أعلنت نقابة كتاب السيناريوهات الأميركيين للسينما والتلفزيون إضرابا مفتوحا اعتبارا من الاثنين الماضي، في قرار قد يؤدي إلى توقف الكثير من المسلسلات والبرامج التلفزيونية في أزمة تعد الأكبر في تاريخ التلفزيون منذ عقود.

وأوضحت النقابة أن الإضراب بدأ صباح الاثنين، وسيستمر إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع المنتجين بشأن مطالب بزيادة الأجور وتقاسم الأرباح.

واجتمعت إدارة النقابة الجمعة لإعطاء الضوء الأخضر للإضراب الذي صادقت عليه لجنتها التفاوضية.

ودعا وسيط فيدرالي في وقت متأخر من الجمعة إلى جلسة مفاوضات في اللحظات الأخيرة يتوقع أن تعقد في مسعى أخير لمنع الإضراب، حسب ما أفادت شبكة ايه بي سي.

ويطالب الكتاب بحصة أكبر من الأرباح من مسلسلات التلفزيون التي تباع على أقراص دي في دي إضافة إلى تحسين مواعيد دفع أجورهم على برامج تعرض على الانترنت والهواتف النقالة وغيرها من وسائل الإعلام الجديدة.

وقال الكاتب برايس زابل «الجميع يعلمون أن أقراص الدي في دي غالية الثمن، وأن الكاتب لا يحصل سوى على أربع أو خمس سنتات لكل قرص يباع (...) وطلبنا الحصول على ثماني سنتات. وقالوا إن ذلك غير مقبول».

ويتوقع محللو الصناعة مواجهة طويلة يمكن أن تمتد لعدة أشهر، ويقدر أحدهم الخسائر المحتملة بأكثر من مليار دولار.

ونشرت صحيفة «فاريتي» اليومية المختصة بقطاع الترفيه مقالات على صفحتها الأولى تحت عنوان «يوم القيامة».

وتكهنت في تقريرها بأن الإضراب يمكن أن يتسبب في سلسلة تفاعلات بين نقابات صناعة الترفيه الأخرى.

ويأتي الإضراب بعد انهيار محادثات بين نقابة الكتاب وتحالف منتجي الأفلام والتلفزيون بعد ساعات من انتهاء العمل باتفاق قائمة.

ورفض المنتجون مطالب النقابة بوصفها غير عملية ومكلفة للغاية مما مهد الطريق لأول إضراب كبير لكتاب هوليود منذ نحو 20 عاما.

وصرح رئيس منتجي الأفلام والتلفزيون نيكولاس كاونتر»نحن نشعر بخيبة أمل كبير من الخطوة التي اتخذوها».

وأضاف «إن مؤتمرهم الصحافي كان مليئا بالمعلومات غير الصحيحة أو غير الدقيقة، وسنرد في الوقت المناسب».

وسيكون تأثير الإضراب أكبر على التلفزيون، إذ من المتوقع توقف برامج تبث مباشرة على التلفزيون في أوقات متأخرة مثل برنامج ديفيد لترمان وجاي لينو التي تعتمد بشكل كبير على كتاب السيناريوهات من النقابة.

كما يتوقع توقف برامج مثل «ديلي شو» لجون ستيوارت و»كولبرت ريبورت» لستيفين كولبرت، حسب التقارير.

كما سيتأثر البرنامج الكوميدي «ساترداي نايت لايف».

إلا أنه يتوقع أن يكون تأثير الإضراب على كبرى استوديوهات هوليود محدودا لان الكثيرة منها لديه خطط طارئة، طبقا لتقارير قطاع السينما.

ويتردد أن معظم الاستوديوهات الكبرى لديها نصوص لخمسة أفلام يمكن إنتاجها.

وقال الممثل الأميركي توم كروز عند افتتاح فيلمه السياسي «ليونز فور لامبز» (أسود أم خراف) أنه يأمل في انتهاء الخلاف بسرعة.

وصرح لتلفزيون كاي تي ال ايه «ارغب في أن تحل جميع المسائل حتى نتمكن من مواصلة ما نرغب جميعا في أن نفعله وهو صناعة الأفلام».

وكان آخر إضراب لنقابة الكتاب في العام 1988 واستمر 22 أسبوعا وكلف صناعة التلفزيون والسينما نحو 500 مليون دولار.

وقال رئيس نقابة الكتاب باتريك فيرون التي تضم 12 ألف كاتب «في السنوات الأخيرة، حصدت شركات الإعلام العملاقة نجاحات مالية ضخمة على حساب عشرات الآلاف من الناس بمن فيهم أعضاء مجتمع الإبداع».

وأضاف «والكتاب هم جزء من مجتمع الإبداع إذ أن عملهم هو أساس برامج التلفزيون والأفلام المصورة. وعلى رغم أن أرباح القطاع تنمو بازدياد، إلا أن حصتنا لا تزال تتضاءل».