العدد 1832 - الثلثاء 11 سبتمبر 2007م الموافق 28 شعبان 1428هـ

شعار اقتصادي للبحرين

جاسم حسين jasim.hussain [at] alwasatnews.com

تحدثنا في مقال يوم أمس عن جهود مجلس التنمية الاقتصادية في تبني شعار موحد يعكس واقع وطموح الاقتصاد البحريني. وكانت شركة «أكانشي» المتخصصة في تطوير سمات الدول كشفت حديثا عن نتائج دراستها عن الشخصية البحرينية وقيمها.

وبحسب الشركة, تتميز الشخصية البحرينية بمجموعة مزايا وهي الشجاعة, الإلهام, الحيوية, الصداقة والألفة, المتعة, الوعي, سعة الأفق, الذوق الرفيع، كما تمتلك الشخصية البحرينية قيما خلاقة عبارة عن الكرم, التوازن, السعي إلى الأفضل, الأصالة, الاحتراف في التخصص.

المطلوب بعد هذا البحث المستفيض ترجمة مميزات «الشخصية البحرينية وقيمها» إلى شعار يتناسب مع المعطيات المتوافرة من قدرات وتحديات وآمال.

بدورها دعت شركة «أكانشي» الوكالات والشركات الإبداعية إلى أن تطلق لخيالها العنان لغرض الإتيان بشعار معقول مستفيدة من حاسة السمع «نداء المؤذن للصلاة» وحاسة النظر «الخيول العربية الأصيلة» وحاسة الذوق «الحلويات بأنواعها» وحاسة الشم «رائحة القهوة» لغرض الوصول إلى المبتغى.

بعض الشعارات المقترحة

قدمت الشركة مجموعة من الحقائق والعبارات المساعدة من قبيل «البحرين مهد للحضارة أكثر من أربعة آلاف سنة». بدورنا لا نتفق مع هذا الشعار لأنه يركز على الماضي من دون الحديث عن المستقبل، كما أن البحرين ليست لاعبا رئيسيّا في الحضارات والتمدن في كل الأحوال.

عبارة أخرى تقرأ «البحرين ترعى الاقتصاد الأكثر تنوعا والأقل اعتمادا على البترول بين دول الخليج»، هذا الشعار يصلح لو كانت المنافسة مقتصرة بين البحرين وشقيقاتها في دول مجلس التعاون الخليجي, إلا أن المنافسة دولية في عصر العولمة وانفتاح الاقتصادات على بعضها بعضا. كما أن الاقتصاد البحريني لا يزال يعتمد بشكل نوعي على القطاع النفطي بالمقاييس الدولية، يشكل الدخل النفطي حجر الزاوية في إيرادات الحكومة إذ ساهم بنسبة 77 في المئة من دخل الخزانة في السنة المالية 2006 ما يعني اعتماد الاقتصاد البحريني بشكل نوعي على القطاع النفطي على رغم كل الحديث عن التنوع الاقتصادي، أيضا شكلت الصادرات النفطية بما فيها الغاز نحو 78 في المئة من مجموع صادرات البحرين للعام 2006.

القرب من السعودية

هناك شعار آخر يزعم بأن البحرين «توفر مستويات المعيشة في منطقة الخليج»، لا شك في أن هذا الشعار مرفوض جملة وتفصيلا بالنظر إلى تطور مستوى المعيشة في كل من دبي وقطر. وهناك مقترح آخر مفاده أن البحرين تمثل «أفضل عائد على الاستثمار في الخليج للمشروعات العقارية والتجارية والسكنية»، حقيقة يصعب الزعم بهذا الأمر نظرا إلى تقلب الأمور لأسباب منها تغير حجم الطلب. كما أن هذا الشعار يجب أن يكون صحيحا في كل الأوقات أو على الأقل طالما ظل شعارا للبلد.

كما أن هناك شعارا آخر «50 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة العربية السعودية على مسافة ساعة بالسيارة من البحرين»، هذا الشعار مهم وذلك بالنظر إلى الأهمية النسبية للاقتصاد السعودي بالنسبة إلى البحرين. لكن يعيب هذا الشعار أنه يوضح أن البحرين تعتمد على الغير في نجاحها الاقتصادي، كما يواجه هذا الشعار امتحانا صعبا مثل عدم ضمان الوصول إلى السعودية في غضون ساعة واحدة، نقول ذلك في ضوء أزمة الانتظار على جسر الملك فهد التي ظهرت للعيان في الآونة الأخيرة، ولم يتبين حتى الآن السر الحقيقي وراء هذا التراجع في الأداء على الجسر، المؤكد أن هناك أسبابا مختلفة قد تشمل أمورا مثل ضعف الأجور وروحية العمل.

تحتاج البحرين إلى علامة تجارة مميزة تعكس واقع حالها والأهم من ذلك طموحها، بدورنا ندعو إلى المساهمة في حملة تطوير شعار اقتصادي لمملكة البحرين.

إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"

العدد 1832 - الثلثاء 11 سبتمبر 2007م الموافق 28 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً