وقع الكاتب إبراهيم الدوسري مجموعته القصصية «مرايا القصور» وذلك في أمسية أقامها الملتقى الأهلي الثقافي، وقد سبق توقيع الكتاب قراءة نقدية قدمها الناقد زكريا رضي للمجموعة القصصية، وقد حضرت الأمسية مجموعة من المثقفين والمهتمين والأصدقاء.
يذكر أن الكثير من القصص التي احتوت عليها المجموعة قد تم نشرها في الصحافة اليومية، وأشار الدوسري إلى أن مجموعته القصصية هذه جاءت في إطار تراثي شعبي كقالبٍ فني، وأشار إلى أنه يميل إلى أجواء الإسقاط التاريخي ويشعر فيها بحرية أكثر، وأن جده هو من أوحى له بهذه الحكايات، فبدأ ينسجها قصصا أخرى, مذكرا بأن هذه القصص تحكي عن قضايا الإنسان في كل زمان ومكان، وأشار إلى أن في الزوادة قصصا أخرى قادمة تنتظر الإنجاز والإصدار.
وفي قراءته للديوان قدم رضي رصدا لعناصر السخرية في المجموعة، متسائلا ما الذي يجعل السخرية سخرية، ومشيرا إلى أن ما تثيره السخرية من إشكالية هي أنها تصنع موقفا نقديا، مستشهدا بمقولة برنارد شو أنه عندما يكون الشيء مُضحكا أبحث عن الحقيقة الكامنة وراءه، ملخصا أن الموقف الساخر، إضافة إلى أنه يضحكك فإنه يصدمك بحقيقتك ويكشف يأسك وقد يبكيك أحيانا، محددا أن القصص في مرايا القصور اتخذت شكل الحكاية من حيث بنيتها وشخوصها، والمائز بين الحكاية والقصة أنهما مع اشتراكهما في المكونات السردية إلا أن الحكاية غالبا ما تسند إلى رواة مجهولين يختبئون خلف (يحكى أن ...) أو (في يوم من الأيام) أو (كان أحد الرجال) ويتخذ الزمن فيها بعدا مطلقا لا يخص زمنا بعينه، وكذلك الشخوص. تصبح الحكاية على لسان الراوي مسندة إلى عالم الغيب، وأخذ على الكاتب أنه في الوقت الذي أعطى لشخصياته وكائناته الورقية حرية الحركة والفعل لكنه في بعض حكاياته منح لنفسه حق الحكم بطريقة أخلاقية ربما أخلت بحيادية المؤلف تجاه شخوصه وأحداثه، خالصا إلى أن تجربة مرايا القصور تمثل اجتهادا أدبيا من صاحبها وهي تفصح عن كاتب يملك أدوات الكتابة التي كلما أعملها بحرفية أكبر أنتجت إبداعا مختلفا
العدد 2274 - الأربعاء 26 نوفمبر 2008م الموافق 27 ذي القعدة 1429هـ