ليس من المعيب أن تضع يدك على مكامن الخطأ لتصويبه ولا يعد تمردا على المجتمع وأعرافه الاعتراف بالتجاوزات الأخلاقية والسلوكية والإسلامية إن وجدت فيه بقدر ما هو «مستفز» أن ترى نفسك في كل عام أمام سيل من الاتهامات «المخجلة» ممن حولك وتكون آسفا مجبرا لا بطل على الرد حفاظا على سمعة «وطنك»، ولعل بعض مسلسلاتنا المحلية في شهر رمضان تضعنا في هذا المعترك وتجبرنا على الدخول في مهاترات «عقيمة» وتزج بنا في دهاليز مظلمة أمام أشقائنا من الدول المجاورة.

لا أبالغ إن أجزمت أن لا حديث في معظم المحافل والمجالس إلا على مستوى مسلسلاتنا ابتداء من المضمون مرورا بأداء الشخوص وصولا إلى الحبكات الدرامية وانتهاء بالهدف، وها نحن ندور في دائرة مغلقة بدايتها حلقة مخجلة ونهايتها مخزية.

وأمام هيئة المحلفين يقف «جمهور البحرين» مجددا في كل عام لمواجهة جرائمه التي قد ألفها وعد العدة مسبقا لجلسة الدفاع تمهيدا لجلسة النطق بالحكم. أولى التهم المنسوبة له أنه جمهور يطغى الشر على الخير في مجتمعه، ينظر للمرأة الجميلة بنظرة حيوانية - إن جاز التعبير أن توصف بالجميلة - يهتك الأعراض وتسوده الفاحشة، ترتاد فتياته دور اللهو بلا حياء أو رادع ويحتسي حتى الثمالة شبابه المسكرات على مرأى من ذويهم.

ملف مثقل من الاتهامات يتطلب «محام» ينخر في ثغرات القانون عله يجد لها مخرجا، فبين السرقة والنهب والاغتصاب وتصوير «الشاب البحريني» على أنه ذئب بشري و»الشابة البحرينية» على أنها نعجة تساق برضاها تبرز القشة التي تقصم ظهر البعير بضرب التقاليد عرض الحائط ورسم صورة مخزية للأب والأم والأخ والأخت والمجتمع البحريني، فهل يطرق القاضي مطرقته معلنا إدانة «الجمهور» غير القادر على حفظ ماء وجهه!