على رغم اللغط الكبير الذي يحيط بحكامنا الدوليين محليا في مسابقاتنا الكروية فإن اختيار الحكم المساعد الدولي خالد العلان ضمن أفضل حكام مساعدين لكرة القدم في القارة الآسيوية ليؤكد المكانة الطيبة التي وصل إليها الحكام البحرينيون على المستوى الخارجي ما يؤكد قدرة التحكيم البحريني على تبوئه المكانة المرموقة.
«الوسط الرياضي» استضاف خالد العلان وبارك له اختياره ودار معه هذا الحوار والذي أكد خلاله العلان أنه ينتظر الهدف الأكبر في مشواره التحكيمي من خلال الوصول إلى العالمية.
في البداية نبارك لك اختيارك الذي يدل على المستوى الكبير الذي يتمتع به حكامنا على المستوى الخارجي.
في البداية أحب أن أؤكد أن هذا الاختيار بمثابة تكريم لكل حكم بحريني وليس لي شخصيا، وأهدي هذا الاختيار لجميع زملائي الحكام، وهناك معلومة أحب أن أذكرها وهي أنها المرة الأولى التي يتم فيها اختيار حكم مساعد بحريني على مستوى القارة ضمن العشرة الأوائل، وكان سبقني في ذلك الاختيار الحكم الدولي عبدالعزيز عبدالحميد والذي جاء اختياره ضمن أفضل 10 حكام ساحة في الموسم الماضي.
* وماذا يمثل لك اختيارك ضمن أفضل حكام مساعدين على مستوى القارة الآسيوية؟
- يمثل هذا الاختيار دافعا كبيرا وحافزا لمواصلة المشوار والعطاء والجهود من أجل تحقيق التطلعات والأهداف التي رسمتها لنفسي منذ بداية التحاقي بالسلك التحكيمي.
* وما هي الأهداف التي تسعى لتحقيقها؟
أسعى للوصول إلى العالمية وتمثيل بلدي في أكبر البطولات العالمية والدولية، فلكل حكم هدف يسعى لتحقيقه، وأنا أحلم بالوصول إلى نهائيات كأس العالم عن طريق الوصول إلى نهائيات كأس آسيا.
* هذا يجرنا إلى سؤالك عن قدرة الحكم البحريني للوصول إلى المحافل العالمية؟
- بكل تأكيد الحكم البحريني قادر على الوصول إليها والدليل الوجود البحريني المكثف في البطولات الخارجية سواء الآسيوية أو العالمية، وهو دليل واضح على قدرة الحكم البحريني على إدارة أقوى المباريات وفي أية بطولة.
* وكيف تطور من مستواك؟
- تطوير مستوى الحكم يعتمد على شقين الأول يتعلق بلجنة الحكام والثاني يتعلق بالحكم نفسه من خلال المحافظة على لياقته البدنية ورفعها، وخصوصا أن اللياقة البدنية أضحت أهم عناصر تطوير المستوى، بالإضافة إلى ضرورة إلمام الحكم بقانون التحكيم ومواده وفهمها وتطبيقها على أرض الواقع، كما أن متابعة آخر المستجدات في تعديلات قانون التحكيم وما يستجد عليه من تغييرات أمر مهم لمجاراة ومواكبة التطور، وأخيرا أرى أن مشاهدة المباريات القوية والكبيرة تزيد مساحة الفهم لدى الحكم من خلال الاستفادة من الأخطاء التي يقع فيها الحكام.
* وهل هناك خطة تنفذها لتطور من مستواك؟
- الطريقة أو الخطة التي أتبعها تنقسم إلى قسمين، أولا الجانب البدني من خلال وضع برنامج تدريبي خاص بي أنفذه على مراحل، والقسم الثاني يتعلق بالناحية النظرية عن طريق قراءة كل ما يتعلق بالجانب التحكيمي سواء محليا أو خارجيا، وأيضا أحاول قدر المستطاع استكشاف أخطائي التي أقع فيها في إدارة المباريات من خلال المبادرة بأخذ السلبيات والأخطاء والبحث عنها قبل الإيجابيات وهذا لطموحي الكبير في الوصول إلى ما يرضيني قبل إرضاء غيري.
دائما ما نرى التألق الواضح للحكم البحريني خارجيا، ولكن على المستوى المحلي دائما ما نرى المشكلات تحاصره ما السبب في ذلك؟
في البداية أحب أن أقدم شكري لجميع منتسبي أنديتنا من لاعبين وإداريين وجماهير على تعاونها الكبير معنا كحكام، ولكن أرجع سبب المشكلات التي تحدث إلى قلة الوعي والإلمام بقانون التحكيم، وهذا لا يمنع أن أقول أن هناك أخطاء تحكيمية حدثت وستحدث في المباريات المقبلة؛ لأن الحكام بشر وهم معرضون للخطأ حالهم حال الآخرين.
* يتردد أن هناك مشكلات حدثت ولا زالت بين الحكام وبعضهم بعضا، ما تعليقك على ذلك الكلام؟
- غير صحيح إطلاقا، وما يجمعنا كحكام أكبر من أي شيء آخر، وليس هناك ما يعكر صفو العلاقة التي تربطنا مع بعض والتي لا تقتصر فقط في حدود الملعب بل تتعدى ذلك إلى خارجه.
* ما ردك على من يدعي أن الحكام لديهم تمييز ومحاباة بين ناد كبير وناد صغير من خلال إدارة المباريات؟
- أيضا هذا الكلام غير صحيح، فقانون التحكيم واحد ولا يختلف بين ناد وآخر، والمواد التحكيمية معروفة وهي التي تحكم في أية نقطة تحدث خلال سير المباراة.
* المحاباة والتمييز ظهرا بقوة في لجنة الحكام مع بعض الحكام هل هذا صحيح؟
- لا، لا يوجد تمييز أو محاباة، ولكن هناك محاسبة وتقييم مستمر من قبل أعضاء اللجنة على كل ما يقوم به الحكم ولا فرق بين حكم وآخر عند أعضاء اللجنة، بالإضافة إلى أن لجنة الحكام لديها برنامج عمل تسعى لتحقيقه من خلال التطوير في قدرات الحكام.
* أنتم كحكام دائما ما نراكم تقفون في صف بعضكم بعضا حتى ولو أخطأ الحكم؟
- لا ليس بالمعنى الذي تقوله، وكوننا نعرف ونلم بالقانون وبحذافيره نعلم جيدا أين يكمن الخطأ، ولهذا نرى ما لا يراه المشاهد العادي؛ لأننا نرى بعين أخرى وبمنطلق القانون ومواده وليس بمنطلق العاطفة.
* وهل هناك تطور وتطوير في اللجنة؟
- لكي أجيبك على سؤالك، أوجه لك سؤالا مضادا، وهو ماذا تسمي بروز أكثر من اسم على الساحة التحكيمية البحرينية في الموسمين الماضيين؟ فلجنة الحكام تسعى لإيجاد أكبر عدد ممكن من الحكام لإدارة المباريات من أجل تكوين جيل ثان يكون النواة السليمة للتحكيم البحريني.
* وهل هناك دعم ومساندة حقيقية من لجنة الحكام للحكم البحريني؟
- بكل تأكيد، فما وصل له الحكم البحريني هو بفضل الدعم والمساندة الكبيرة التي يتلقاها من لجنة الحكام، فرئيس اللجنة أحمد جاسم هو الداعم الأكبر لنا بالإضافة إلى سكرتير اللجنة يوسف محمد ومجهوداته الكببرة، كما لا نهضم حق البقية من أعضاء اللجنة ومنهم الدينامو الحاج علي كمنكة ويوسف شريف ويوسف القطان وسعد سلطان وعبدالعزيز العسلي.
* كلمة أخيرة لمن توجهها؟
- أقدم شكري الكبير إلى «الوسط الرياضي» على ما تقدمه للرياضة البحرينية، وأشكر جميع من ساندني ووقف إلى جانبي وعلى رأسهم الاتحاد البحريني لكرة القدم متمثلا في رئيسه الشيخ سلمان بن إبراهيم وجميع أعضاء مجلس الإدارة، وأقدم شكري الخاص إلى صديقي جعفر الشعباني الذي كان أول المهنئين لي على اختياري ضمن أفضل 10 حكام مساعدين والذي جاء من خلال ملحقكم الرياضي، كما لا يفوتني أن أقدم شكري الجزيل إلى جميع الصحافيين في الملاحق الرياضية وأطالبهم بعدم القسوة على الحكام، وأن يكونوا خير داعمين لنا في مجالنا الرياضي وخصوصا أن الإعلام أصبح يمثل أحد عوامل بناء الحكام.
كما أقدم شكري الكبير إلى المسئولين في وزارة الداخلية وعلى رأسهم وزير الداخلية ورئيس الأمن العام على ما يوفرونه من رعاية وتسهيل لتمثيل مملكتنا الغالية، وذلك إن دل إنما يدل على سياسة الوزارة في تنفيذ التوجيهات والأوامر الملكية بخصوص الرياضيين، وأقدم كذلك الشكر إلى القائم بأعمال رئيس الاتحاد الرياضي للأمن العام الرائد خالد الخياط ومسئولي الاتحاد لدعمهم ومساندتهم.
العدد 1913 - السبت 01 ديسمبر 2007م الموافق 21 ذي القعدة 1428هـ
