العدد 1904 - الخميس 22 نوفمبر 2007م الموافق 12 ذي القعدة 1428هـ

مسا... مات

بغيابها يموت الاندفاع، بحضورها يحضر بل يخضّر الشعر وتنتعش الأحاسيس... جعفر الجمري المعد المختلف أرادها مختلفة أيضا حتى في غيابها فإن كان غيابك إبداعا فحضورك تألق.

ليس هناك ما تدخره من مجاملات وليس هناك داعٍ لذلك... بل هو الواقع... منفردة حتى في تنفسها... عندما تموت صفحة تعنى بالشعر الشعبي نقوم بتعزية أنفسنا؛ لأنه لا يوجد من يعزينا في ذلك... بمعنى آخر ليس هناك من المتابعين من يستحق ذكره... تغيب صفحة شعر تتأثر عصافيرها من شاعر ومهتم وربما من معد... ولكن تغيب «ريضان» فهنا لابد من حدوث صدع وكيف لا و «ريضان» هي الساحة هنا إن كانت هنا ساحة شعر... غياب «ريضان» ليس كأي غياب وتأكيدي نابع من أنها ليست صفحة فقط أساسه من هو ذلك الذي جعلها تكون الأجمل والأرقى بل الأجدر بالمتابعة؛ فلذلك غيابها عواقبه وخيمة وكثيرة ومن ضمنها الإحباط، السأم والركود... يكفي ألا وجود لصفحة شعر شعبي في ساحتنا المحلية لا عجوزها ولا بنتها... لقت مثلما لاقت «ريضان» من اهتمام خارجي بأقلام لها جولاتها وصولاتها عبر المجلات والصفحات المهتمة بالشعر الشعبي؛ وذلك يعود إلى أسباب كثيرة وأكيدها أنها تتنفس وتستمد أنفاسها من خلايا إبداع زميلنا جعفر الجمري وحرصه الشديد النابع من جودة ذائقته المتميزة... وأيضا لأنها أتت من صلب هطول إلى الأعلى فجاءت لتعلو... لا لتبقى على ماء راكد عششت فيه وعليه طفيليات الكسل والرتابة... كانت ناجحة بحضورها اللافت وغابت لتثبت بغيابها تأكيد النجاح التي كانت تحرزه عددا بعد عدد... هنيئا لنا بك يا مرتع الإبداع والتميز!

كان ذاك أو لم يكن... حُلّ أو لم يُحَلْ... ما المرجو من ذلك؟ بل ما الفائدة المرتقبة من «نعم» أو «لا»؟ كان ذلك الخبر مادة دسمة لأصحاب البلبلة العقيمة والهرج الذي لا ينجب سوى الآراء المشوهة... مع احترامي لصاحب القلم الذي حمل على عاتقه مسئولية تفعيل ذلك الخبر ومع معرفتي آراءه وتوجهاته إلا أنه مازال يحبو على أبواب تلك المُسماة «ساحة شعر شعبي»... أرجو ألا يختلط عليه الأمر ويجمع بين ساحة شعر... وجميعه شعر فالاثنتان بعيدتان كل البعد عن بعض على رغم القرب الواضح بل الفاضح «حُلّ أو لم يُحَلْ» منذ تأسيسها كان المعول يحفر في قواعدها... القصد الأعمق أنها ماتت منذ زمن وأعمق أكثر اسمها ولكنها دفنت... ولكنها لا ينطبق عليها «اذكروا محاسن موتاكم» فلذلك سأطعن كما كنت دائما ولن أذكر سوى المساوئ أصلا فلا توجد حسنات تُذكر!

فرضنا حُلّ. ما الفرح في ذلك؟ وفرضنا لم يُحَلْ. ما المحزن فيه؟ مجرّد زُهْرِيّة قديمة في زاوية أقدم نقلت أو ستنقل إلى خانة بحسب اعتقادهم أنها أحدث أو أنسب من تلك، ولكن بعد النقل اتضح أن مكانها الجديد لم يستطع أن يحدث تغييرا في بشاعة منظرها! وأثبتت المحاولة أن العيب في الزُهْرِيّة نفسها، وبعد التأكد من عمق السبب اتضح أن من كان يرتبها ويرعاها فاشل حتى في ترتيب هندامه وبعد التأكد الدقيق اتضح أن راعيها - أي الزُهْرِيّة - مصاب بداء انفصام في الشخصية!

مثال آخر، هناكم زُهْرِيّة وزاوية هنا وحش وفريشة... تصور أن هناك وحشا وبين فكيّه ومخالبه فريسة والوحش متمكن بكل ما يملك من قوة من فريسته ولا منقذ حينها سوى غربانَ جائعةٍ تنتظر أن ينتهي ذلك الوحش من مبتغاه ليأتي دورها. وأخذت تلك الغربان بإزعاج ذلك الوحش بالتحليق والنقر والمضايقة بالمخالب وبعد محاولات تركها!

الوحش ترك الفريسة فعملية الإنقاذ كما يبدو أتت بنتيجة ولكن متى بعد أن ماتت «...» هذا حال «حُلّ أو لم يُحَلْ».

والمخزي في ذلك أن هناك من يشجع على ذلك الإنجاز الذي لم يأتِ به رجالها من قبل... وهؤلاء هم «الخفافيش».

الشاعرة المبدعة «ظما الوجدان» ليس هنا مكانك. شاعرة بوزنك ليس مكانها هذه الساحة، انطلاقتك لافتة، بل مؤثرة. أنت شخصية واثقة بنفسها وكل من عايش قصائدك وإبداعاتك بفهم وحنكة فسيكون حكمه وقوله كما ذكرت... كلمة الحق التي أطلقتيها ليس بها ما يريب ولكن هذه ساحتنا وهذا ديدنها... المبدع فيها مُحَارَب وغير مرغوب فيه؛ لأنه بإبداعه الممزوج بماء الصدق يهدد أكواخ مدعي البحث والاهتمام ويربك خطواتهم المتجهة نحو مصالحهم الذاتية الدنيئة... تأكيدك ما ورد في تصريحات إحدى الشاعات أثار حفيظة ضعاف الأنفس الذين تنقصهم الثقة بأنفسهم وجعلهم كما قيل يخرجون من صمتهم، وما نطقه سوى ما ينطبق عليه «سكت دهرا ونطق كفرا» والمضحك المبكي أن صاحبة الطلقة الأولى التي أشعلت الفتيل لم تصب ولا ببلل من تلك الاتهامات... وكان منذ الطلقة الأولى كالأسد الجريح الذي يتحيّن الفرصة للانطلاق وكنتِ المنقذ والضحية في آن واحد والمخرج الوحيد له، فعندما أكدتِ ما قيل شعر بالفرج ودخل من أوسع أبوابه ليطهّر ويخفي ملامح الجرح وآثاره... واللافت أكثر أنه إلى الآن لم يأتِ خبر طردكِ من ذلك الصرح؛ لأن كما هو متداول في أوساط الداعين له كصرح بأن من يأتي بأقل منكِ بكثير يُطرد؛ لأنه دخل في المحظور فلابد من القصاص. سيكون للموضوع أبواب أخرى ولن نألو جهدا في مواصلة مبدأنا الذي بسببه أصبحت أسماؤنا في أعلى القائمة السوداء... وهم على يقين أن صروح الباطل لا تقاوم رياح الحق مهما تقدم الوقت... كما ذكرت في القادم ستفتح أبواب أخرى!

عبدالله حمّاد

العدد 1904 - الخميس 22 نوفمبر 2007م الموافق 12 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً