أمر عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ببناء جامع الملك حمد الكبير الذي سيقام على موقع استراتيجي بين محافظتي المنامة والمحرق وهو يطلٍّ على البحر مباشرة ويحدّه شارع الغوص من جهة وجسر الشيخ عيسى من جهة أخرى، ويتسع الجامع الذي تكفّل جلالته ببنائه لنحو 10 آلاف مصلٍّ من الرجال و2500 من النساء.
الجامع الذي أمر جلالته ببنائه يضمّ خمس مآذن ترمز إلى أركان الإسلام، ويضم الجامع عدّة مباني وساحات ونوافير مياه وغيرها من المرافق والخدمات. والبناء المعماري بحسب مصمّميه يتجاوب مع المتطلبات الحديثة وعمارته مستوحاة من فن الحضارة التقليدية التي تعبّر عن القيم الحضارية والإسلامية للمجتمع البحريني.
جاء ذلك خلال مأدبة الإفطار التي أقامها جلالته في قصر الصافرية مساء أمس بحضور رئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة وولي العهد القائد العام لقوة الدفاع سمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة وأفراد العائلة المالكة ورئيسي مجلسي الشورى والنواب والعلماء وعدد من الوزراء والمستشارين وممثلي المؤسسات الدستورية في المملكة.
وفي بداية اللقاء ألقى جلالته كلمة قال فيها: «نحن نسعد بالأيام والليالي المباركة من هذا الشهر الفضيل الذي نعيش عشرته الأخيرة المفعمة بالمغفرة والرضوان أهنئكم جميعا ببلوغكم موسم الخير في رمضان متضرعا إلى المولى أن يتم علينا نعمة صيامه وقيامه»، وأضاف جلالته «من رياض الأجواء الإيمانية في هذا الشهر الكريم وانطلاقا من مبادئ الدين الحنيف الذي وعد بالأجر الكبير على عمارة وتشييد بيوت الله فإنني أسأل الله تعالى أن يجمعنا وإياكم على هذا الشرف العظيم ببناء وعمارة المساجد التي هي خير البقاع، فهي محل ذكر الله تعالى ومواطن رحمته وروضة عباده فترفرف المودة والمحبة فوق صفوف المصلين فيصبحون بنعمة الله إخوانا كالبنيان يشد بعضه بعضا في أمة واحدة ووطن واحد على قلب رجل واحد، ومن منطلق هذا الإيمان الراسخ فلابد أن نعلي من شأن المساجد إلى جانب مؤسسات الخير ودور العلم ونعزز من مكانتها ودورها لقوله جلّ شأنه: (إنما يعمرُ مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر)، ورغبة منا في الإسهام في هذا الأمر العظيم فقد أمرنا ببناء مسجد جامع، وبما أن للمسلمين قبلة واحدة يتوجهون إليها في صلواتهم فسيكون هذا الصرح الإسلامي جامعا للمسلمين جميعا إن شاء الله تعالى، وسيتم تخصيص موازنة خاصة منا لهذا المشروع لتشييد هذا الصرح الإيماني».
وختم جلالته كلمته بالدعاء «نسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال في هذا الشهر الكريم، وأن يوفقنا وإياكم لخدمة ديننا ووطننا، وأن يحفظ مملكتنا ويديم علينا نعمة الأمن والأمان إنه سميع الدعاء، ونسأل الله تعالى أن يهيّئ لنا من أمرنا رشدا, وأن يوفق الجميع لما فيه خير الأمة».
وأدى جلالته بعد ذلك والحضور صلاة المغرب، ثم اطّلع جلالته على مجسم الجامع، واستمع إلى شرح من وزير الأشغال والإسكان فهمي الجودر والمدير التنفيذي لدار الخليج للهندسة أحمد بوجيري عن هذا الصرح الحضاري الإسلامي.
وعبّر جلالة الملك عن شكره لكل الجهود التي بذلت في إعداد وتصميم هذا الصرح المعماري الذي سيشكل علامة بارزة في مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها مملكة البحرين، كما أنه سيشكل مكانا للتفاعل الاجتماعي والثقافي في البلاد، متمنيا جلالته للجميع كل التوفيق في إنجاز هذا المشروع الريادي.
العدد 1860 - الثلثاء 09 أكتوبر 2007م الموافق 27 رمضان 1428هـ