأحداث المترابطة التي حدثت في الطفولة، وأن عملية التذكر ليست عملية ميكانيكية ولكن تشمل جزءا فعالا ومشوقا من عمل الفرد وأن هذه الأدوية يفترض أنها تعمل في مجال واحد من مجالين رئيسيين أما بزيادة معدل مرور الدم إلى المخ أو بزيادة معدل أحد الموصلات العصبية التي تنتقل خلال الجهاز العصبي والتي يعتقد أنها تلعب دورا هاما في التعليم والذاكرة، وأن مصدر الثقة في هذه الأدوية أنها تؤثر على معدل تدفق الدم أومعدل الموصلات العصبية كما أن لها تأثير على السكتة الدماغية التي نتج من إصابة الأعصاب بالضرر في حالة السن الكبيرة وتؤثر على الأداء في عدة أوجه مثل الإدراك والتذكر، والضرر يأتي عادة عندما تنقبض الشرايين التي تمد المخ بالدم.

ويشير أستاذ الأمراض الصدرية والقلب بالقاهرة حسني فاروق إلى أن الدراسات الخاصة بتأثير أدوية الذاكرة على الإنسان نادرة ولكنها مستمرة ومعظم الدراسات تشمل المرضى في المستشفيات والمؤسسات وخاصة الذين يعانون من مرض الزهايمر أو الأمراض المخية الشوكية وبعض هذه الحالات تعتمد على إعطاء جرعات بسيطة للمرضى أو أدوية لإرضاء وتهدئة المرضى.

العدد 1800 - الجمعة 10 أغسطس 2007م الموافق 26 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً