العدد 1889 - الأربعاء 07 نوفمبر 2007م الموافق 26 شوال 1428هـ

المعرض خربشة في ملابس شتوية

عن تجربته معرض في صحيفة... حامد البوسطة:

معرض في صحيفة، أبسط السؤال كيف ولماذا؟

إنّ فكرة معرض في صحيفة بالنسبة لي شخصيا فكرة إنْ صح القول عنها قديمة إذ راودتني منذ ما يقارب الأربع سنوات، لكن يومها لم تختمر جيّدا ولم تأخذ حيّزا من الجدية وسط دماغي إذ كانت تراودني بين فترةٍ وأخرى، وقد يسأل البعض وهذا بديهي طيّب لماذا الآنَ؟ نعم الآنَ بسبب تشجيع الصديق الشاعر مهدي سلمان الذي في إحدى الأماسي بصحبة الصديق العزيز عبدالشهيد خمدن، كنت أحدّثه -أي مهدي عن ما يدور في بالي وخواطري وعن هموم المعارض والتشكيل بشكل عام، ثم طرحتُ عليه الفكرة فما كان منه إلاّ « أنتَ دائما تأتي بأفكار غريبة ... لما لا تعمل على تنفيذها» فاختمرت الفكرة وراحت شئون البحث والدراسة تلعب في البال ليلا نهارا من قبيل متى وأينَ ولماذا ؟

هذا المعرض مغامرة، ما سرها؟

إنّ عملية الإعداد والتجهيز لمعرض شخصي عملية مضنية من عدة نواحٍ ابتداء بالفكرة والتقنية والحجم والخامة والتكوين وكل هذا وذاك، ما هو الجديد في الطرح العام ناهيك عن التوقيت وعن المكان وعن وعن وعن. فمن خلال تجربتي البسيطة والمتواضعة في مجتمع التشكيل فإنّ أحد أهم الإشكالات العامّة والمهمة هو الجمهور وكثافة حضوره للمعرض ومدى تلقيه وتقبله لما يراه أو يدركه! فحين تقيم معرضا سواء أكان فرديا أم جماعيا(مثل معرض الجمعيات) فإنّ جمهوره يحسب على الأصابع 4 أو 7 مرات في أحسن تقدير، فمن المؤكد أنْ تنتاب الفنان نوبات من الإحباط واليأس في بعض الأحيان.

لكن أنْ تعرض في صفحات صحيفة فإنّ المغامرة هنا مختلفة تماما فأنْتَ أمام الجميع صغيرا وكبيرا محليا وإذا صح التعبير شبكيا وردود الفعل لابدّ من إنها متفاوتة بتفاوت الجمهور وهناك مَنْ يتقبّل هذه الفكرة وهناك مَنْ يرفضها لكن ليس بعائق عن تقديمها وطرحها كي تصبح هذه المادة في متناول الجميع وتصل للجميع؛ أي نقوم بعكس الآية بدلا من أنّ الجمهور يأتي للمعرض ويتكبّد عناء الإزدحامات الخانقة خصوصا أنّ المعارض تقام في معظمها عند السابعة مساء وقت الذروة وتتمركز في العاصمة أو محيطها مما ينفر المتلقي من الحضور، أو أن يكونَ على ارتباط بحدث آخر متزامن مع المعرض أو سفر أو التزامات ومستلزمات الحياة أو أي عذر آخر.

هل ستنجح جدرانك الورقية؟

ارتأيتُ أن أقدّم هذه التجربة وأن أجد حلولا لها بحيث أنْ تصل الفكرة العامّة لمادة الطرح بأعلى نسبة ممكنة. وهذا ما قد يرى فيه البعض وخصوصا التقليديين بأن المعرض لا يمكن أن يكون أو يقام إلاّ على أربعة جدران وبصورة ملموسة، ولكن بسبب ما تم ذكره من محبطات، فهل يجب علينا أنْ نستسلم ونرضى بما هو موجود وأنْ نركن الطموح في خزانة الملابس الشتوية الطويلة الأمد أم أنْ نسعى ونجرّب ونحاول ونخربش!

ولماذا « »؟

من خلال عملية المسح التي قمتُ بها على الصحف المحلية وجدتُ بأنّ الوسط هي الصحيفة الوحيدة التي تنشر وتطبع ملحقا خاصا ومنفصلا عن الصحيفة الأم يعنى بالثقافة، ويأتي كبانورامية ثقافية أسبوعية تهتم بالوسط الثقافي وتشجّع وتحتضن كل ما هو جديد ومغاير.

ماذا تضيف؟

نفد الكلام ولم يبقَ سوى الشكر الجزيل وعظيم الامتنان لشخص الصديق عادل مرزوق على احتضانه وتقبّله وتشجيعه لهذه الفكرة ولإدارة صحيفة الوسط على تشجيعها للطاقات الثقافية من أبناء هذا الوطن.

العدد 1889 - الأربعاء 07 نوفمبر 2007م الموافق 26 شوال 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً