العدد 1816 - الأحد 26 أغسطس 2007م الموافق 12 شعبان 1428هـ

ما لا يدركه الإيرانيون والعرب

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

قد يكون معدل قراءة الصحف في إيران - لا يتجاوز 5 في المئة بحسب إحصاءات منظمة اليونسكو - أحد الأسباب التي أدت إلى غفلة الشعب الإيراني عن الكثير من الحقائق، التي تغيب، أو تُغيب عنه. هل يدرك الإيرانيون مثلا، أن المعارضة العراقية - الشيعية - التي كانت إيران - ولا تزال - المؤسس الرئيسي لكيانها العسكري، هي اليوم حليف الأميركيين الأول في العراق، والحاكم الأوحد الذي يستفرد بالحكم، وهل فهِم الإيرانيون، دلالات الصورة في لقاء السيد عبدالعزيز الحكيم مع الرئيس الأميركي في البيت الأبيض.

الأهم من هذا، هل يدرك الإيرانيون ما يستتر خلف أن تكون حكومتهم، الحكومة العراقية والحكومة الأميركية شركاء في أهم اللجان الأمنية التي تشرف على تنسيق العملية الأمنية في العراق. هنا بالتحديد، تبدو صورة إيران «الدولة» بوصفها الدولة التي ستُعَلِم الولايات المتحدة «الأدب»، والدولة التي ستقف بالمرصاد لأطماع المستعمر الأميركي، ليست أكثر من صورة «كاذبة» و«خادعة» للشعب الإيراني، ولبعض الشعوب العربية المتعاطفة على حد سواء.

بعد هذه المحصلة، لا تبدو عبارات «الشيطان الأكبر» و«مقاومة الهيمنة الأميركية» سوى أحاديث من التاريخ الثوري الذي كانت له زمكانيته الخاصة.

حكومة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد التي سعت عبر تمديد حسم الملف النووي حتى اليوم لجني المزيد من الأرباح، كانت تضع رهانها في الحصول على المزيد من «الفوائد الأوروبية» وفق معادلة معارضة الحرب الأميركية «المنفردة» على طهران، وكان رفض «السلة الأوروبية» يسير في تأكيد انسياق طهران نحو هذا التكتيك تحديدا. حكومة نجاد أيضا، استفادت من سلسلة الإخفاقات الأميركية في العراق لتعزز من خيارها الممانع، وهي حتى اليوم - وليس غدا - نجحت في ذلك فعلا.

الذي قد يكون خطيرا - رئيس تحرير صحيفة «الحياة» اللندنية جهاد الخازن راهن في عموده قبل أيام على هذه الخطورة - هو أن لا تلتفت حكومة نجاد إلى أن قرار الحرب عليها، أصبح قاب قوسين أو أدنى. وما عدا، أن يسقط حاصب من السماء، أو أن تُعَطَل الصواريخ الأميركية في الهواء، أو أن تنشقَ مياه الخليج لتبتلع البوارج الأميركية وطائراتها، على طهران أن تستعد لخراب كبير يأكل الأخضر واليابس.

الخطر الحقيقي أمام الإيرانيين هم الأميركيون الذين أصبحوا مصابين بمرض «اتخاذ القرارات السريعة». وما خلا أن تدرك طهران خطورة موقفها وضيق الوقت، فإن عليها أن تستعد لما هو قادم إليها من كل صوب.

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1816 - الأحد 26 أغسطس 2007م الموافق 12 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً