العدد 1829 - السبت 08 سبتمبر 2007م الموافق 25 شعبان 1428هـ

عودة رفسنجاني

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

لا يمكن الاستهانة بعودة الشيخ علي أكبر هاشمي رفسنجاني إلى الساحة السياسية الإيرانية بعد انتخابه رئيسا لمجلس الخبراء الثلثاء الماضي. فرفسنجاني الذي هُزم شر هزيمة في العام 2005 على يد محمود أحمدي نجاد كان من المفترض أن يختفي إلى الأبد، ولكنه قلب المعادلة وعاد إلى موقع ذي نفوذ أكبر من رئاسة الجمهورية، فمهمة مجلس الخبراء أساسا هي مراقبة أداء مرشد الجمهورية الإسلامية (الولي الفقيه)، وعزله إذا تطلب الأمر. ولكن هذه الصلاحيات كانت مجمدة على أرض الواقع؛ لأن رئاسة المجلس السابقة فضلت الهدوء والانصياع لإرشادات «الولي الفقيه».

أما رفسنجاني فقد قال قبيل انتخابه رئيسا لمجلس الخبراء إنه في حال انتخابه فإنه يؤيد تفعيل دور مجلس الخبراء، ويؤيد دخول المجلس في القرارات المهمة والمصيرية، وهذا يعني مشاركة المجلس في قيادة الجمهورية الإسلامية مع المرشد الأعلى (السيدعلي خامنئي).

الأكثر من ذلك أن رفسنجاني كان قال في مذكرات نشرها قبيل انتخابه إن الإمام الخميني كان على وشك التخلي عن شعار «الموت لأميركا» قبيل وفاته. وقد تعرض لهجوم مباشر وشرس من قبل المحافظين، لاسيما من مدير صحيفة «كيهان» حسين شريعتمداري الذي هاجمه بشكل مباشر وغير معهود.

رفسنجاني يؤيد فكرة أخرى قد تغير واقع إيران كثيرا، فهناك رأي متداول قبل سنوات يتحدث عن ضرورة تحديد فترة «الولي الفقيه» بمدة من الزمن، عشر سنوات مثلا، على أن يتم انتخابه مرة أخرى عندما تنتهي الفترة. هذا يعني أن موقع المرشد الأعلى يتحول عمليا من موقع مطلق الصلاحية ومطلق الفترة الزمنية إلى موقع محدود بمراقبة مجلس الخبراء ومحدود بفترة زمنية. ومن دون شك فإن المعارضين لرفسنجاني يخشون تفعيل هذه الفكرة أكثر من أي شيء آخر.

رفسنجاني كان يوصف بالبراغماتي المحافظ، وبالمؤيد لاقتصاد السوق، والمؤيد لانفتاح إيران على العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية. بمعنى آخر فإنه يطرح النهج البراغماتي في السياسة الخارجية بدلا من النهج الايديولوجي المعتمد على شعارات مطلقة وكأنها آيات قرآنية منزلة من الله.

الإيرانيون عوّلوا على محمد خاتمي أثناء رئاسته لمدة ثماني سنوات حتى 2005، ولكن خاتمي كان مقيدا من كل جانب ولم يستطع تغيير واقع السياسة الإيرانية، ثم جاء الرئيس أحمدي نجاد وأدخل إيران في دوامة التصريحات التي أنزلت المشكلات على إيران من كل جانب، والآن يعول الإيرانيون على رفسنجاني لكي يحدث إصلاحات حقيقية تصب في صالح إيران والمنطقة، فهل يتمكن رفسنجاني من تحقيق تلك الآمال؟

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1829 - السبت 08 سبتمبر 2007م الموافق 25 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً