العدد 1869 - الخميس 18 أكتوبر 2007م الموافق 06 شوال 1428هـ

يريدون لاعبين جاهزين... ولا يريدون توسع المنافسة... والأندية الصغيرة بفكر تجاري!

توجه الأندية الكبيرة لخطف مواهب الأندية الصغيرة في عيون الشويخ:

منذ أن بدأت لعبة كرة اليد في البحرين في العام 1974 وأندية العاصمة هي المسيطرة على البطولات في مختلف الفئات السنية، فنادي السلمانية هو أوّل من حقق بطولة دوري في تاريخ اللعبة، ثم جاءت أندية القادسية، الوحدة، الهلال التي صارت تحت مسمى «النجمة» الآنَ بالإضافة طبعا إلى النادي الأهلي الشريك الأساسي في احتكار البطولات.

ولا تزال البطولات منذ أكثر من 30 عاما حكرا على قطبي العاصمة الأهلي والنجمة، ولكن الاحتكار تقلّص كثيرا، فبعد أن كانت السيطرة على مختلف الفئات صارت على فئة الرجال فقط، إذ دخلت أندية القرى على الخط وبدأت تتخلّص من عقدة القطبين وتنافسهما في الفئات السنية بل ووصلت إلى مرحلة خطف الألقاب، وقبل سنوات قليلة وصلت أندية القرى وتحديدا باربار والدير بالدرجة الأولى إلى مرحلة احتكار البطولات وإقصاء قطبي العاصمة منها، وحتى احتكار هذين القطبين في فئة الرجال لم يصبح كليا بل دخل ناد قروي وهو باربار على الخط وحقق لقب الدوري بالإضافة إلى الكأس خلال السنوات الخمس الماضية، ما يؤكّد أن زعامة القطبين باتت مهددة في السنوات المقبلة.

ولتراجع حظوظ القطبين في الفوز بالبطولات على مستوى الفئات السنية أسباب كثيرة، أهمها التوجّه الكلي من قبل القائمين على اللعبة ناحية فريق فئة الرجال فقط، في الوقت الذي كانت المواهب تتوافد سنويا إلى أسوارهما، والذي اختلف في السنوات القليلة الماضية أن هذه المواهب وجدت طريقا آخر لفرض موهبتها وهي أندية قراها التي أحسست بإمكانية تحقيق شيء في هذه اللعبة، عموما وعلى رغم تقلص تدفق المواهب إلى ناديي العاصمة إلاّ أنّ مسئوليها أصروا على الاهتمام بالفريق الأوّل فقط حتى وصلت فرق الفئات السنية فيهما إلى أدنى المستويات وصارت لا تنجب المواهب كما كان معتادا وذلك أثر تأثيرا مباشرا على فريق الرجال.

ولكن المسئولين في ناديي الأهلي والنجمة بدأوا يعيدون حساباتهم من جديد، وأحسوا بخطورة الموقف وضبابية المستقبل في ظل النظرة السابقة غير السليمة، وصاروا يهتمون بأمور الفئات السنية التي هي أساس المستقبل المشرق، وصاروا يتعاقدون مع مدربين أجانب متفرغين لتنمية مهارات المواهب الموجودة بالإضافة إلى البحث عن المواهب من المدارس مثلا، من بين الخطوات اللافتة، التوجّه إلى أندية القرى واصطياد مواهبها الشابة، فعلى سبيل المثال لا الحصر، توجهات النادي الأهلي لضم لاعب الاتحاد مرتضى صلاح في الوقت الذي نجح في ضم موهبة سماهيجية واعدة هو حسن السماهيجي وقبله صادق علي من الاتحاد، وفي المقابل فإنّ النجمة ضم في الثلاث سنوات الماضية مهدي مدن من الدير بالإضافة إلى محسن حبيب وحسن محمود من توبلي وكانت له مساع جادة تجاه أحمد عباس ومحمد العصفور من الاتفاق، والسؤال الذي نطرحه الآنّ... توجه القطبين للمواهب الشابة في أندية القرى الفقيرة ماديا... هل يصب في صالح اللعبة ؟! أم لا؟!

هذا التساؤل نقله «الوسط الرياضي» إلى رئيس نادي باربار حسن الشويخ، الذي دخل على خط البطولات في السنوات الماضية مزاحما الأهلي والنجمة، وقال الشويخ: «بالتأكيد هذا التوجّه ليس في صالح اللعبة، فالأندية الكبيرة لا تحب أن تزاحمها الأندية الصغيرة» وعلل الشويخ تطور مستوى اللعبة في أندية القرى قائلا: «الفارق بين أندية القرى والأندية الكبيرة أن الأولى لا تمتلك سوى لعبة أو لعبتين أو أكثر وبالتالي يكون الاهتمام والتركيز من قبل القائمين على هذه الأندية أكبر، بعكس الأندية الكبيرة التي لديها عدّة ألعاب» وأضاف الشويخ في هذا الجانب «لا أعلم ما إذا كان أحد أسرار ذلك قلة الدعم المادي أو عدم وجود طاقات إدارية شابة في هذه الأندية».

وقال الشويخ: إنه إذا كانت الأندية الصغيرة تتعب في تفريخ المواهب الشابة ثم تقدّمها للأندية الكبيرة فإنه لا مجال لاتساع رقعة المنافسة المحصورة حاليا بين عدد ضعيف من الأندية، وطالب الشويخ الأندية الكبيرة بضرورة الاهتمام بالقاعدة وأنْ تعطي المجال لبقية الأندية في أنْ تنافس من أجل مصلحة اللعبة وعدم الركون خلف المواهب الجاهزة بحيث لا يبدلون جهدا في ذلك سوى توفير المال لخطفها، وأضاف «هناك مشكلة أخرى متمثلة في رغبة لاعبي الأندية الصغيرة في اللعب للأندية الكبيرة من أجل الشهرة وغيرها».

وأشار الشويخ إلى أنّ الأندية الصغيرة صارت أشبه بالأندية التجارية التي تنجب المواهب وتبيعها للأندية الكبيرة بأقل الأثمان، مضيفا «النادي الذي لديه موهبة (سوبر ستار) ينشأ داخل أسواره، من المفترض أنه يتمنى أنْ يأتي ذلك اليوم الذي يرى ثمرة تعبه عمليا، لذلك أستغرب ذلك التوجه، ولا أعلم ما إذا كانت هذه الأندية يائسة من المنافسة في المستقبل؟!».

وضرب الشويخ بناديه مثالا في التعامل مع أحد الأندية الذي طلب الأخوين محمود وجعفر عبدالقادر في السنوات الماضية قائلا: «طلبهما أحد الأندية ورفضنا رفضا قاطعا، وفي الأساس لدينا سياسة عدم التعامل مع العروض الداخلية، عموما لو تركناهما يرحلا ماذا كان استفادا؟! اليوم جعفر عبدالقادر يلعب في الأهلي الإماراتي بـ 50 ألف دينار بحريني، اللاعب استفاد والنادي كذلك استفاد من ذلك والأهم أنه لا يزال لاعبنا لدينا، واليوم لدينا موهبة اسمها عواد رجب لو يدفع له 10 آلاف دينار لا نفرّط فيه»، وختم الشويخ داعيا الأندية الصغيرة للحفاظ على مواهبها من أجل صالح كرة اليد البحرينية.

العدد 1869 - الخميس 18 أكتوبر 2007م الموافق 06 شوال 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً