العدد 1843 - السبت 22 سبتمبر 2007م الموافق 10 رمضان 1428هـ

اطلب «المرجلة» ولو في الصين!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

من الوصايا التي يحفظها جميع أبناء الأمة العربية والإسلامية عن ظهر قلب، من الأمراء حتى الفقراء، الحديث الشريف المشهور: «اطلبوا العلم ولو في الصين»، أما في هذا الزمان، فيبدو أن هناك «أشياء أخرى» يحتاج المسلمون إلى طلبها أيضا... من الصين!

ففي الأسبوع الماضي، نقلت وكالة الأنباء الألمانية (د ب ا)، نقلا عن وسائل الإعلام الصينية، نبأ ترتجف منه القلوب. فقد ذكرت أن مسئولا سابقا في بنك الزراعة تم إعدامه بعد إدانته بالحصول على رشاوى واختلاسات بلغت 1.97 مليون دولار.

أما التفاصيل، فقد أوردتها وكالة أنباء (شينخوا) الرسمية، إذ كشفت إن المدير السابق لإدارة المعلومات التكنولوجية بالبنك/ فرع بكين (وإسمه وين مينجي) أدين لحصوله على رشاوى قيمتها 1.4 مليون دولار، خلال عمليات شراء البنك لمكونات وبرمجيات أجهزة الكمبيوتر خلال فترة ست سنوات (من العام 1999 وحتى 2004). أي أن صافي الدخل السنوي لسعادة المدير مينجي في حدود 233 ألف دولار، وإذا حسبناها في الشهر، ستكون الحسبة في حدود 19.444 دولار.

وإذا أردنا أن نعرف حجم هذا المبلغ بالدينار البحريني، فهو يساوي 7291 دينارا، و665 فلسا بالضبط! (يعني الملعون حاسبنها عدل)! فهو يحصل على راتب أعلى من راتب وزير في دولة خليجية نفطية، أو ما يزيد على راتبي شهرين لأعضاء البرلمان في إحدى الدول الخليجية!

الوكالة أضافت أن وين البالغ من العمر 50 عاما، أدين أيضا باختلاس 570 ألف دولار من البنك خلال عملية شراء ماكينات السحب الآلي، فيبدو أن الرجل طموح جدا، فطموحه لم يتوقف عند عتبة العملية الأولى، بل تطلّع إلى زيادة تحسين وضعه المعيشي بالقيام بمهمات بطولية أخرى!

وقد جرى تنفيذ حكم الإعدام بحق وين (المسكين) صباح الثلثاء قبل الماضي، بعد أن وافقت محكمة الشعب العليا على عقوبة الإعدام. وتشهد الصين عمليات إعدام سنويا تفوق ما يجري من إعدامات في جميع أنحاء العالم، وهو ما يعرّضها لانتقادات وضغوط من الغرب الذي يؤلمه قلبه ويصاب بالاكتئاب كلّما أعدم صينيٌ حتى لو كان تاجر مخدّرات يمتلك سلسلة من «المناهل»والبارات، أو مدير شبكة تتاجر بالرقيق الأبيض في الشقق المفروشة وغير المفروشة في بكين وضواحيها.

هذه الانتقادات والحملات الإعلامية واجهتها الصين بالتحفظ على نشر الأرقام، واعتبار العدد الكلي لمن يتم إعدامهم من أسرار الدولة، أخذا في الاعتبار أن الصين هي الدولة الأكثر كثافة سكانية في العالم.

شعبيا، بدأت بعض المواقع الالكترونية، خصوصا التي تنشر من الخارج، بالتشكيك في نوايا الحكومة الصينية، فكتب بعضهم متعاطفا مع من أسماه «الشهيد وين مينجي»: «لو كان مينجي رحمه الله ظهره قوي هل كان يمكن محاكمته”؟ وفي موقعٍ ثانٍ كتب أحد المتداخلين متعاطفا مع مينجي، فبعد الترحّم على روحه الطاهرة اعتبره «مجرد كبش فداء، قُدّم إلى المقصلة للتغطية على رؤوس أكبر لا يمكن أن يصلها سيف القانون». أما في موقع ثالث، فنقرأ أغرب المداخلات، وملخص ترجمته بالعربية الفصحى: «ما الخطأ فيما فعله؟ الكلّ يبوق وما يخاف، هذه هي البطولة والمرجلة».

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 1843 - السبت 22 سبتمبر 2007م الموافق 10 رمضان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً