العدد 2274 - الأربعاء 26 نوفمبر 2008م الموافق 27 ذي القعدة 1429هـ

أصغر إسماعيل... عودة بعد 23 عاما بثيمة موسيقية

شبهها البعض بالقنبلة وهي واحة للجَمال

فيما عدّ أصدقاؤه عودته بمعرض جديد قنبلة، وجد زوار معرض «هارموني» للفنان البحريني القدير أصغر إسماعيل أنفسهم وسط تعبير آخر، كان أشبه بواحة غَنّاء، تطري أجواءها نسائم ناعمة، تحملها النوتات الموسيقية التي ساحت من الأطر لتكتنف الأجواء.

أصغر إسماعيل، الفنان الذي غاب عن الساحة الفنية بحضور وتقديم لمعرض فردي خاص به منذ عام 1985، واكتفى بأن يسجل بصمات يده على المشهد العام عبر مشاركات في المعارض الجماعية التي تقيمها جمعية البحرين للفنون التشكلية بين حين وآخر، إلى جانب معارض وزارة الإعلام، إذ بدا له الجو مناسبا اليوم كي ينهض مجددا، مستعيدا مكانه بين صفوف الفنانين، ومتسلحا بفرشاته كي يقدم للجمهور معرضه الثاني، الذي حمل عنوان «هارموني»، والذي أقيم في صالة جمعية البحرين للفنون التشكلية الأسبوع الماضي، بحضور عدد من الفنانين والمهتمين.

الفنان كانت تعابير الفرحة تغمره مساء ليلة الافتتاح، فيما كانت جموع أصدقائه تهنئه على هذه العودة، التي كانت متميزة جدا من خلال اختيار الموضوع والأسلوب لمعالجتها، فذكر أصغر خلال محاورة معه عن معرضه قائلا «لم أشأ الخروج من جديد بأي أسلوب، لأن الأساليب أصبحت كلها محدودة ومتشابهة، والحصول على شيء جديد أصبح أمرا صعبا في الفن؛ لذلك أحببت أن أرسم بأي شيء، وكان موضوعي الأساسي هو مهرجان الموسيقى كبداية لتجربتي التي أعتبرها أولى بعد طول انقطاع».

عودته للفن المفاجئة، بررها أصغر في الحديث أنه «من شدة الحب والتعلق بالفن، أحببت أن أعود له بعد أن تقاعدت، إذ كانت ظروف العمل تمنعني من التفرغ للفن، فأنا الآن متقاعد ومتفرغ للقيام بمثل هذه الأعمال»، إذ أضاف «كانت لدي مشاركات جماعية مستمرة، لم يكن لدي مشاركات على هيئة معرض فردي، لكنني حرصت على تقديم أعمال في معارض جمعية البحرين للفنون التشكلية ومعارض وزارة الإعلام، فيما كان أول وآخر معرض لي عام 1985 بفندق الهلتون».

ووجد بعض المتأملين تقاربا بين تجربتي أصغر والفنان البحريني إبراهيم بوسعد خلال معرضه موسيقى الوله، الأمر الذي علق عليه أصغر بالقول «أسلوب إبراهيم بوسعد مختلف عن أسلوبي، أعماله مختلفة وأسلوبه مختلف، خاصة أن بوسعد فنانا كبيرا، والفرق بيننا شاسع».

وفي بحث عن نظرة متأمل من بعيد للمشهد الفني، كان لأصغر التعليق على الواقع التشكيلي أنه «الآن صار الفنانون الكبار يتراجعون ويبتعدون، متجهين إلى الفن الحديث، إلا أن الجميع أصبح يقدم ما هو موصوف بالفن الحديث، وهذه التجربة قد تكون مجرد استخدام لضربات لونية، حتى من دون خبرة أو تجربة في تقديم أعمال تنتمي إلى مدارس أخرى، وأنا أجد العمل الكلاسيكي أو الواقعي أقرب للناس، وخصوصا إذا عبر كل شخص بطريقته أو أسلوبه بشيء أقرب للواقعية حتى يفهم الناس معنى العمل الذي يقدمه، وقد قمت بكل هذه التجارب في وقت ما، لكنني أبتعد عن أي شيء أراه قريبا من باقي الفنانين، محتفظا بأسلوب خاص أقوم به، كما في هذا المعرض الذي أحببت أن أقوم فيه بتقديم الموسيقى كموضوع، وأن أركز عليه».

وأتى تركيزه على الموسيقى كون الموسيقى في نظره «علاج نفسي للإنسان، فحينما يستمع الشخص للموسيقى يرتاح نفسيا، خصوصا إذا كان لديه مشاكل، فيمكنه في فترة الراحة الاستماع للموسيقى التي تجعله يرتاح، إلى جانب كونها غذاء للروح يحتاج الإنسان إليه، أما الإنسان الذي لا يملك الإحساس، فلا تجد لديه تذوقا للموسيقى، ولا أعلم صحة هذا الكلام من خطئه لكنه رأي شخصي».

وهنا حينما كان الحوار يقف عند آخر لحظاته، ذكر أصغر أنه يعمل على معرض جديد، تكلم عنه قائلا «أعمل الآن على معرض جديد، وأجهز نفسي بعد تفرغي للفن لتقديم أعمال يكون فيها أسلوب مختلف عن المقدم في هذا المعرض، قد أعود للواقعيات ورسم حياة القرى والمزارع كما في السابق، لكنني أدرس هذا الأمر، وأدرس المدارس الفنية التي قد أعمل من خلالها، فالناس أذواق، ويحتاجون لشيء يسترضيهم، فليس كل الناس محتاجين للإبداع والتجريد، إذ نجد من يبحث عن الواقعية، ولذلك أنا جاهز وأقوم بتسجيل ملاحظاتي»

العدد 2274 - الأربعاء 26 نوفمبر 2008م الموافق 27 ذي القعدة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً