العدد 1863 - الجمعة 12 أكتوبر 2007م الموافق 30 رمضان 1428هـ

«يا لوداع يا رمضان»

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

يا لوداع يا رمضان عليك السلام يا شهر الصيام...

كل رمضان يقبل على الناس تتحسر على رمضان الذي قبله. ولعل اللافت للنظر في رمضان هذه السنة هو زيادة المسلسلات الهابطة في مستوياتها الفنية، وتحديدا البحرينية منها .

حفلت المسلسلات البحرينية بـ «الميوعة الزايدة» عن اللزوم، والافتقار لنص محكم وحبكة قصصية راقية وهادفة. وجاءت المسلسلات بطريقة الإثارة والاكشن. فالمشاهد حينما يتابع أحد المسلسلات فهو يتوقع حدوث أي أمر، فمن الصراعات الأسرية التي تنتهي إلى الصراخ بين الممثلين والأهل، حتى ان المشاهد ليس له من خيار إلا أن يضع أصبعه على زر التحكم بالصوت في «الريموت كنترول» إذ كلما خرج أحد الممثلين زعق زعيقا قويا وكأنه «أهبل» أو نائحة أو أم ثكلى! إلى المشاهد التي توحي بالجنس، إلى بائعات الهوى في الشقق وجلسات «العربدة»، ومناظر الإثارة والإيحاءات والإيماءات الجنسية الفاضحة والساقطة في آن، إلى تدريب الأطفال على العادات والسلوكيات السيئة... حتى «أحمدي» إبن الثانية عشرة ربيعا حينما كنت وإياه نتابع أحد المسلسلات وأحد المشاهد صرخ قائلا: «يبه إنه سلوك سيئ»!

هذه الإيماءات والإثارات لن تقدم أو تؤخر في تطور الدراما والمسلسلات البحرينية، هي مجرد إثارات لمجتمعات مراهقة، كالمجتمعات الخليجية والتي ترى المرأة مخلوقا ليس له دور إلا ممارسة (...) فقط!

ظهور هذه المسلسلات بمثل هذه الصورة كرس فكرة أن المجتمعات الخليجية هي مجتمعات لا يهمها إلا الجنس. وهي مجتمعات متخلفة في نظرتها إلى المرأة. وإن كان صحيحا إن بعض الناس في المجتمعات ينطبق عليها هذا الوصف؛ إلا أنه كان على كاتب/ كاتبة القصة أو السيناريو أن يربأ بنفسه وبالجمهور من هذه العروض الرخيصة. خصوصا أن التركيز بدا واضحا على بنات البحرين فقط!

هذه المسلسلات وإن كان فيها ظلم للفتاة البحرينية، إلا انها أيضا تظلم أشقاءنا أهل الخليج عموما. فهي تمثل الرجل الخليجي على أنه شبق دائما ناحية الجنس. وفي ذلك إساءة بالغة.

مما يندى له الجبين إن يستمر عرض هذه المسلسلات طوال شهر رمضان المبارك. شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، شهر المغفرة والرحمة، شهر التجليات الروحانية، شهر العبادة...

لست خطيب جمعة، ولكن لا يمكن أن يسمى الإسفاف فنا، كما لا يمكن أن نقبل بالإساءة إلى بنات البحرين بمثل تلك المسلسلات «البايخه» والتي لا يأتي من ورائها إلا الفساد والإفساد، والسمعة السيئة وانحلال الأخلاق في المجتمع.

«عطني إذنك»...

يأتي رمضان ويذهب رمضان، وحال الأمة كما هو. يأتي عيد ويذهب عيد وحال الأمة مكانك سر. ليس لدينا من أمر يشغلنا إلا حال أمتنا التي لا يتزحزح بين الأمم. فالناس في العالم قاطبة ترنو إلى الحرية والعدالة والعدل والمساواة، إلا حال أمتنا يراوح في مكانه مذ أمد بعيد... عيد بأي حال عدت يا عيد...!

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1863 - الجمعة 12 أكتوبر 2007م الموافق 30 رمضان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً