العدد 1905 - الجمعة 23 نوفمبر 2007م الموافق 13 ذي القعدة 1428هـ

مستقبل «الناتو»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

نائب رئيس وحدة التخطيط الاستراتيجي لحلف «الناتو» مايكل روهل تحدث إلى وفد الصحافيين العرب بمركز الحلف في العاصمة البلجيكية (بروكسل) في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، شارحا رؤية الحلف للخمس ومن ثم العشر سنوات المقبلة... والرؤية توضح استراتيجية الحلف الحالية وكيفية التعامل مع القضايا الكبرى.

روهل قال إن الحلف ينظر خلال السنوات الخمس المقبلة إلى توسعة عضويته لتشمل عددا من الدول الأوروبية التي مازالت خارجه مثل السويد وفنلندا، وربما يفسح المجال لتكوين «لواء» مشترك مع روسيا بهدف حفظ السلام، وإن مثل هذا العمل المشترك بإمكانه تلبية طموحات الحلف وروسيا، وإزالة الخلاف الحالي بشأن الدرع الصاروخي.

أيضا يتطلع استراتيجيو الحلف إلى موافقة السعودية على الاشتراك في «مبادرة اسطنبول» للتعاون بين الحلف ودول الخليج والشرق الأوسط. وفي حال وافقت السعودية على الدخول في هذه المبادرة (خلال السنوات الخمس المقبلة)، فإنها ستعتبر انطلاقة مهمة نحو مزيد من التعاون الاستراتيجي مع دول المنطقة لما تمثله السعودية من ثقل كبير.

الحلف يسير على أساس استراتيجية تم تحديدها العام 1999، ولكن من المتوقع أن تتم إعادة صياغة الاستراتيجية والمفهوم الأساسي لدور «الناتو»، وخلال خمس سنوات من الآن فإن الحلف قد ينظر إلى واقع آخر فيما لو تحولت إيران إلى القدرة النووية، وسيتطلب ذلك موقفا محددا من الحلف.

الحلف يسعى إلى إقامة اتفاقات مع دول صديقة (ليست أعضاء في الحلف) مثل اليابان وأستراليا، كما يعمل الحلف على تأسيس علاقات مع دول مهمة (وأهميتها تزداد مع الأيام بالنسبة إلى الأمن الدولي) مثل الصين والهند وإندونيسيا... فالحلف يعمل في مناطق العالم المختلفة برخصة من الأمم المتحدة، وعدد من الدول أصبح مهما على مستوى المجتمع الدولي ومساندتهم لمهمات الحلف ستزداد أهمية.

على المدى الأبعد (عشر سنوات) فإن الحلف - بحسب ما قال روهل - قد يواجه احتمال إلغاء الكثير من دوره في حال تحول الاتحاد الأوروبي من اتحاد اقتصادي اجتماعي إلى اتحاد أكبر يشمل الجوانب العسكرية والسياسية... وفي حال تطور الاتحاد الأوروبي في هذا الاتجاه، فربما يتم تحويل اتفاقية الحلف إلى اتفاقية ثنائية بين الاتحاد الأوروبي (بشكل مستقبلي جديد) وأميركا/ كندا.

الحلف حاليا يتخذ قرارات على أساس الاجماع، بحيث إذا خالفت دولة لا يمكن اتخاذ قرار، وبالتالي فإن هناك حاجة إلى تغيير وسيلة اتخاذ القرار، بحيث يمكن للحلف أن يتحرك بقرار الغالبية وعدم ممانعة الأقلية، وذلك كما حدث أثناء الاختلاف على غزو العراق، وأطلق عليه الرئيس بوش «تحالف الراغبين».

من المحتمل أن يقبل حلف «الناتو» بعد عشر سنوات أن يلعب دورا في حفظ الأمن والسلام في الشرق الأوسط فيما لو كانت هناك صلاحية من الأمم المتحدة وبموافقة الدول المعنية. هذه الأفكار وغيرها، ربما تبدو مستقبلية ولكن خمس أو عشر سنوات في عالم السياسة تنقضي بسرعة وتصبح واقعا.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1905 - الجمعة 23 نوفمبر 2007م الموافق 13 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً