العدد 1884 - الجمعة 02 نوفمبر 2007م الموافق 21 شوال 1428هـ

نعي

علي محمد جبر المسلم comments [at] alwasatnews.com

بمزيد من الحزن والأسى والأسف تنعى الإنسانية وفاة ضمير الجمعية العامة للأمم المتحدة والضمير العالمي لجمعيات حقوق الإنسان المنتشرة في جميع أنحاء العالم وذلك بعد معاناة طويلة من جملة من الأمراض السرطانية الإسرائيلية والأميركية التي أطاحت بها في مختلف سجون التعذيب كان أخرها سجن غوانتنامو الذي أعاد العالم كله ألف سنة إلى الوراء وحوله إلى عالم همجي أخرس لا ينطق بكلمة حق إنما بجملة البقاء للأقوى وحاضر سيدي.

في السابق وعلى مر الأزمنة والعصور وفي ظلمات العالم المتوحش التي عاشها بني البشر تجلت على فترات رحمات الخالق وذلك عندما تنزلت الرسالات الرحمانية وجندت أفرادا من البشر اختصهم المولى عز وجل أنبياء للدفاع عن حقوق الإنسان من دون تمييز بموجب دساتير نزل بها التوراة والإنجيل والقرآن الكريم ونادت بالعدل وأحقت الحق وصانت للإنسان كرامته إلا أنه بعد موت الأنبياء، الشياطين لم تمت لذلك دب الظلم على رغم وجود الرسالات الواضحة وكما تغلب الشيطان على سيدنا أدم بالجنة تغلب على أبنائه بالأرض فأنتكس كل عمل بار إلى ويلات وعاث المفسدون في الأرض فسادا إلى وقت قريب إلى أن سخر الرحمن قرائح الراحمين من خلقه فجادوا بالاهتداء إلى المزاوجة بين الأفكار وإلى المحاولة تلو المحاولة لإنجاب دستور يحفظ للإنسانية كرامتها وبعد حمل طويل وتعسر الولادة وما صاحبها من آلام كثيرة تمت ولادة أول طفل صحيح البنية استبشر جميع أفراد العالم به إلا أنه كان أعورا وسُمي دستور جمعية حقوق الإنسان، بعدها تم استنساخ هذا الأعور في عمليات ولادة بالدول الأوربية الواحدة تلو الأخرى فتكونت جمعية العوران للدفاع عن حقوق الإنسان وكرامة بني البشر، إلا أن تلك الجمعيات بحكم كون جميع أعضائها من «العوران» لم تر وتعي إلا بحقوق الإنسان الأوربي المنشأ في الدول الأوروبية وعليه لاقت تلك الجمعيات كل الترحاب والتأييد والأصوات الممجدة والداعمة لها و الإسناد الكبير ما جعلها تشب وترعرع وتكتسب قوة عالمية أطاحت برؤساء دول طغاة في أنحاء كثيرة من العالم الغربي حيث انتصرت للغني والفقير والقوي والضعيف الأسود والأبيض ولكل الديانات إلا المسلم لم تبصره عيون تلك الجمعيات المريضة التي تهدف فقط إلى حماية كل ما هو أوروبي وتنتزع له حقوقه من الغير ولا شأن لها بحقوق الآخرين إذا ما تعارضت أو لا تخدم المصالح الأوروبية الخالصة فقط. هكذا ترى لأنها عوراء.

«نسألك اللهم اللطف بنا».

إقرأ أيضا لـ "علي محمد جبر المسلم"

العدد 1884 - الجمعة 02 نوفمبر 2007م الموافق 21 شوال 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً