العدد 1858 - الأحد 07 أكتوبر 2007م الموافق 25 رمضان 1428هـ

«أشعة السلمانية» تبدأ في إجراء عمليات علاج التمدد الشرياني

يستقبل حالتين شهريا وإمكان الزيادة

أعلنت استشارية الأشعة التشخيصية والتداخلية للمخ والحبل الشوكي سوزان عباس عن بدء قسم الأشعة في مجمع السلمانية الطبي إجراء عمليات علاج التمدد الشرياني عن طريق القسطرة (بعد أن كان يتم بعملية جراحية)، وذلك بإشراف طاقم محلي متكامل بنجاح تام للمرة الأولى في المملكة.

وأضافت أول طبيبة بحرينية متخصصة في مجال الأشعة التشخيصية والتداخلية للمخ والأعصاب أن «قسم الأشعة يستقبل شهريا حالتي إصابة بالتمدد الشرياني بسبب زيادة وعي المرضى ووعي الأطباء بالتشخيص، بعد أن كان القسم يستقبل قبل 7 سنوات حالتين في العام، ونتوقع زيادة عدد الحالات الشهرية إلى أكثر من حالتين»، ولفتت إلى أن المصابين بالتمدد الشرياني كانوا يبعثون في السابق للعلاج في الخارج أو يتم استقدام طبيب متخصص لعلاجهم، ما يؤدي إلى رفع كلفة العلاج.

على الصعيد نفسه، تطرقت عباس إلى تعريف التمدد الشرياني قائلة إنه «عبارة عن انتفاخ أو توسع في جدران الشرايين نحو الخارج بسبب ضعف في الوعاء الدموي والانتفاخ ويسبب ظهور ما يسمى بالكيس، بعضها يكون خلقيا ويحدث مع مرور الزمن والبعض الآخر يعزى لعوامل مرضية مثل تغيرات ضغط الدم في الأوعية الدموية، ويزيد عامل التدخين من احتمال حدوث النزيف، ما يؤدي إلى الإصابة ببعض المضاعفات».

وأردفت أنه «إذا حدث تمزق في هذا التوسع الوعائي فإن الدم يسيل إلى الدماغ أو إلى المنطقة المحيطة بالدماغ والتي تسمى المساحة تحت العنكبوتية، ما يؤدي إلى إصابة المريض بصداع مفاجئ وحاد يوصف بأنه الأسوأ في حياته، يتبعه إعياء أو غشيان، وأحيانا رؤية مزدوجة وآلام في الرقبة وفقدان الوعي، وتعتبر حالة النزيف تحت العنكبوتية الناتجة عن تمزق في تمدد شرياني حالة طارئة جدا».

وأشارت إلى أن «حوالي 10 إلى 15 في المئة من المصابين بالنزيف تحت المساحة العنكبوتية في الدماغ يتوفون قبل وصولهم المستشفى، و50 في المئة يتعرضون للوفاة خلال الثلاثين يوما الأولى بعد حدوث النزيف، كما أن 50 في المئة من المرضى المتعافين من هذه الحال يعانون من سكتة دماغية، بينهم 50 في المئة من الحالات تحدث لهم خلال أسبوع أو أسبوعين من النزيف».

وذكرت استشارية الأشعة التشخيصية والتداخلية للمخ والحبل الشوكي أن «عمليات علاج التمدد الشرياني تجرى حاليا في مجمع السلمانية الطبي عن طريق القسطرة من خلال إدخال أنابيب دقيقة إلى الأوعية الدقيقة في المخ، ووضع الحلزونة المصنوعة من البلاتين في الكيس الدموي وسده، إذ يتم في القسطرة حقن التمدد الشرياني بمادة تقوم بملء هذا التمدد وإغلاقه بحيث لا يسمح للدم بالدخول إلى داخل التمدد، ويعتبر هذا الإجراء حديثا نوعا ما ويحتاج إلى تدريب خاص ويقوم به استشاري أشعة متخصص في الأمور العصبية وهو ما يتطلب تدريبا إضافيا من عام إلى ثلاثة، وسابقا كان يتم إجراء عملية جراحية مفتوحة لعلاج التمدد الشرياني».

وأشارت إلى أن العلاج بالقسطرة يساهم في تقليل المضاعفات ومن أهمها الإصابة بالشلل، ما يترتب عليه تقليل فترة إقامة المريض في المستشفى وخفض الكلفة المادية.

وأفادت عباس أنه سيتم إجراء عمليات أخرى بمجمع السلمانية الطبي منها العيوب الخلقية في الأوعية الدموية في المخ والتي من المحتمل أن تسبب نزيفا خطيرا ويتم علاجها بالقسطرة، وعلاج نزيف الأنف لكبار السن باستخدام القسطرة للمرضى الذين لا تستجيب حالتهم للعلاجات الأخرى، وحقن أورام المخ قبل إجراء العملية لتقليل المضاعفات الناجمة عن النزيف أثناء العملية وإجراء تشخيص بالقسطرة لبعض أورام الغدة النخامية التي يستعصي تشخيصها بالأشعة المغناطيسية أو المقطعية وتشخيص وعلاج العيوب الخلقية في الأوعية الدموية المحيطة بالحبل الشوكي.

ونوهت إلى أنها تعتبر جميعا من العمليات الدقيقة في المخ والحبل الشوكي التي يمكن علاجها بالقسطرة فتكون مضاعفاتها أقل من الجراحة المفتوحة على رغم أن خطورتها في المستوى ذاته، وقد حصل إجراء عملية التمدد الشرياني عن طريق القسطرة على موافقة منظمات دولية العام 1995.

العدد 1858 - الأحد 07 أكتوبر 2007م الموافق 25 رمضان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً