صعد النفط إلى مستوى قياسي جديد فوق 92 دولارا للبرميل أمس (الجمعة) وسط تراجع قياسي في الدولار وبعدما فرضت واشنطن عقوبات جديدة على إيران وأوقف مسلحون مزيدا من إنتاج النفط في نيجيريا.
وجذبت قوة الدفع الصعودية في النفط تدفقات متزايدة من الاستثمارات المضاربة وموجات من عمليات الشراء لعوامل فنية مع اختراق النفط الأميركي مستويات متتالية للمقاومة.
وبحلول الساعة 1014 بتوقيت غرينتش ارتفع الخام الأميركي 71 سنتا إلى 91.17 دولارا أي دون مستواه القياسي 92.22 دولارا. ويقترب السعر من أعلى مستوياته بحساب التضخم عند 101.70 دولار الذي سجله في أبريل/ نيسان 1980 بعد عام من الثورة الإيرانية ولدى اندلاع الحرب بين العراق وإيران.
وارتفع مزيج برنت في لندن 42 سنتا إلى 87.90 دولارا.
وقال المحلل لدى بنك أستراليا الوطني جيرارد بيرج: «السوق قائمة على القلق ومخاوف بشأن المعروض».
ويوم الخميس الماضي فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على إيران رابع أكبر بلد مصدر للنفط في العالم واتهمت حرسها الثوري بنشر أسلحة الدمار الشامل. وإيران في خلاف مع الأمم المتحدة بشأن برنامجها النووي. وتسبب هجوم على منصة حفر نيجيرية تديرها شركة ايني الإيطالية في توقف 50 ألف برميل يوميا من الإنتاج الأمر الذي ذكر المستثمرون أن أكبر بلد منتج للخام في إفريقيا أبعد ما يكون عن استعادة النظام واستئناف الإنتاج بمعدلات طبيعية في منطقة دلتا النيجر الغنية بالنفط.
وقال الأمين العام لمنظمة أوبك عبدالله البدري إن إمدادات الخام وفيرة بأسواق النفط العالمية وإن ضعف الدولار وطوفان المضاربات يساهمان في ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات قياسية.
وأضاف البدري للصحافيين أن سعر 90 دولارا للنفط لا يعود بثروة وفيرة على دول منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) التي تستثمر بقوة في إنتاج النفط وتتقلص إيراداتها بسبب ضعف الدولار.
وتابع في بكين حيث يحضر مناقشات بين الصين وأوبك بشأن الطاقة «ليس هناك أي انقطاع في الإمدادات وهناك الكثير من النفط في السوق. الوضع السياسي وقيمة الدولار واختناقات التكرير والاستثمارات المكثفة للمضاربين في أسواق النفط. هذه هي أسباب وصول الأسعار إلى هذا المستوى المرتفع».
وأضاف أن أوبك بدأت فعلا زيادة الإنتاج المقررة رسميا من أول نوفمبر/ تشرين الثاني.
وقال: «بدأنا لتونا زيادة الإنتاج بواقع 500 ألف برميل يوميا... الشركات تعد نفسها لهذا».
ويتوقع للصين ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم أن تبقى محفزا رئيسيا لنمو الطلب وهو ما سيؤدي إلى تزايد الحاجة لأوبك في المستقبل مع تراجع الاحتياطيات في مناطق أخرى من العالم. وأظهرت حسابات رويترز لبيانات رسمية أن نمو الطلب الصيني على النفط توقف فيما يبدو في سبتمبر/ أيلول إذ نما بنسبة 0.3 في المئة فقط بالمقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي وهو أبطأ معدل نمو في 20 شهرا.
وكانت الفجوة بين الارتفاعات القياسية في أسعار النفط العالمية والأسعار المنخفضة التي تحددها الحكومة في الصين قد دفعت المصافي لخفض إنتاجها للحد من خسائرها ما أدى بدوره إلى نفاد الوقود من محطات الديزل في بعض أرجاء جنوب غرب البلاد.
وتكتم الصين على بيانات مخزوناتها يعني أن بيانات الطلب قد تكون تأثرت كذلك بسحب شركات النفط من المخزونات لتجنب الشراء بأسعار مرتفعة من السوق.
وتبقي بكين على قيود صارمة على ارتفاعات أسعار الديزل والبنزين التي لم ترتفع منذ مايو/ أيار العام 2006 خوفا من أن تؤدي زيادتها إلى إثارة اضطرابات.
ولكنها أجبرت المصافي على تحمل الخسائر وفي الأعوام الماضية كانت تعطي شركة سي نوبك الأكثر تضررا تعويضا سنويا.
وارتفعت واردات الصين الشهر الماضي بأبطأ معدل في نحو عام في حين انخفض الواردات الصافية من منتجات النفط إلى نصف حجمها في الفترة نفسها من العام الماضي.
صادرات «أوبك» تقفز في النصف الأول من أكتوبر
لندن - رويترز
أظهرت بيانات لحمولات الناقلات أصدرتها وحدة لويدز لمعلومات الشحن البحري أمس (الجمعة) أن صادرات نفط أوبك المنقولة بحرا - باستبعاد أنجولا - قفزت مليون برميل يوميا في الأسبوعين الأول والثاني من أكتوبر/ تشرين الأول قياسا إلى الأسبوعين الأخيرين من سبتمبر/ أيلول.
وأضافت أن الشحنات ارتفعت إلى أحد أعلى المستويات هذا العام وتقارن بمستويات مايو/ أيار ويونيوم حزيران عندما تراجع التزام أوبك بخفض قدره 1.7 مليون برميل يوميا.
وقال محلل من لويدز عن أحدث البيانات المتوافرة عن الشحنات: «الاتجاه الصاعد قوي للغاية».
وقال إنه مازال من السابق لأوانه تحديد ما إذا كانت الصادرات ستتراجع في نوفمبر بعد أن أعلنت شركة منافسة ترصد الناقلات بيانات تصدير ضعيفة في أربعة أسابيع حتى العاشر من نوفمبر/ تشرين الثاني.
وارتفعت أسعار النفط إلى مستوى قياسي جديد متجاوزة 92 دولارا للبرميل أمس (الجمعة).
وقالت لويدز إن الشحنات المحملة من 11 عضوا في أوبك بحساب العراق بلغت في المتوسط 23.46 مليون برميل يوميا في الفترة من أول إلى 14 أكتوبر/ تشرين الأول في مقابل متوسط قدره 22.38 مليون برميل يوميا من 17 إلى 30 سبتمبر/ أيلول.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع قالت شركة بترولوجيستيكس إن صادرات أوبك تزيد 00 5 ألف برميل يوميا إلى 31.4 مليون برميل يوميا.
وقال محللو وحدة لويدز إن الجانب الأكبر من الإمدادات الإضافية يتجه إلى مصافي تكرير آسيوية.
وقال أحدهم: «مازالت آسيا وراء جانب كبير من الزيادة... هذا ما يقودها».
وأضاف أن الصادرات ارتفعت بنسبة 11 في المئة إلى آسيا و14 في المئة إلى مصافي التكرير الغربية على مدى الفترة التي تغطيها البيانات. وقالت وحدة لويدز إن صادرات النفط الخام المنقولة بحرا ارتفعت 30 في المئة من غرب إفريقيا وعشرة في المئة من منتجي الخليج في الفترة نفسها. وتقول لويدز التي ترصد الصادرات المنقولة بحرا وليس إنتاج أوبك إنها واثقة من تغطيتها لأكثر من 90 في المئة من أسطول الناقلات في العالم بما في ذلك الشحنات الفورية والشحنات بأجل والصادرات على ظهر ناقلات مملوكة لدول.
وتقول وحدة لويدز لمعلومات الشحن البحري إنها تسعى جاهدة لرصد شحنات النفط الخام وحدها وليس المتكثفات واللقيم لكنها لا تستطيع ضمان عدم احتساب بعض المتكثفات إلى جانب شحنات الخام.
العدد 1877 - الجمعة 26 أكتوبر 2007م الموافق 14 شوال 1428هـ