العدد 1826 - الأربعاء 05 سبتمبر 2007م الموافق 22 شعبان 1428هـ

مهرجان فينيسيا يستقبل بحفاوة رفع هوليوود الغطاء عن الحرب في العراق

بينما تضطرم نيران الحرب في العراق منذ نحو خمس سنوات فإن مخرجي السينما الأميركية ظلوا مترددين طويلا أمام معالجة الموضوع على الشاشة الفضية. لكن الامر تغير الآن وها هي القضية قد وصلت أخيرا إلى الشاشة العالمية.

ويتمحور الاهتمام في مهرجان فينيسيا السينمائي على فيلمين مناهضين للحرب.

أحدهما ( ريداكتد) لمخرج هولوود برايان دي بالما صاحب الاعمال الكثيرة ومنها «المهمة المستحيلة» والذي استفبل بتحفظ عند عرضه الأول الأسبوع الماضي.

بيد أن المخرج الكندي بول هاجيس - الذي تتضمن أعماله السابقة فيلم كراش الحاصل على جائزة الاوسكار فقد استقبل بحفاوة بالغة وعاصفة من التصفيق استمرت عشر دقائق كاملة قبل عرض فيلمه « وادى الله « ليلة السبت .

الفيلم بطولة تشارلز تيرون وسوزان ساراندون ويدور عن محارب أميركي قديم يقوم برحلة بحث مستميتة عن نجله المفقود الذى قتل بعد عودته بقليل من العراق.

واعتبر الفيلمان بالفعل صاحبا الحظ الأوفر في اقتناص جائزة الأسد الذهبي هذا العام.

وصرح هاجيس - 54 عاما - قائلا « الحرب في العراق ليست محور فيلمي الذي هو بالاحرى دراسة اجتماعية عما يعرف بـ « ضغوط ما بعد العمليات القتالية».

إنه ليس بمثابة احتجاج سياسي قوي على استراتيجية الحرب التي يتبعها الرئيس جورج بوش . ويردف» بل لقد أردت أن أصور قسما في أميركا هو في أمس الحاجة إلى المساعدة وعلى رأسه الجنود».

تهيمن على أجزاء كبيرة من الفيلم أجواء الإثارة. فبعد تلقي الجندي السابق العجوز- الذي أدى دوره ببراعة تومي لي جونز- مكالمة هاتفية فحواها أن ابنه مفقود بدأ رحلة بحث محمومة عنه .

ينجح الجندي العجوز في نهاية الأمر وبمساعدة ضابط شرطة يلعب دوره تيرون - الذي أشيد به بوصفه أحد المنافسين على الاوسكار- في الوصول إلى عالم المحاربين السابقين في العراق ذلك العالم الممزق المشحون بالمشاعر العدوانية ويكتشف من فوره أن رفاق ابنه قتلوه بعد ليلة صاخبة شربوا فيها حتى الثمالة.

ثم يكتشف الاب مزيدا من الحقائق المروعة فقد قام ابنه الحبيب بتعذيب مساجين عراقيين أثناء وجوده في العراق كما داس بدبابته على طفل صغير.

وهكذا لم يتبق من الاب إلا محارب عجوز تحرر تماما من الوهم.

وثمة قدر كبير مشترك بين فيلم هاجيس وفيلم دي بالما الذي يركز على اغتصاب وقتل تلميذة عراقية -14 عاما - من قبل جنود أميركيين وما تلا ذلك من قتل ثلاثة من أفراد أسرتها.

فكلاهما يقوم على حوادث حقيقة وقعت في الحرب وكلاهما يتضمن استخداما واسعا لشبكة الانترنت بحثا عن أعمال وحشية. وكلا المخرجين يقول إنه سلط الضوء على « الجانب القذر للحرب» ومصير الضحايا المدنيين والهجمات على النساء والاطفال تلك التي تعمدت وسائل الإعلام الأميركية غض الطرف عنها.

يقول دي بالما « إن المادة متوافرة بالكامل على الانترنت بيد أن التلفزيون الأميركي لم يغطها. وصرح هاجيس للصحافيين في الليدو قائلا «التلفزيون الأميركي غطى الجانب القذر من حرب فيتنام «.

بيد أن وسائل الإعلام الأميركية تخضع الآن في الواقع لسيطرة الحكومة «ولا تبث إلا ما يرضي البنتاغون» على حد قوله.

ولذلك فإنه للفنانين والمخرجين الآن الحق في إبراز الجانب القذر من الحرب أمام الرأي العام إذا ما أرادوا ذلك. وقال هاجيس « الأمر يرجع الآن للفنانين لكي يظهروا هذا الجانب على الشاشة».

ومع ذلك فإن كلا المخرجين لا يزال أمامهما عقبة أخرى يتعين عليهما التغلب عليها وهي احتمال تعويق الموزعين ولا سيما في الولايات المتحدة لفلميهما.

العدد 1826 - الأربعاء 05 سبتمبر 2007م الموافق 22 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً