العدد 1870 - الجمعة 19 أكتوبر 2007م الموافق 07 شوال 1428هـ

الاتجاهات الجديدة في عالم التجميل

هل يخسر «الميك آب» أمام الجمال الطبيعي

لا تستغرب إن قابلت فتاة أو امرأة، أن تقابلها في اللقاء الثاني في حلة مختلفة، فقد تظهر لك بيضاء البشرة، شقراء الشعر زرقاء العينين، وكذلك الحال مع الرجال الذين باتوا يقبلون على موادَّ تجميلية كثيرة تحسّن من صورة مظهرهم الخارجي. فتقنية التجميل و «الميك آب» قادرة على تغيير الشكل الخارجي بشكل كلي، كما باتت مطلوبة وتحظى بإقبال منقطع النظير. إنها تبدأ من مواد التجميل الصناعية لتنتهي إلى إجراء العمليات الجراحية.

فحالات الإقبال على استخدام مواد التجميل آخذة في التزايد على رغم نصائح خبراء التجميل بضرورة الحد من اللجوء إليها والتقليل من استخدامها؛ نظرا إلى احتوائها موادَّ كيماوية تضر بالبشرة، وقد تسبب حساسية مفرطة وتشوهات غير محسوبة، أو لا تخطر على البال وقت استخدامها. المشكلة التي قد ترافق استخدام مواد التجميل هي الجهل بالأساليب الصحيحة لاستخدامها، وغلبة مضمون الإعلان التجاري، الذي يصر على تحويل البشر إلى مختبرات تجارب بشرية متحركة، فأمام إغراء المنتجات والدعايات التلفزيونية أو الصحافية عنها والكلام السحري عن فاعليتها يفقد الفرد منا القدرة على التمهل والاختبار.

لم تنتهِ المعركة بعد، فالاتجاه الجديد في قضايا التجميل، يحاول العودة بنا إلى مسار مختلف هو الذهاب إلى تنمية الجمال الطبيعي بعد أن أكدت كثير من الدراسات مخاطر الجمال الصناعي والمخاطر الاجتماعية التي تتسبب من ورائه. فعن خطورة مستحضرات التجميل تقول تقارير وكالة حماية المستهلك الأميركية إن أكثر من 260 ألف إصابة في العيون دخلت أقسام الطوارئ في المستشفيات الأميركية في العام 2000 بسبب مستحضرات التجميل، وبسبب غياب الرقابة فإن هذه المواد قد تتحول إلى موادَّ خطيرة؛ لأنها عبارة عن مجموعة من الكيماويات والألوان والمواد الحافظة، فإذا تخطت مدة معينة بعد إنتاجها تحدث بها بعض التفاعلات الكيماوية التي تختلف بحسب المواد المكونة لكل نوعية، فالمواد الحافظة التي تحويها مستحضرات التجميل إذا فقدت صلاحيتها فقد تلهب الجلد وتؤذيه.

إلى جانب هذه الدعوات المناهضة للجمال الصناعي، نجد أن خبراء التجميل والتغذية لهم رأي أيضا في الجمال، فالجمال في رأيهم أولا وأخيرا هو المحافظة على سلامة الجسم والأعضاء وصحتها، والتي تظهر في شكل تناسق العضلات وبريق العينين وصفاء البشرة ولمعان الشعر وسلامة اللثة والأسنان، وبالتالي فإن مستحضرات التجميل والأزياء ليست في رأيهم إلا إطارا يكمل الجمال الأصلي الذي هو الجسم.

من هنا، تظهر أهمية تناول الأغذية التي توفر للجسم العناصر الجمالية. والحقيقة التي يوجهونا إليها هي أن استعمال المستحضرات الصحية والوقائية الطبيعية وتطبيقاتها الموضعية الخاصة هي أيضا في صميم العناية بالجمال وأنها جزء من عملية متكاملة، هذه العملية تتحقق عندما نكون جميلين من الناحية العقلية والروحية أيضا. إن اجتماع هذين الأمرين معا يحقق لنا الجمال الطبيعي والبشرة الكاملة.

المسألة ستتجه ناحية التعقيد إذا ما عرفنا أن قيمة الجمال الصناعي تنافس قيمة الجمال الطبيعي مع أننا نعرف أن قيمة الجمال الصناعي مؤقتة وزائلة إلا أن الإقبال عليها متزايد. الجمال الطبيعي هو الشعور بأنك على أحسن حال وذاك على مستوى أعمق بكثير من سطح البشرة. إنه يضم جميع المشاعر الطيبة والرائعة الناتجة من امتلاك ذهن صافٍ والشعور بسلام داخلي والإحساس بغاية سامية.

بكلمة أخرى، يمكن للجمال الطبيعي أن ينعكس على وجوهنا فقط عندما نشعر بأننا على ما يرام على جميع المستويات، أي من الناحية الجسدية والنفسية والروحية. لذلك فإن الحصول على الجمال الطبيعي لا يكون فقط بوضع أحمر الشفاه الجميل على شفتينا لجعلهما جذابتين ومثيرتين ولا بوضع «الماسكارا» الداكنة على أهدابنا لتبدو عينانا بهيتين ومغريتين ولا بإظهار البشرة الناعمة والمصبوغة من تأثير الشمس والتي يرغب فيها الجميع إلى أقصى الحدود. السؤال: متى يربح الجمال الطبيعي معركته ضد الجمال الصناعي؟

العدد 1870 - الجمعة 19 أكتوبر 2007م الموافق 07 شوال 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً