العدد 1882 - الأربعاء 31 أكتوبر 2007م الموافق 19 شوال 1428هـ

مجموعة إيبسا 2/2

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

بدأت (إيبسا) السياسية في احتلال موقع مميز وثقل مؤثر في العلاقات الإقتصادية الدولية. فقد انهارت أحدث جولة من المفاوضات الساعية للتوصل إلى اتفاق في مجال التجارة العالمية، التي عقدت في يونيو/ حزيران 2007 في ألمانيا، بسبب إعتقاد مندوبي البرازيل والهند، بشكل مشترك، أن الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي لم يعرضا الشيء الكافي في مجال الزراعة.

ويبدو أن مسألة الدعم الزراعي الذي تقدمه الولايات المتحدة وبعض الدول الأوربية لمزارعيها تعتبر من أكثر القضايا الخلافية إلحاحا، وتطالب الدول الفقيرة والنامية برفع هذا الدعم أسوة بوضع المزارعين في هذه الدول.

وتتوقع المصادر أن ينعكس نجاح الدول الأعضاء في منظمة التجارة العالمية في تجاوز هذه النقطة على مستقبل الكثير من المشاريع العالقة داخل المنظمة العالمية.

ولم ينقض أكثر من شهر على إنهيار تلك المفاوضات حتى وجدنا المفاوضين التجاريين الأميركيون والأوروبيين يعربون، قبل عقد قمتهم في يوليو/ تموز الماضي، عن أملهم في أن تخفف الدول الثلاث من حدة مواقفها من تلك المسألة، بعد موافقة الولايات المتحدة على وضع حدود قصوى جديدة على الدعم الزراعي تتراوح بين 13 مليار دولار و 16,4 مليار دولار وهو مطلب أساسي لتلك الدول.

يذكر أنه بالإضافة الى التوافق السياسي بين الثلاث دول ومشاركتها مشاكل الفقر والخلل الاجتماعي المشابهة، فإنها سجلت معدلات نمو كبيرة وسريعة، ونسقت مواقفها من مفاوضات منظمة التجارة العالمية، بل وحققت ارتفاعا هائلا فى حجم تبادلاتها التجارية، لتبلغ الآن ما بين ستة وسبعة مليارات دولار.

وتقود الهند والبرازيل، ومعها جنوب إفريقيا، مجموعة من الدول النامية والفقيرة في مواجهة الولايات المتحدة الأميركية والدول الصناعية الكبرى داخل منظمة التجارة العالمية وذلك ضمن جملة من الجهود المشتركة بين البلدين والدول النامية لحماية مصالحها في مواجهة تكتل الدول الصناعية.

والسبب الذي يرغم الإتحاد الأوروبي، بخلاف الولايات المتحدة، على أخذ موقف دول «أيبسا» في الحسبان داخل أروقة منظمة التجارة العالمية، كونه الشريك الأول لصادرات وواردات دول تلك المجموعة.

ويسعى زعماء «إيبسا» إلى تشكيل كتلة متماسكة ومؤثرة - من خلال تحالفاتهم الثنائية أو الثلاثية مع دول نامية أخرى - داخل منظمة التجارة العالمية. هذا ما تعبر عنه تصريحات زعماء «أيبسا» الثلاثة (مبيكي ولولا وسينغ) الذين أعربوا أكثرمن مرة وفي أكثر من محفل دولي عن تطلعاتهم لتعزيز التجارة بين دولهم لتصل إلى 15 مليار دولار بحلول العام 2010 مقارنة مع قيمتها الحالية البالغة سبعة مليارات دولار. واتفق الزعماء أيضا على التعاون في مجال الطاقة النووية والطاقة البديلة مثل الوقود الحيوي وهو القطاع الذي تتزعمه البرازيل عالميا، من أجل تعزيزمواقعهم في تلك المحافل.

وتأكيدا لهذا الإتجاه، وفي نطاق نظرة مستقبلية لتوسيع نطاق قنوات التعاون بين كتلة «ايبسا»، بدأت جنوب إفريقيا التعاون تقنيا مع كل من الهند والبرازيل في محاولة منها لتطوير حكومتها الالكترونية ووفقا لوزير الخدمات العامة الجنوب إفريقي جيرالدين فريزر موليكيتي فإن التعلم من خبرة الأمم الأخرى في هذا المجال سيسرع مبادرة الحكومة الالكترونية لتوفير كل المعلومات والإجراءات الحكومية على شبكة الإنترنت.

وكان ممثلو وكالة تكنولوجيا المعلومات الحكومية الجنوب إفريقية قد زاروا الهند والبرازيل للقيام ببحث حول مبادرات الحكومة الالكترونية في هذين البلدين ولتقييم كيفية استغلالهما للبرمجيات المتعلقة بحكومتيهما الالكترونية.

وكانت الوكالة المذكورة قد أسست لتوفير ودعم منظومات تكنولوجيا المعلومات الحكومية، وهي مسئولة أيضا عن تنشيط الحكومة الالكترونية في البلاد. ويرى فريزر أن التعاون بين البلدان الثلاثة قد يساعد الوكالة في تحقيق هدفها لتكون في مقدمة بلدان العالم التي تمتلك منظومة عالية الكفاءة للحكومة الالكترونية.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1882 - الأربعاء 31 أكتوبر 2007م الموافق 19 شوال 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً