بعد الصورة الباهتة التي ظهرت بها النسور الصفراء في الموسم الماضي وخروجها من سباق المنافسة مبكرا من دون أن تصيب نجاحا في تحليقها نحو البطولات والمنافسات المحلية ليكون الموسم الماضي هو أسوأ المواسم الأهلاوية خلال السنوات العشر الماضية، بعد أن قدم الفريق موسما لا طعم له ولا لون ولا رائحة كانت نتيجته خروجا حزينا ذرفت فيه الجماهير الأهلاوية دموع الحزن وأعلنت غضبها بشتى الوسائل من خلال الصحف والاعتصمات والتي تحدث لأول مرة في تاريخ النادي.

وبدأت الإدارة الأهلاوية عملها الدؤوب لعودة النسور إلى التحليق منذ انتهاء الموسم الماضي من خلال إعادة ترتيب الأوضاع وتصحيح الأخطاء التي أدت لانزلاق الفريق وخروجه خالي الوفاض، وسعت الإدارة الأهلاوية إلى تعزيز صفوف الفريق وتدعيمه بأبرز اللاعبين المحليين في ملف يعد هو الاسخن من بين الأندية المحلية هذا الموسم، فأبرمت أربعة تعاقدات مع اللاعبين حسن السيد عيسى من نادي المالكية، والثلاثي الستراوي عباس أحمد ومحمد علي طوق وصادق مرهون.

مأزق المدرب

وعلى رغم كل العمل الذي بدأته الإدارة الأهلاوية فإنها فشلت في حسم ملف مدرب الفريق مبكرا، وهو الملف الأبرز من خلال أهميته لتعديل الفريق داخليا وصوغه وفق منهجية اللعب التي تحتاج إلى فترة زمنية طويلة نسبيا، وعلى رغم الاتفاق المبدئي بين الإدارة الأهلاوية وبين المدرب التونسي مدرب الفريق سابقا سفيان الحيدوسي فإن الأخير أخلف وعده وفضل عرض نادي دبي الإماراتي، ومع ذلك تجاوزت الإدارة الأهلاوية هذا المأزق سريعا وأبرمت عقدا في فترة زمنية قصيرة مع المدرب التونسي لطفي رحيم مدرب نادي المحرق السابق والذي سرعان ما عاد للإخلال بالعقد بداعي ظروف عائلية قاهرة «ليفر» لطفي إلى بلاده «هاربا» لتدخل الإدارة الأهلاوية في المأزق من جديد.

وبعد مفاوضات قصيرة مع المدرب المغربي علي الخياط والذي وافق مبدئيا على تولي مهمته مع الفريق الأصفر ولكنه رفض في النهاية لأسباب نجهلها، لتتعقد المهمة أكثر، وبعد بحث قصير توصلت الإدارة الأهلاوية إلى اتفاق نهائي مع المدرب البرتغالي زوران لقيادة الفريق في نهاية شهر سبتمبر الماضي، وعلى رغم كل الشائعات التي روجها البعض أنه عاطل عن العمل.

معسكر خارجي ولقب التنشيطية

الفريق بدأ استعداداته ومرحلة الإعداد متأخرا نوعا ما عن بقية الأندية، إذ بدأ إعداده في الثاني عشر من شهر سبتمبر، وتوجه الفريق إلى معسكر خارجي قبل شهر رمضان المبارك في دولة الكويت استمر لمدة 12 يوما خاض خلاله الفريق مباراتين الأولى أمام خيطان الكويتي وخسرها 1/2، والثانية أمام القادسية وخسرها أيضا 1/4.

وواصل الفريق تدريباته بقيادة المدرب جاسم محمد حتى بعد التعاقد مع زوران ونجح محمد في إيصال الفريق الى مرحلة متقدمة من الإعداد، ليشارك الفريق في البطولة التنشيطية التي نظمها الاتحاد البحريني لكرة القدم والتي نجح فيها الفريق بالفوز بلقبها بعد أن تصدر مجموعته الثالثة والتي ضمته إلى جانبه كل من المنامة والمحرق وسترة والأخيرين انسحبا ولم يكملا البطولة، وجاء تأهله للدور الرباعي بفوزه في المباراة الوحيدة التي خاضها في الدور الأول على المنامة بهدف وحيد، ليتأهل الفريق ويقابل المالكية «درجة ثانية» ليسقط النسر في الاختبار والامتحان وبثلاثية مقابل هدف، إلا أن الخطأ الفني الذي وقع فيه المالكية في المباراة باستبداله أكثر من ثلاثة لاعبين نتيجة خطأ طاقم التحكيم، ليقلب الاتحاد البحريني النتيجة لصالح الأهلي والذي قدم احتجاجا بعد المباراة، ليتأهل الأهلي للمباراة النهائية لمقابلة الرفاع الشرقي ويتمكن من الفوز عليه بثلاثية نظيفة أمنت له اللقب.

مواسم الجفاف

صفوف الفريق هذا الموسم تزخر بالكثير من اللاعبين وخصوصا بعد تدعيم صفوفه باللاعبين الأربعة بالإضافة إلى المحترفين الأجانب، إذ جددت الإدارة عقدها مع النيجيري المهاجم فيكتور للموسم الثاني على التوالي، في حين تعاقدت مع المدافع المغربي يوسف مقبول بالإضافة إلى اللاعب البرازيلي فلافيو، ولا ننسى بقية الكتيبة الصفراء من اللاعبين المحليين أمثال علي سعيد ومحمود عبدالرحمن وعباس وعلاء عياد وعبدالله هلال ومحمود عباس وحسن حميدة وغيرهم من اللاعبين الآخرين.

وتطمح الجماهير الأهلاوية هذا الموسم من لاعبيها تعويضها عن موسم «الجفاف» والذي أصابها في الموسم الماضي، وتتأمل أن ترى نسورها محلقة في عنان السماء متوجة ببطولة على الأقل تطفئ عطش سنوات «القحط» والجفاء، إذ استمر غياب القلعة الصفراء عن عرش البطولات «الدوري والكأس» فترة زمنية طويلة وخصوصا لقب بطولة الدوري والذي لم يحققه الفريق منذ موسم 1995/1996.