العدد 1911 - الخميس 29 نوفمبر 2007م الموافق 19 ذي القعدة 1428هـ

التحكيم في لعبة كرة اليد... إلى أين؟!

محمد أمان sport [at] alwasatnews.com

رياضة

لاشك في أن لعبة كرة اليد البحرينية تمر بظروف صعبة جدا، والمنعطف الذي تمر به اللعبة خطير وخطير جدا. الظروف التي أتحدث عنها ليس عدم توافر ملاعب لإقامة المباريات أو صالة خاصة بالاتحاد أو ما شابه، بل الحديث عن التحكيم الذي تراجع مستواه كثيرا في الآونة الأخير على العكس تماما من الماضي الجميل الذي وجد فيه عدد من الأسماء الناصعة ولا حاجة لذكر الأسماء فهي أشهر من نار على علم، وبالتأكيد فإن لهذا التراجع أسبابا ومسببات، ومن يتحمل ذلك ليس الاتحاد وحده بل الأندية تتحمل الجزء الأكبر في ما يجري، وهذه الأندية اليوم تبكي على اللبن المسكوب بدليل الرسائل التي تتهافت على الاتحاد «لا نريد الحكم الفلاني يحكم مبارياتنا».

وخير دليل على تحميلي هذه الأندية الجزء الأكبر من المسئولية ما حدث قبل فترة وجيزة من الآن حين فتح الاتحاد باب التسجيل لدورة الحكام المستجدين، يا ترى ما كانت المحصلة؟! 13 مشاركا، 7 منهم من الجنس الناعم والبقية من الشباب، ماذا يعمل الاتحاد؟! ومن أين يأتي بحكام؟! أيأتي بهم من السماء مثلا؟! لماذا تقاعست الأندية في التعاون مع الاتحاد، لدينا 12 ناديا ولو كل ناد ساهم بحكم مستجد على الأقل فماذا ستكون النتيجة؟! فلتعذرني الأندية أو بعضها حتى لا أكون ظالما فذلك تقاعس وهروب عن المسئولية! الاتحاد قائم على كوادر الأندية والاتحاد يكون قويا إذا ما كان يلقى الدعم من الأندية، الاتحاد ليس مطالبا بالبحث عن مواهب التحكيم في الأندية بالدرجة الأولى ولكنه مطالب باحتواء هذه المواهب لو حضرت ووضع استراتيجية عامة للنهوض بهم من أجل المستقبل، وسبق أن تطرقت شخصيا لدور الاتحاد في هذا الجانب وأكدت على ضرورة وضع استراتيجية وبرامج تطوير وصقل.

وأنا في الواقع أشفق على كادر التحكيم الباقي على ذمة الاتحاد في الوقت الحالي. فهؤلاء الحكام، وعددهم قليل جدا، يديرون 24 مباراة أسبوعيا على أقل تقدير، ولا شك في أن الكفاءة تختلف من حكم لآخر، ثم أن الكفاءة تعتمد على الخبرة الميدانية وأبرز حكامنا اليوم عمرهم في التحكيم لا يتعدى الخمس أو الست سنوات ومازالوا صغار السن في إدارة المباريات الحساسة في دوري الرجال أو حتى الشباب، ولكني أعتقد أن أسماء كمعمر الوطني بالإضافة إلى غسان أمير ومحسن المولاني وكذلك محمد قمبر سيكون لهم شأن في المستقبل القريب وليس البعيد، فهذه الأسماء تسلمت الإرث الثقيل في الوقت غير المناسب نظرا إلى هجرة الأسماء المتميزة خلال الموسمين الماضيين لأسباب لا داعي لذكرها، الحكم لا يمكن أن يكون مثاليا إلا بعد أن يكتسب الخبرة والخبرة بحاجة إلى الاحتكاك في المباريات المهمة وإلا فكيف يتعلم؟! هل يولد وفي فمه صافرة ذهبية؟! أقول وقد لا يعجب كلامي البعض ان على الأندية تحمل مسئولية كل ما يجري من التحكيم لأنها سبب رئيسي في التراجع، وعليها أن تسعى وتسعى إلى تمويل الاتحاد بالكوادر من أجل النهوض بالتحكيم البحريني مستقبلا، فإذا ظل الوضع كما هو عليه حاليا من أسلوب تعاطٍ مخجل فجواب سؤالي (التحكيم في لعبة كرة اليد إلى الهواية)، وإذ أحست الأندية بالموقف وتسارعت في التزويد بالكوادر فجواب سؤالي (التحكيم في لعبة كرة اليد سيعود إلى سابق عهده لأن في الاتحاد من يستطيع عمل ذلك في المستقبل القريب).

ماذا لو كان اسمه جون أو فتاي؟!

حينما كتبت إحدى الصحف أثناء بطولة كأس العالم للناشئين لكرة اليد أن حارس منتخبنا الوطني محمد عباس لا يملك الجنسية البحرينية، عبّر المسئولون عن استيائهم لهذا التصرف على أساس أن الوقت لم يكن مناسبا، والآن 4 أشهر مضت على نهاية البطولة ولم يحرك المسئولون المستاؤون ساكنا تجاه هذا الولد الذي تربى وترعرع على هذه الأرض الطيبة، ولا أعلم في الواقع متى سيكون الوقت مناسبا لكي يتحركوا ونسمع خبرا مفرحا لهذا الولد وأهله! وفي الوقت الذي نجد فيه هذا التجاهل منهم نجد أنهم يذللون كل الصعاب أمام من يريدون تجنيسهم كجون وفتاي مثلا، وما بين الإشاعات التي ظهرت بنية تجنيسهما إلى وقت الإعلان عن تجنيسهما أيام وليال، ولكن المستحق لتأمين الجنسية له كحارس منتخبنا المتميز يجب أن ينتظر الفرج ولا يدري متى الفرج؟!

إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"

العدد 1911 - الخميس 29 نوفمبر 2007م الموافق 19 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً