العدد 1863 - الجمعة 12 أكتوبر 2007م الموافق 30 رمضان 1428هـ

الأنوار الخضراء المتلألئة

ندى الوادي nada.alwadi [at] alwasatnews.com

.

من أجمل الأنباء التي تواردت بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك على الأمتين العربية والإسلامية هذا العام ذلك النبأ الذي أصدرته سلطات مدينة نيويورك الأميركية عن القرار بإضاءة مبنى « الإمباير ستايت» – وهو المبنى الأشهر في المدينة بعد سقوط مبنى التجارة العالمي في أحداث 11 سبتمبر/ أيلول - باللون الأخضر وذلك بمناسبة حلول عيد الفطر بدءا من أمس (الجمعة) ولمدة ثلاثة أيام.

وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي يُضاء فيها هذا المبنى الذي يعد أحد المعالم المعمارية للمدينة بمناسبة عيد الفطر الذي يخص المسلمين، ومن المقرر أنْ تصبح إضاءته تقليدا متبعا كلّ عام كما هو الحال في أعياد الميلاد وعيد الأنوار اليهودي. وقد اختارت السلطات النيويوركية اللون الأخضر؛ لأنه يرمز إلى « حدث سعيد ومهم» كما ذكر بيان إدارة المبنى الذي يعتبر حاليا أعلى ناطحة سحاب في مانهاتن- الواقعة في نيويورك-.

ولا بدّ أنّ لهذا القرار أبعادا مهمة خصوصا للسبعة ملايين مسلم الذين يعيشون حاليا في الولايات المتحدة الأميركية، فهو اعتراف بعيدهم واحتفال به أيضا، في وقت وصل فيه الهجوم على الإسلام بدعوى محاربة الإرهاب إلى ذروته، وفي وقت أصبح فيه المسلمون مشكوك في أمرهم، ونواياهم وخطواتهم... دائما.

خطوة يُشاد بها تلك التي اتخذتها السلطات في نيويورك للاعتراف أخيرا بعيد للمسلمين، وإضاءة ذلك المبنى الذي يبلغ من الطول نحو 443 مترا، والذي شيّد في العام 1930 وأضيء للمرة الأولى في العام 1932 أثناء انتخاب الرئيس الأميركي الأسبق فرانكلين روزفلت. وتعتبر مناسبة إضاءة هذا المبنى بالألوان في الولايات المتحدة مميزة جدا، إذ أضيء بالألوان للمرة الأولى في العام 1976 لإحياء الذكرى المئوية الثانية لاستقلال الولايات المتحدة في 4 يوليو/تموز 1776 ، الأمر الذي يعطي إضاءة هذا المبنى في عيد للمسلمين زخما إضافيا.

ولا يمكن إغفال المكانة التي نالها مبنى الإمباير ستايت بعد اختفاء برجي مركز التجارة العالمي في 11 سبتمبر، إذ عاد ليحتل مكان الصدارة في قائمة أشهر معالم نيويورك وأكثرها اجتذابا للزوار، ولم يعد ينافسه في ذلك إلاّ ميدان التايمز سكوير. كما أضاف وقوع المبنى في وسط المدينة بعلوه الشاهق ذاك تميزا بديعا له، إذ يمكن لزواره مشاهدة جزاء مدينة مانهاتن كافة بمنظر بانورامي جميل في الليل أو في النهار، علاوة على كونه علامة مميزة لوسط المدينة يستدلّ بها الكثيرون. وتضيف الإضاءة الملونة للمبنى سحرا جميلا في المساء. فنور المنارة يصل إلى بعد كبير جدا. كان يصل إلى خمسين ميلا قبل أنْ تتم إضاءة القمّة بأربع منارات أخرى سميت <أضواء الحرية> في العام 1956 ؛نظرا لكونها رمزا لترحيب المدينة بالمهاجرين الجدد للبلاد وللفرص الهائلة التي تقدّمها الدولة وأيضا كانت ترمز للأمل والصلوات التي يطلقها الأميركيون من أجل السلام.

الأنوار الخضراء اليوم متلألئة في الإمباير ستايت؛ لتحجز لنفسها موقعا سنويا في جدول إضاءة هذا المبنى الذي طالما أضاء للاحتفال بمناسبات رياضية كفوز فرق اليانكي أو الميتز ببطولات رياضية، أو بيوم المشي أو مكافحة مرض الأيدز أو التوعية بمرض الزهايمر أو غيرها من المناسبات جنبا إلى جنب مع أعياد الميلاد . تتلألأ تلك الأنوار لكي تعايد على الجميع في تلك المدينة الضبابية التي لم تنسَ بعد ضحاياها في 11 سبتمبر، وترسل رسالة إسلامية خالصة بالمحبة والسلام، ممزوجة بفرح العيد، وأمله.

إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"

العدد 1863 - الجمعة 12 أكتوبر 2007م الموافق 30 رمضان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً