العدد 1905 - الجمعة 23 نوفمبر 2007م الموافق 13 ذي القعدة 1428هـ

المنجمون... مشاهير الشاشات العربية

حظك في الأبراج قد يتناقض مع واقعك

«تتلقى اليوم مكالمة هاتفية مهمة، احرص على رضا الشريك، وتجنب القيادة بسرعة، رقم الحظ ثمانية...». عبارة قد تجدها تحت عنوان - برجك اليوم - في إحدى المجلات أو المواقع الإلكترونية أو حتى على شاشة التلفاز، لن تتلافى قراءتها، بل إنك ومهما كان نموذجك، سواء كنت شخصا مثقفا وتعتبر نفسك مترفعا عن الأمور السطحية التي لا قيمة لها، أو شخصا عاديا يبحث عن بعض التسلية، أو مؤمنا ومصدقا بهذه الأبراج، فإنك في مرحلة ما من قراءتك للمجلة أو الصحيفة ستمر بصفحتها، وتأخذ لك نظرة ولو خلسة على مضمونها. فإذا أصابت بالمصادفة أحد تنبؤاتها، ستتذكر أنك قرأت عن هذا الأمر في مكان ما، فإما أن تذكر الموضوع أمام بعض الأصدقاء ساخرا ضاحكا مثلا، أو أن تتعجب من الأمر، وتنصح من سمعك بتتبع كاتب هذه الأبراج، أو أن تكتفي بكتمان ما حدث معك في نفسك، تجنبا للتعليقات على مختلف أنواعها.

للصدقية حتى لو كان خط هاتفك مقطوعا، ولا يستقبل المكالمات، وبالتالي فلا احتمال لأن تتلقى مكالمات مهمة أو مجرد ثرثرات، وليس لك شريك كزوجة لتطمح لإرضائه، لأن أحوالك الاقتصادية لا تسمح لك بتأسيس بيت أو إيجاد شخص يحتل مكانة مميزة في حياتك، وبالتأكيد لن تقود سيارتك بسرعة لأنك لا تمتلك سيارة أو لأنها في التصليح، ورقم تعسر الأمور عندك كان الرقم 8، لأنك علقت في ازدحام الصباح فتأخرت عن العمل، وتعرضت للتوبيخ من قبل مديرك، على رغم كل هذه التناقضات ما بين واقعك وما تُنبئ به لك في برجك، فإنك ستعاود الكرة فتقرأه لعلك تحصل على حظ أوفر في المرة المقبلة.

على رغم أن غالبية الناس تنتقد فكرة الأبراج، وتصرح في غالبية الأحيان عند ذكرها بأنها مجرد ترهات، ودجل، وتختم الحديث بالتأكيد بعبارتي «العلم عند الله وحده»، و «كذب المنجمون ولو صدقوا»، فإنها تعتبر من الأمور التي يتعاطى معها الناس بشكل دائم ولو على حياء، وفي كثير من الأحيان يأتي التعاطي معها، بأساليب مغلفة بإدعاء، كأن يقال نتتبعها لمجرد التسلية، أو إرضاء للفضول، والكثير من الناس يقول «نتابعها لنرى إلى أين ستصل هذه التفاهات».

الأبراج كفقرة في بعض وسائل الإعلام على أشكالها، ليست جديدة أو مستحدثة، فهي فقرة يملأ بها فراغ في الكثير من الصحف والمجلات، إلا أن المستحدث في الموضوع، أنه بدأ تخصيص برامج لها، يتنبأ فيها شخص للناس بمستقبلهم، في مجالات الحياة والعمل والحب... وتنتشر هذه البرامج أو الفقرات الآن في برامج الصباح على غالبية القنوات العربية، بالإضافة إلى مواقع الإنترنت، حتى أنه يمكنك أن تتلقى تنبؤات برجك عبر اشتراك يرسل لك رسالة قصيرة لهاتفك النقال (SMS) يوميا، مقابل مبلغ معين من المال.

كما أن بعض الأسماء أصبحت ذات شهرة كبيرة بين الناس، ينتظرون ظهورها في برامج احتفالات رأس السنة الميلادية سنويا، وتحقق المحطات من استضافتها معدلات مشاهدة هائلة، لعل من أبرزها المتنبآن اللبنانيان ميشيل الحايك وماغي فرح، وهما اسمان أكثر شهرة من الكثير من الأسماء السياسية الرئيسية المتحكمة في بلدهما، حتى أن الكثير من الناس باتت تسرد تنبؤات ميشيل الحايك مثلا عند حدوث أي أمر يشابه تصورا عرضه في برنامج أو عبر موقع إلكتروني، وكأنما لدى الحايك الخبر اليقين.

والمسألة هنا ليست في مدى بعد هذه التنبؤات أو قربها، الأمر يكمن في تعامل المتلقين لهذه التوقعات معها، فالكثير من الناس اليوم تشتري كتاب «ماغي فرح» للأبراج أول العام، والتي تُفصل كل ما يتعلق بشخصية صاحب البرج من أمور متوقعة خلال السنة الميلادية، حتى أنها تقسم التوقعات وفقا للأشهر والأسابيع، وتعطي النصائح التفصيلية لتجنب العراقيل والحوادث الجيدة، وللتمكن من الحصول على الأمنيات والأمور المرغوبة والجيدة، وللدقة فإن هذا الكتاب ليس وحيدا في مكتباتنا.

وأخيرا، قد يكون علم الأبراج الفلكية، علما فيه من المعلومات عن حركة النجوم والكواكب الكثير، ولا ندري إلى أي مدى نستطيع أن نقول إن هذه الحركات الفلكية لها تأثير على الناس وأوضاعها، على رغم أن الكثيرين يؤكدون أهميتها، وهنا لابد من أن ننصح برج القوس بأن يستخرج له جواز سفر بأسرع وقت ممكن، لأن ماغي فرح تنبأت لأهل هذا البرج بتغيرات مهمة في الحياة المهنية، تتيح لهم ربما فرصا في بلد آخر أو مدينة أخرى أو مكان مختلف عن المكان الذي يشتغل فيه الآن، فاقتنص عزيزنا القوس الفرصة.

العدد 1905 - الجمعة 23 نوفمبر 2007م الموافق 13 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً