العدد 1821 - الجمعة 31 أغسطس 2007م الموافق 17 شعبان 1428هـ

تحديات المجتمع المعرفي

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

في العام 1959 كتب المفكر بيتر دركر عن نوع جديد من المهرة، أطلق عليهم مصطلح knowledge worker وهم «مشغلو المعرفة»، وأن العالم (آنذاك) على مشارف عصر جديد، هو عصر المعرفة... وقال دركر إن عوامل الإنتاج الأساسية (الأرض، رأس المال، واليد العاملة)، تغيرت، بعد دخول «المعرفة» على هذه العوامل واعتبر أن الاقتصاد الجديد سيحدده ويقوده المعرفيون وهم أصحاب الخبرة (في شتى مجالات الحياة) وهؤلاء المشغلون للمعرفة متعلمون ومبدعون، يستخدمون المعلومات ويحولونها إلى معرفة (خبرة عملية).

وحتى مطلع التسعينات لم يكن ما يشير إليه دركر واضحا للجميع، ولكن مع انتشار أجهزة الحاسوب والانترنت والفضائيات ووسائط الإعلام المتعددة أصبح واضحا أن الكمَّ الهائل من المعلومات يتطلب أصحاب خبرة (معرفيين) لاستخدامه في المنتجات والخدمات التي يحتاجها الإنسان. وبحسب ما تذكر الأمم المتحدة، وموسوعة «ويكيبيديا»، فإن «اقتصادات المعرفه تستأثر الآن بـ 7 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وتنمو بمعدل 10 في المئة سنويا... ويذكر أن 50 في المئة من نمو الإنتاجية في الاتحاد الأوروبي هو نتيجة مباشرة لاستخدام وإنتاج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات».

والبحرين لديها الإمكانات للانتقال بسرعة إلى القطاعات الاقتصادية المعرفية، ولديها القدرة لتمكين المجتمع من وسائل المعرفة وأن ينمو لدينا مجتمع معرفي متطور، ولدينا بدايات حسنة في هذا المجال، ولكن لدينا معوقات ينبغي علينا الالتفات إليها لكي ننتقل بالكامل إلى العصر المعرفي.

وخدمة لهذا الغرض، خصصت «الوسط» الملحق السياسي الشهري (الذي يصدر غدا) لبحث تحديات «المجتمع المعرفي» في البحرين، مع تسليط الضوء على أهم القضايا التي تتطلب رؤية ثاقبة وإرادة ثابتة من الدولة لكي نحقق متطلبات العصر الذي نعيش فيه، ونرفع مستوى المعيشة للمواطنين المتمكنين من «المعرفة».

إننا ولكي ننطلق نحو اقتصاد مبني على المعرفة نحتاج إلى البيئة الداعمة للابتكار ونحتاج إلى «نظام فعال من الروابط التجارية مع المؤسسات الأكاديمية وغيرها من المنظمات التي تستطيع مواكبة ثورة المعرفة المتنامية واستيعابها وتكييفها مع الاحتياجات المحلية»، وهذا يتطلب تعليما أساسيا وثانويا وجامعيا يؤهل المتخرجين منه للدخول في سوق العمل المحكومة بضواط عالمية تحدد لها مستويات الإنتاجية والتنافسية... وهؤلاء الذين نحتاجهم هم «رأس المال البشري القادر على إدماج التكنولوجيات الحديثة في العمل»، أو من أطلق عليهم بيتر دركر «مشغلي المعرفة»... والحديث يتواصل غدا في الملحق السياسي المخصص لتناول تحديات المجتمع المعرفي في البحرين.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1821 - الجمعة 31 أغسطس 2007م الموافق 17 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً