العدد 1870 - الجمعة 19 أكتوبر 2007م الموافق 07 شوال 1428هـ

وداد الكواري كاتبة درامية درجة أولى

بعد إبداعها مع عبدالعزيز الجاسم وأحمد المقلة

لا شك أنّ الكاتبة وداد الكواري في تجاربها الأخيرة التي شكلت فيها ثلاثيا فنيا رائعا مكونا منها ككاتبة وكلّ من الفنان النجم عبدالعزيز جاسم تمثيلا وأحمد المقلة إخراجا، فكانت تلك التجارب بداية من «حكم البشر» و«بعد الشتات» و«عندما الزهور» وأخيرا «نعم ولا»، إذ كان البعض رافضا لما يتم طرحه من أفكار تتناول التغيّر الاجتماعي الذي حدث في المجتمع الخليجي فباتت المادة هي الطاغية في تعاملات أفراد المنزل الواحد وطرحت فكرتها الجديدة بقوة في تلك السلسة الدرامية التي قدّمتها بداية من «البيت العود» و«الناس الطيبين» و«نأسف لهذا الخلل» و«التائهة» وغيرها التي قدّمتها وداد ككاتبة درامية من الدرجة الأولى، وهي كذلك وتستحق ذلك اللقب.

وبالتالي فإنّ المشاهد رفض منذ البداية ما تطرحه من جمل حوارية على لسان الممثل الكبير عبدالعزيز جاسم حتى أنّ التلفزيون استجاب لتلك النداءات فقام بتغيير موعد بث المسلسل إلى الساعة الثانية صباحا وعلى رغم ذلك ظل نسبة المشاهدة عالية على رغم تحوّلها من قطر إلى أبوظبي أو الكويت، لكن مَنْ شاهد الحلقة الأخيرة تعاطف مع المسلسل لتلك النهاية المأساوية التي حدثت فيه بموت فهد غير المتوقع لنهاية المسلسل لكنها أبدعت في تلك النهاية وجعلت الجميع يشيد بتجربتها الجديدة؛ لأنها أبدعت في العمل من حيث الحوارات التي كتبتها لكلّ ممثل وكأنها رسمت لتلك الأدوار بدقة وعناية متناهية، وكأنها أيضا حين جلستْ تكتب العمل حددت الشخصيات التي ستمثل العمل على رغم أنّ ذلك لا يدخل ضمن تخصص الكاتب بل على المخرج أنْ يقوم بذلك، ولأنّ التفاهم قائم بين الثلاثة (أحمد وعبدالعزيز ووداد) فإننا شاهدنا إبداعا جماعيا في العمل وإن كنت هنا أركّز على إبداع وداد؛ لأنّها هي من يتحمّل المسئولية الكبرى تجاه النجاح الذي يحققه العمل؛ لأنّ النص أحد أهم قواعد البناء في أي عمل درامي.

ذلك الإبداع لا يأتي مصادفة بل نتيجة لقراءة الواقع العام للمجتمع وصقله بالقراءة الدائمة والكاتبة وداد الكواري هي قارئة نهمة جدا جدا جدا، فتجربة بهذا الشكل كيف لا تكون متفردة بما تطرحه من قضايا اجتماعية يتحسس منها أفراد المجتمع لكنها في النهاية ترصد حالة من حالات التغيّر الذي يحدث في المجتمع القطري خصوصا والخليجي عموما ولعلّ أكثر ما تم رفضه في «نعم ولا» هو تلك المفردات التي يقولها حسن لأمّه ووالده، لكنها في الحلقة الأخيرة جعلت المشاهد يتعاطف معه عبر الدموع التي انهمرت منه على رغم أنها طوال المسلسل جعلت المشاهد يكرهه على رغم أنها لم تكتب أية كلمات يقولها حسن (حسبما صرحتْ في أكثر من لقاء قرأته لها) في تلك الحلقات لكن إبداع الفنان عبدالعزيز من حيث التمثيل وشكل الأداء جعل التميّز حليفه.

ومما لاشك فيه فإن «نعم ولا» هو عودة موفقة لوداد بعد أنْ غابت عنّا في العام الماضي وسيظل الجدل والاختلاف بين البعض خصوصا الذين يرفضون أجهزة الإعلام أنْ تناقش قضايا مسكوتا عنها وكأننا لابدّ أنْ ندفن رقابنا في الرمال ولا نطرح مثل تلك القضايا التي ترصد متغيّرات اجتماعية مهمّة، فشكرا لوداد الكواري التي جعلتنا نلتف حول شاشة التلفزيون لمتابعة إبداعها الجديد نتمنّى أن تستمر في مسيرتها تلك وأن نشاهد لها في العام المقبل تجربة جديدة تجمع الثلاثي؛ لأنهم يبدعون حين يجتمعون «الله لا يفرّقهم».

عفاف حميد

العدد 1870 - الجمعة 19 أكتوبر 2007م الموافق 07 شوال 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً