مني البحرين بخسارة مذلة في أولى مبارياته ضمن دوري الاتحاد وبيت التمويل الخليجي لكرة اليد للموسم الرياضي 2006/2007 وذلك أمام الشباب بفارق وصل إلى 14 هدفا بنتيجة (37/23)، في الوقت الذي كان فيه شوط المباراة الأول انتهى بفارق 3 أهداف فقط وبنتيجة (14/11)، وأقيمت المباراة على صالة بيت التمويل الخليجي بأم الحصم.
وجاءت مباراة الشباب والبحرين متوسطة المستوى، ولم ترتقِ للمستوى المتوقع منها وخصوصا أن الفريقين يتصارعان لضمان مقعد لهما في الدورة السداسية (المجموعة الأولى)، والبحرين لعب 15 دقيقة في الشوط الأول و4 دقائق في الشوط الثاني فقط، فيما عدا ذلك فإن الأفضلية المطلقة كانت للشباب الذي عرف مدربه الوطني عصام عبدالله كيفية التعامل مع المباراة كما يجب، ولا توجد أسرار أو عوامل كثيرة نذكرها لتعليل الفوز الشبابي وبهذا الفارق سوى أن الشباب تغلب بالتطبيق السليم لقاعدة كرة اليد الحديثة «الدفاع القوي والتسجيل عبر الفاست بريك»، فقد ارتكب «البحرينيون» أخطاء هجومية عدة أمام منطقة الستة أمتار استغلها الشباب كما يجب، وكان بإمكانه أن يسجل أكثر من ذلك لولا التساهل أمام مرمى البحرين بعد ضمان الفوز في المباراة، وبرز من الشباب حسين الصياد وحسين القيدوم بالإضافة إلى باسل الجد وعلي مكي ومن البحرين حسين مدن الذي سجل 11 هدفا.
وبدأ البحرين شوط المباراة الأول بقوة، وسجل هدفين خلال الدقيقة الأولى مستفيدا من خطأين هجوميين للشباب، ولعب في الدفاع بطريقة 5/1 بتقدم محمود بوحمود تتحول إلى 3/2/1 أثناء الهجمة الشبابية، فيما لعب الشباب بطريقة 6/صفر، وقدم البحرين أداء قويا في الدفاع خلال الدقائق الأولى جعلته يتقدم في النتيجة (4/1) مع الدقيقة 5 على رغم نقصه العددي لإيقاف عادل عبدالله في الدقيقة 4 لمدة دقيقتين، وعاب على لاعبي الشباب الفردية في الهجوم وعدم التركيز أثناء مواجهة المرمى البحرين الذي حرسه صادق علي، وفي الدقائق التالية بدل الشباب الدفاعية إلى 5/1 بخروج أحمد عبدالإمام لمراقبة حسين مدن بطريقة رجل لرجل، والأخير تألق في الدقائق الأولى سواء في التسجيل أو تهيئة الفرص السانحة للتسجيل، وعلى رغم التبديلات التي أجراها مدرب الشباب عصام عبدالله على مستوى التكتيك والعناصر فإن ذلك لم يجدِ نفعا، بدليل أن البحرين رفع الفارق إلى 4 أهداف (7/3) مع الدقيقة 13، في الوقت الذي لابد من الإشارة إلى أن هدفين من أهداف الشباب الثلاثة جاءا عبر الهجوم الخاطف، بمعنى أن الهجوم الشبابي كان دون المستوى إلى حد بعيد.
وفي الدقيقة 15 قلص الشباب الفارق إلى هدفين (7/5)، وكان بإمكانه تقليصه إلى أكثر من ذلك لولا التسرع في نقل الكرات من الدفاع للهجوم، والعودة الشبابية للمباراة جاءت نتيجة للأخطاء الهجومية التي ارتكبها لاعبو البحرين بالأخص محمود بوحمود وحسين مدن، لذلك قام مدرب البحرين المصري عاصم السعدني بإشراك فهد جاسم وغير كذلك التكتيك الهجومي باللعب بلاعبين على الدائرة بهدف إيجاد المساحة اللازمة لتصويبات حسين مدن بالإضافة إلى عبدالله الحاج الذي دخل بدلا من حسين حيد غير الموفق، ودليل تراجع النجاعة الهجومية في البحرين أنه حتى الدقيقة 20 لم يسجل هدفا في مرمى حسين القيدوم الذي حل محل أحمد منصور غير الموفق، وهي الدقيقة التي شهدت أول تقدم للشباب (8/7) وشهدت طلب أول وقت مستقطع في المباراة لصالح البحرين ولو أنه كان متأخرا بعض الشيء، ويحسب للشباب التركيز العالي في الدفاع والنجاح الباهر في الحد من خطورة القوة البحرينية ممثلة في حسين مدن، وكذلك يسحب له التحول السريع المركز هذه المرة من الدفاع للهجوم، ولم يسجل البحرين إلا في الدقيقة 24 عبر حسين مدن في الوقت الذي وسع الشباب الفارق إلى 5 أهداف (13/8)، قبل أن ينتهي الشوط الأول بعد ذلك بنتيجة (14/11) لصالح الشباب.
وفي الوقت الذي كان منتظرا فيه أن يدخل البحرين الشوط الثاني بقوة لمعادلة النتيجة على أقل تقدير، بقت الأخطاء الهجومية على حالها حتى أن مدربه السعدني أخرج حسين مدن وأعاد الحاج للملعب من الجديد وخصوصا بعد أن وصل الفارق إلى 6 أهداف (17/11) مع الدقيقة 5 ولولا تألق صادق علي في الحراسة البحرينية لكان الفارق أكبر من ذلك، وحاول البحرين إيجاد (خرم إبرة) في دفاع الشباب المتمكن باللعب بلاعبين على الدائرة إلا أنه لم ينفع على رغم أن الشباب لعب 6 دقائق ناقص العدد ما يؤكد أن الاستراتيجية الهجومية غير مثمرة بالنسبة للبحرين، والشباب لم يكن كما الشوط الأول أهدافه من الهجوم الخاطف، بل بانت فعاليته الإيجابية في الهجوم المنظم لتألق حسين منصور بالإضافة إلى علي مكي وحسين الصياد وهم ثلاثي الخط الخلفي سواء في التصويب المباشر أو الاختراق، وعاب على دفاع البحرين عدم الانسجام بالإضافة إلى ضعف حوائط السد، لذلك الفارق وصل إلى 9 أهداف (23/14) مع الدقيقة 11.
ومع عودة حسين مدن مجددا للعب، بدأ الأداء البحريني يتحسن إلى حد بعيد وبالأخص في الجانب الهجومي، إذ سجل مدن 5 أهداف متتالية ساهم في تقليص الفارق إلى 5 أهداف (24/19) مع الدقيقة 17 في الوقت الذي شهدت فيه الدقائق الست الماضية تراجعا لافتا على مستوى الأداء والروح بالنسبة إلى الشبابيين، ولكن تلك العودة لم يكتب لها أن تستمر طويلا وأعاد الشباب فارق التسعة أهداف مجددا (28/19) مع الدقيقة 20، أي خلال 3 دقائق فقط وذلك نتيجة للأخطاء الهجومية التي عادت من جديد بعد وضع حسين مدن تحت المراقبة من قبل حسين الصياد، وخرج عبدالله الحاج من البحرين بالإنذار الأحمر لتعمده إيذاء الصياد أثناء انفراده بالمرمى، والشباب واصل فرض أفضليته في المباراة حتى أنهاها بنتيجة (37/23). أدار اللقاء ميرزا سلمان وتوفيق عيسى.
العدد 1878 - السبت 27 أكتوبر 2007م الموافق 15 شوال 1428هـ