العدد 1884 - الجمعة 02 نوفمبر 2007م الموافق 21 شوال 1428هـ

ميزان العدالة وبنت المملكة

من خلال قراءتي مقال الأخت زينب التاجر بعنوان «قضية رأي عام ولحظة ضعف مثالا... الشعرة الفاصلة بين (الإسفاف) والمعالجة الدرامية الصحيحة لسلبيات المجتمع» الذي نشر في ملحق «ألوان الوسط» في العدد 1877، استغربت كثيرا مما قرأت وأدركت أن ميزان العدالة في بعض الأحيان قد يخطئ ويختل توازنه عندما لا يرى القاضي تفاصيل القضية إلا من منظور واحد.

غريب جدا ما يحدث في عالمنا العربي وليس الخليجي فقط ففي حين الأخت زينب التاجر تعظم في مسلسل «قضية رأي عام» في البحرين... نسمع عن هجوم قوي لهذا المسلسل في مصر فآخر قضية كان يواجهها هذا المسلسل من محامٍ رفض أن تكون شخصية المحامي بهذا السوء وقد رفع قضية ضد المسلسل رافضا أن تتم الإساءة إلى المحامين وأعتقد أن الأخت زينب التاجر لم تقرأ أيضا عن اشمئزاز الكثيرين من مشاهد الاغتصاب التي عرضت بأنها مشاهد تشجع على الاغتصاب وخصوصا أن حوادث الاغتصاب عرضت على الشاشة أكثر من عشر دقائق من دون حذف في قناة «دبي».

والانتقادات الأخرى التي كانت في حق الفنانة يسرا بأنها دائما تأخذ أدوار البطولة لها ولا توافق على إشراك نجمات أخريات بجانبها والدليل الأسماء الموجودة ليست لنجوم مع احترام المشاركين في المسلسل ولكن العمل قد عانى من نقص في صفوف النجوم والبطولة كانت مطلقة ليسرا فقط. كتابتي لكل ما ورد ليس إلا توضيحا للتناقض الذي نلاحظه بين ترحيب بعض النقاد بأعمال لا تخص مجتمعهم أو ثقافتهم على رغم تناولهم قضايا جريئة كمسلسل «قضية رأي عام» حيث يتناول هذا المسلسل مشاهد الاغتصاب والخمور والنماذج غير الأخلاقية إلا أنها مقبولة الطرح عندنا... وسؤالي: ماذا لو عرضت هذه القضايا في مسلسل بحريني على شاشتنا؟ طبعا سيتم رفضها؛ لأن نقادنا سيعتبرونها إساءة إلى مجتمعنا.

«قضية رأي عام» هوجم في مصر من بعض الصحافيين، ولكن تم مدحه من قبل الصحافية زينب التاجر... رفضت التاجر أن يتم عرض مشكلاتنا اليومية وقضايا مجتمعاتنا من دعارة وسكر وسهرات لأنها تشوه المجتمع البحريني على حين أنها بسعة صدر رحبت بطرح يسرا قضايا الاغتصاب والسكر والنماذج السيئة... أليس هذا تناقضا مع وجهة نظر من شخص واحد؟ فمبدأ طرح هذه القضايا يجب أن يعم الجميع لو كان بها تشويه كما ذكرت الكاتبة.

اعتبرت الكاتبة الشخصيات الطيبة الموجودة في مسلسل «لحظة ضعف» شخصيات ساذجة فهل طيبة «بوفرح» وتقربه إلى جيرانه يعتبران سذاجة؟ و «أم فرح» و «أم يوسف» وغيرهما من الشخصيات الإيجابية التي عملت موازنة بين الشر والخير والطيبة والقسوة... هل يخلو مجتمعنا من النماذج السيئة وهل تسمى النماذج الطيبة بالساذجة؟

طرح مثل هذه القضايا نضعه أمانة في أعناق كل صحافي وصحافية وكاتب وكاتبة ونطالب بأن نجد حلولا لما نقرأه يوميا في الصحف من حوادث وقضايا كثيرة لم نجد لها حلولا.

فمن المؤسف أن هذه القضايا مستمرة وأصبحت في تزايد مستمر. لن نقبل أن تهمش هذه القضايا الإنسانية تحت تسمية عار أو فضيحة أو تشويه للمجتمع... هذه الفضائح موجودة و «لحظة ضعف» مسلسل مسّ واقعنا المرير وفتح أعيننا على خطورة ما نقرأه في الصحف من قضايا.

ووجود هذا الكم من النجوم في «لحظة ضعف» وأسماء بهذه القوة ولها مكانة في الدراما الخليجية والعربية دليل على ثقة هؤلاء النجوم بما سيقدمه هذا العمل من قضايا تخدم الناس والمجتمع.

من أخطر لحظات الضعف محاولتنا إخفاء واقعنا المر. محاولتنا إخفاء هذه الحقيقة تجرنا إلى مصيبة أخطر ولحظات أسوأ.

فختام مسلسل «لحظة ضعف» وآخر مشهد في المسلسل خير دليل على ما أقول. وأعتقد أن الكاتبة زينب العسكري كانت متأكدة من رفض البعض قبول قضايا واقعنا وكأنها مستعدة لمواجهة هذه الانتقادات عندما جعلت نهاية المسلسل تحمل مقولة: «إن محاولة إنكار حقيقة واقعنا وادعاءنا المثالية لن تجرنا إلا للحظات الضعف التي لا نهاية لها»، وهذا ما نراه من هجوم ورفض من بعض الصحافيين.

لحظة ضعف للأسف لن تنتهي بمحاولتنا إخفاء قضايا بل بمحاولاتنا علاج كل ما نواجه من دون حذف.

سوسن مراد

العدد 1884 - الجمعة 02 نوفمبر 2007م الموافق 21 شوال 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً