العدد 1829 - السبت 08 سبتمبر 2007م الموافق 25 شعبان 1428هـ

اليوم العالمي لمحو الأمية (2/3)

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

استنادا إلى التقرير العالمي عن رصد التعليم للجميع (2006) الصادر عن اليونسكو، تسجل منطقة آسيا الجنوبية والغربية أدنى نسبة لمحو الأمية (%58,6)، تليها إفريقيا جنوب الصحراء (%59,7) والدول العربية (%62,7). أما البلدان التي تسجل أسوأ نسب لمحو الأمية، فهي بوركينا فاسو (%12,8) والنيجر (%14,4) ومالي (%19).»

وأظهر البيان الصحافي رقم (2006-110) الذي صدر عن «اليونسكو» بوضوح، الصلة القائمة بين الأمية والبلدان الأكثر فقرا. ففي بنغلادش وأثيوبيا وغانا والهند وموزمبيق ونيبال، إذ ثلاثة أرباع السكان (أو أكثر) يعيشون بأقل من دولارين يوميا، تتدنى نسب محو الأمية عن معدل 63 في المئة ويتجاوز عدد الأميين 5 ملايين شخص. ترمي مبادرة محو الأمية لتعزيز القدرات (LIFE) (لايف) التابعة لليونسكو إلى الحد إلى النصف من النسبة العالمية لمحو الأمية بحلول العام 2015. وفي سياق استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز التوعية لأهمية محو الأمية، تقود البلدان بنفسها أنشطة «لايف» بما يستجيب للاحتياجات والأولويات الوطنية ويتناسب مع قدرات البلد. وقد اعتمدت هذه الاستراتيجية في 35 بلدا لتحقيق أهداف عقد الأمم المتحدة لمحو الأمية (2003-2012)، لا سيما وأن نسبة محو الأمية فيها تتدنى عن 50 في المئة أو أن عدد السكان الأميين يتجاوز 10 ملايين شخص.

وكما رأينا كويشيرو ماتسورا في العام 2006 يربط بين محو الأمية والتنمية، نجده في العام 2007 يركز على العلاقة بين محو الأمية والصحة، ويوضح ذلك في رسالته التي بعث بها بمناسبة اليوم الدولي لمحو الأمية، إذ يقول « إن موضوع اليوم الدولي لمحو الأمية لهذا العام، ألا وهو الصحة ومحو الأمية، يسلّط الضوء على ما لمحو الأمية من دور بالغ الأهمية في تعزيز الظروف الصحية على الصعيد العالمي».

ويدلل ماتسورا على الروابط المهمة بين محو الأمية والصحة، بالقول إن «المهارات والممارسات المرتبطة بالقراءة والكتابة تشكّل أدوات قوية تمكّن النساء والرجال من تنمية ما يلزم من القدرات والثقة بالنفس لتعزيز الصحة. وإذا تربّى الأطفال على يد أمهات ملمّات بالقراءة والكتابة، تزداد فرصهم في النمو الصحي الجيد وفي الحصول على التعليم. وبالتالي، فإن الإلمام بالقراءة والكتابة لا يحسّن صحة الأفراد فحسب، بل يحسّن أيضا صحة الأسر والمجتمعات المحلية بأسرها».

وعلى المستوى العربي تقول الأمينة العامة للشبكة العربية لمحو الأمية وتعليم الكبار في مقابلة بثها موقع «إسلام أون لاين» بشأن قضايا محو الأمية والتعليم في الوطن العربي «لا توجد دولة عربية تخلصت من الأمية بشكل نهائي، ولكن هناك دولا استطاعت أن تخفض نسبة الأمية فيها مثل الأردن التي وصلت نسبة الأمية فيها إلى 13 في المئة وكذلك تونس وليبيا وسوريا، ولكن عادة لا يتم حساب الأمية بين المقيمين في الدولة من غير مواطنيها (مثل العمال وخدم المنازل وغيرهما) والذين يشكلون عادة نسبة كبيرة من أعداد المواطنين، وعلى الجانب الآخر هناك دول عربية أخرى تتركز فيها معدلات الأمية بشكل كبير؛ وهي 5 دول (المغرب والجزائر ومصر واليمن والسودان) إذ يوجد بها 78 في المئة من نسبة الأمية في العالم العربي».

وتلفت سهام إلى الخطأ الذي ارتكبته بعض المنظمات الدولية عندما حددت سن تعليم الكبار في المرحلة العمرية من 15 عاما – 35 عاما، وترى أن هذا مجحفا جدا في حق بقية الشرائح العمرية في التعليم؛ «فالتعليم حق لكل إنسان مهما كان صغيرا أو كبيرا، لكن المنح والمساعدات التي تقدم من المنظمات الدولية تقدم لتعليم هذه الفئة ويتم تجاهل الشريحة فوق 35 عاما وتحت 15 عاما وهم المتسربون من التعليم الأساسي أو الابتدائي على رغم أنهم يمثلون نسبة كبيرة من الأميين في العالم العربي، فهناك 10 ملايين طفل عربي خارج منظومة التعليم الأساسي في الوطن العربي».

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1829 - السبت 08 سبتمبر 2007م الموافق 25 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً