العدد 1812 - الأربعاء 22 أغسطس 2007م الموافق 08 شعبان 1428هـ

فيلم وطني/ رياضي... ستبحث فيه عن شاروخان

«Chak de India» (لنحيي الهند)

قبل احتفال الهند بعيد استقلالها الستين بأسبوع، وبعد توقف دام سنة كاملة، يعود نجم السينما الهندي شاروخان «الملقب بالكينخ خان» بفيلمه الجديد «Chuk de india»، والذي يعرض حاليأ على شاشة سينما السيف في البحرين، بعد أن احتفل بإطلاقه بتاريخ 9 أغسطس/ آب الجاري في حفل كبير استضافه «سومرست هاوس» في العاصمة البريطانية (لندن).

«إنه عمل رياضي بامتياز»... هذا ما يقوله أحد نقاد السينما الهندية في وصفه لهذا الفيلم، الذي اختار بطله شاروخان رياضة « الهوكي» المشهورة في الهند ليبني حولها قصة فيلمه وكامل أجوائه. ومن وحي هذه الفكرة، جاء العرض الافتتاحي للفيلم في لندن في مسرح في الهواء الطلق مع شاشة عرض عملاقة و أجهزة صوت متطورة بالإضافة إلى ملعب هوكي ولاعبوا هوكي يمثلون أبطال الفيلم ، فيما صاحب العرض موسيقى الفيلم التي نفذها الموسيقيان الهنديان سالم وسليمان، إضافة إلى 16 فتاة هندية شاركن شاروخان بطولة الفيلم.

كعادته في طرح أفكار جديدة في أفلامه، اختار شاروخان أن يقدم شخصية مختلفة من خلال هذا الفيلم، علاوة على أجواء رياضية مختلفة تماما عن الأجواء « الرومانسية» التي دأب على تقديمها في أفلامه. ويقول في إحدى المقابلات التي أجريت معه إن اختياره رياضة «الهوكي» تحديدا نابع من رغبته في «تمجيد» إحدى الألعاب الرياضية المشهورة في الهند التي تعتبر من الرياضات «الوطنية»، وربما لم يشأ الكنج خان أن يكرر فيلما يتحدث عن رياضة الكريكيت بعد أن تناولها - غريمه الهندي- أمير خان الذي قدم تأريخا رائعا لهذه الرياضة في فيلمه «لاغان».

ولعل إحدى المفارقات في «Chuk de india» أيضا هي اختيار فريق هوكي «نسائي» ، وهي رؤية دأب الكنج خان على تضمينها في أفلامه أيضا، إذ لطالما حرص على تقديم الجانب «النسائي» في محتوى أفلامه، التي تنبع من شخصيته التي تحترم المرأة والتي عبر عنها أكثر من مرة في تصريحاته لوسائل الإعلام. يتضح هذا الإطار كثيرا في المشهد الذي يحرص المدرب فيه على استفزاز فتياته عبر إسماعهن ما يقوله اتحاد الهوكي عنهن «كيف تستطيع فتيات بتنورات قصيرة الفوز على الرجال» لحثهن على المثابرة والفوز.

يبدأ فيلم «chuk de India» - وترجمته الحرفية لتتقدم الهند أو لنحيي الهند - بشخصية قائد فريق الهوكي الهندي كبير خان - ويلعب دوره شاروخان- في إحدى المباريات النهائية لفريقه ضد فريق باكستان - يحمل الفيلم رمزية كبيرة هنا في إشارة منه إلى العداء المبطن بين الهند وباكستان. يخسر كبير خان الضربة الأخيرة التي تحدد مصير المباراة بخسارة الهند مقابل باكستان، لكنه يكون أول من يحيي لاعبي باكستان. تستخدم وسائل الإعلام هذه الحركة لتؤلب عليه الرأي العام بإلصاق تهمة عمالته لباكستان وخيانته لفريقه، وهو الأمر الذي يضطره للخروج حتى من قريته بعار الخيانة، وبكلمة «خائن» تكتب على جدار منزله.

يعود كبير خان بعد سبع سنوات كاملة إلى اتحاد الهوكي الوطني ليعرض على أعضائه أن يقوم بتدريب فريق الهوكي النسائي - الضعيف جدا حينها. وربما وقع الفيلم هنا في أولى سقطاته - الكثيرة - فلم يوضح أين كان كبير خان خلال هذه السنوات السبع وماذا كان يفعل، ولماذا اختار تدريب هذا الفريق بالذات؟

وبعد أن يوافق الاتحاد على تدريبه لهذا الفريق - الذي لم يكن مكترثا كثيرا لمستقبله - يبدأ الفيلم في شرح شخصية بطله كبير، فهو رجل مجروح لايزال يحمل في ذاكرته ألما من التهمة التي أبعدته عن الهوكي منذ سبع سنوات، وعلى رغم من تهمته بالعمالة لايزال يحمل قلبا عامرا بالوطنية. يؤدي شاروخان الدور هنا ببراعة - كعادته - بلحية خفيفة وشعر مسدل منحاه جدية أكبر في لعب الدور. يواجه كبير المدرب صعوبة كبرى في التعامل مع الفريق الذي كلف بتدريبه... 16 فتاة جئن من مختلف مناطق الهند. يظهر المدرب بشخصية صعبة حازمة، تقمع أية محاولة للتمرد من قبلهن. وتصل ذروة العلاقات بين المدرب وفريقه في اليوم الذي تقرر فيه الفتيات تقديم طلب رسمي بتنحيته عن منصبه، لكن سرعان ما يتراجعن عن قرارهن بعد أن يشعرن لأول مرة بقوتهن «الجماعية» التي خلقها المدرب أثناء تغلبهن على بعض الفتية في عراك في أحد المطاعم. يستمر المدرب في مواجهة المشكلات لخلق الانسجام بين فتيات فريقه حتى يغذي فيهن حلما بالوصول إلى بطولة كأس العالم في الهوكي النسائي. ثم يواجه تحديا مع إدارة الاتحاد التي ترفض إرسال الفتيات لكأس العالم، فيقودهن الأمر لتحدي الفريق الرجالي في مباراة يحدد مصيرها مصير ذهابهن. تخسر الفتيات في هذه المباراة لكنهن يلعبن بجدارة عالية، فينتقلن إلى المشاركة في بطولة كأس العالم في أستراليا.

يبدأ الفريق بطولته بخسارة مخزية أمام الفريق المضيف، سرعان ما تتحول إلى نصر تلو الآخر في المباريات التالية، حتى تصل مرحلة الحسم في المباراة النهائية مع الفريق الاسترالي نفسه، والتي تنتهي بفوز الفريق الهندي بصعوبة وتحقيق المدرب لحلمه في تحول الميدالية «الفضية» التي حصل عليها مرة إلى ميدالية «ذهبية» تحصل عليها فتيات فريقه.

ينتهي الفيلم بكبير عائدا إلى منزله في قريته التي تركها منذ سبع سنوات، بعد أن أصبح شخصية وطنية كبرى بقيادته فريقه الوطني للنصر، ويمحو العار الذي التصق به منذ سنوات. يظهر ذلك في المشهد الأخير الذي يقوم فيه طفل بمحو كلمة خائن من على جدار منزل كبير. وهو المشهد الذي بدا على رغم رمزيته، مفتعلا جدا.

على رغم كثير من المشاهد الحماسية التي امتلأ بها الفيلم، فإنه وقع في عدة سقطات أخرى أخلت بسياقه العام، إذ اشتمل على عدد من القفزات بين حوادثه، فيما لم يرق الحوار فيه إلى مستوى الحوار في الأفلام الهندية عادة والتي تملك المشاعر بعذوبة كلماتها. الأدهى أن فكرة الفيلم مكررة كثيرا جدا، ولطالما أنتجت هوليود أفلاما من هذا النوع، بل أنك تستطيع بكل بساطة أن تتوقع نهاية الفيلم أو أي حدث من حوادثه.

عدد من نقاد السينما الهندية انتقدوا أداء شاروخان في الفيلم الذي وصف بأنه كان «دون حياة»، بل أنهم أضافوا بأن شخصيات الفتيات الستة عشر طغت على شخصيته. ولو شاهدت هذا الفيلم فستصل بالتأكيد إلى النتيجة نفسها، فشخصية شاروخان ليست واضحة تماما، كما لم يقدم عرضا لقدراته التمثيلية في هذا الفيلم باستثناء مشهد أو مشهدين. وكانت البطولة تقريبا متقاسمة بين الفتيات الستة عشر.

جاء توقيت إطلاق الفيلم مناسبا جدا، إذ أطلق قبل أسبوع من عيد استقلال الهند الستين في 17 أغسطس الجاري. وحمل الفيلم كثيرا من مفاهيم الوطنية والانتماء ما يعكس أجواء حماسية لهذا الحدث. وهو الأمر الذي فسر وصول الفيلم إلى ذروة مشاهدته في صالات السينما الهندية في ذلك اليوم.

تركيز الفيلم على مفاهيم الوطنية والوحدة بين الهنود على اختلاف أعراقهم بدا جميلا في كيفية اختيار الفتيات الستة عشر. إذ تنوعت أشكالهن وتباينت بحسب المنطقة التي جاءت منها كل منهن. فمن الجنوب حيث السمرة الغامقة، إلى الشمال الغربي حيث تميل الملامح إلى التقاطيع الصينية، وصولا إلى العاصمة وضواحيها حيث الألوان المتعددة من الأبيض إلى الأسمر. وتتضح الرمزية كثيرا في المشهد الأول التي تظهر فيه الفتيات معا، عندما يرفض المدرب أن تعرف كل منهن بنفسها على أنها من منطقتها، ويصر على تعريف أنفسهن بأنهن من الهند.

جاء «chuk de india» ليقدم شاروخان بشخصية مغايرة عما تعوده متابعوه بعد توقف دام سنة كاملة منذ أن أطلق فيلمه «khapi alvida na kehna» (لا تقل وداعا) في أغسطس من العام الماضي. إذ تعاون هذه المرة مع المخرج شميت أمين، والمنتج - الأسطورة - أدياتي جوبرا عبر شركة ياش جوبرا، الذي لم يتردد في إرسال طاقم الفريق إلى ثلاث مدن استرالية لتصوير الجزء الثاني من الفيلم.

حصد هذا الفيلم على حضور جيد في صالات العرض الهندية، وحصد في بريطانيا المركز 11 بين الأفلام المعروضة بحصيلة بيع شباك تذاكر بلغت أكثر من 126 يورو، فيما حصد المركز 20 في السينمات الأميركية بحصيلة شباك تذاكر بلغت نحو 350 ألف دولار. لكنه حصل على مركز أكثر تقدما في صالات العرض الاسترالية بوصوله إلى المركز 12 وحصوله على أكثر من 112 ألف دولار.

«Chuk de india»، فيلم جيد، على رغم تصدر صورة شاروخان لإعلانه، فإنك لن تعثر عليه كثيرا بين حوادث الفيلم، وستجد نفسك منغمسا في قصص 16 فتاة هندية يحاولن أن يشكلن فريق هوكي متجانس.

العدد 1812 - الأربعاء 22 أغسطس 2007م الموافق 08 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً