أن تعمل على تقديم معرض في مكان ما، فإنّ هذه تعد مجازفة لشخص يؤمن بطرح ما هو جديد وجاد في عمله وحريص على إبرازه بصورة راقية وجادة وكلّ هذا التوجس والقلق من تقليص في الموازنة الشخصية العامّة لشراء أدوات ومستلزمات العمل ومن تهيئة المكان وحجزه وعمل البراويز وإعداد وتصميم وطباعة دعوات وإرسالها وتأكيد على الحضور وتسلم الكتيبات وتنسيق المعرض كلّ هذا مقرن بمدى حضور الجمهور لهذا المعرض والذي في العادة لا يتجاوز 40 -70 في أحسن تقدير في ساعة الافتتاح وبعدها تجلس مع لوحاتك وحيدا فريدا إما تعطف أحدٌ عليك بزيارة خاطفة وإمّا هاتفك أو أرسل إليك رسالة تهنئة قصيرة. لكن أنْ يكون المتلقي هو المكان فإنّ ذلك يعد مجازفة أكبر، فإنها تختلف تماما عما عهدناه من عروض بصرية معتادة، إذ تتحوّل صفحات - المطبوعة منها والمنشورة إلكترونيا - الصحيفة إلى جدران تحمل عددا من اللوحات تقرأ من قبل الجميع وفي متناول الجميع فإنّ التوجس لا محالة أكبر والتحدي أعظم.