سقط حامل اللقب سقوطا مستحقا أمام البحرين في ختام الجولة السادسة من دوري الاتحاد وبيت التمويل الخليجي لكرة اليد للموسم الرياضي 2007/2008، وذلك بنتيجة (32/30)، وانتهى الشوط الأول بنتيجة (15/14) للأهلي، وفي المباراة التي سبقتها حقق التضامن فوزا سهلا على توبلي بنتيجة (37/24)، وانتهى الشوط الأول لصالحه كذلك بنتيجة (15/10) وأقيمت المباراتان على صالة بيت التمويل الخليجي بأم الحصم.
وقدم البحرين والأهلي مباراة طيبة المستوى اتسمت بالتكافؤ والندية طيلة أوقاتها، وأبطال هذه المباراة بلا منازع هم لاعبو البحرين وعلى رأسهم الحارس المتألق صادق علي، وقياسا بالأوضاع التي مر بها البحرين في الأسبوع الماضي يعتبر ما قدمه في المباراة مفاجأة من العيار الثقيل، وأما المفاجأة الكبرى المستوى الهزيل الذي ظهر به الأهلي في المباراة وخصوصا في الشق الدفاعي، ولعل الفارق الأهم بين الفريقين في المباراة التباين في مستوى الحراسة التي كانت أفضل بكثير لصالح البحرين، وبقيت المباراة بين مد وجز وتنافس حامٍ حتى الثواني الأخيرة من المباراة، لتنتهي بخسارة مني بها الأهلي وهي مستحقة.
وبدأت المباراة متكافئة بين الفريقين، وحتى الدقيقة السادسة كانت النتيجة تقدم الأهلي (5/4)، فالأخير اعتمد في الهجوم على التصويب من الخط الخلفي عبر أحمد عبدالنبي وصادق علي، فيما البحرين ركز على الاختراق أو التصويب جهة أحمد عبدالنبي عبر حسين مدن، والأهلي لعب بطريقة 6/صفر كالعادة، فيما البحرين لعب بطريقة 5/1 بتقدم محمود بوحمود، وأجرى مدرب الأهلي الجزائري لخضر عروش تغييرا على مستوى العناصر في الدفاع بنقل أحمد طرادة إلى مركز أحمد عبدالنبي لسد الثغرة الدفاعية، إلا أن شيئا من ذلك لم يحدث، وقد يكون لمستوى الحراسة الأهلاوية دور في ذلك، بدليل أن عروش أخرج صلاح عبدالجليل وأشرك علي خميس بدلا عنه، وقاد الهجوم الأهلاوي في الدقائق الماضية أحمد عبدالنبي من خلال تصويباته المتقنة من الخط الخلفي، وبقيت النتيجة متكافئة (9/9) مع الدقيقة 15.
وبعد ذلك أراد الأهلي إيقاف خطورة حسين مدن فلعب بطريقة 5/0/1 وخرج حسن أحمد لمراقبة مدن بطريقة رجل لرجل إلا أن البحرين لم يتأثر بذلك وظل مجاريا للأهلي، ولم يكتف الأهلي بتغييرات دفاعية بل حتى في الهجوم أشرك علي حسين بدلا من ماهر عاشور غير الموفق دفاعا وهجوما. وفي المقابل، بادر مدرب البحرين المصري حسين مصطفى بإجراء تغييرات على الطريقة الدفاعية، إذ لعب بطريقة 3/2/1 إلى ما فوق التسعة أمتار بهدف الضغط على الخط الخلفي الأهلاوي الذي سجل 7 من أصل 10 أهداف حتى الدقيقة 22 والنتيجة (12/10) لصالح الأهلي، وما يدلل على ضعف الهجوم الأهلاوي وقوة الدفاع البحريني أن الهجوم الأهلاوي لم يسجل سوى هدف خلال 7 دقائق، وجاءت الظروف ملائمة للأهلي بعد ذلك لتعديل النتيجة (12/12) مع الدقيقة 24 مستفيدا من خروج البحريني عادل عبدالله للإيقاف، ومع اكتمال الصفوف البحرينية عاد الأخير للمقدمة (13/12) وعلى الفور طلب مدرب الأهلي وقتا مستقطعا لإصلاح وضعية فريقه الدفاعية عطفا على الهجومية التي عابتها الفردية، قبل أن ينتهي الشوط الأول بعد ذلك بتقدم الأهلي بنتيجة (15/14) مستفيدا من تصدي علي خميس لتصويبات بحرينية من الخط الخلفي، ولا نغفل المستوى الذي قدمه حارس البحرين صادق علي على مدار الشوط.
وفي الشوط الثاني، واصل البحرين أداءه القوي في الوقت الذي لم تسد الثغرة الدفاعية، إذ كان حسين مدن يصوب (على الواقف) ويسجل في ظل تواضع حوائط الصد والحراسة كذلك، بدليل أن عروش استبدل علي خميس بصلاح عبدالجليل أيضا، والنتيجة صارت متعادلة (19/19) مع الدقيقة 8 وهي الدقيقة التي شهدت نقص صفوف الأهلي لخروج محمد عبده للإيقاف الأول بالنسبة إلى الأهلي في المباراة، واستثمر البحرين هذا النقص وتقدم (20/19)، وثم رفع الفارق إلى هدفين (22/20) في الدقيقة 12 على رغم أن البحرين لعب في الدقيقتين الماضيتين ناقصا لاعبه محمود بوحمود، وسجل البحرين هدفين أثناء نقصه في إشارة واضحة جدا لمستوى دفاع الأهلي المكشوف في كل مراكزه، وصارت النتيجة مع الدقيقة 17 (24/24) وواصل البحرين نسقه اللافت المزعج للأهلاوية ومدربهم الجزائري لخضر عروش الذي عاد بعد ذلك واستنجد بعلي خميس بدلا من صلاح عبدالجليل، على أمل أن تسعفه الحراسة وتعوض الخلل الدفاعي ولو نسبيا، وفي الدقائق العشر المتبقية من الشوط لعب الأهلي بطريقة 3/3 بهدف إبعاد الخط الخلفي البحريني إلى أبعد مسافة ممكنة عن مرماهم، وفعلا نجحوا هذه المرة واستثمروا دفاعه الأفضل في دقائق المباراة بالإضافة إلى تألق أحمد عبدالنبي هجوميا وتقدموا بفارق 3 أهداف (29/26) ثم (30/27) مع الدقيقة 25، وعاد البحرين على رغم ذلك للمباراة من جديد وأدرك التعادل (30/30) في الدقيقة 27 مستفيدا من تألق حراسته وهجومه بقيادة حسين مدن، وزادت وتيرة المباراة حدة في الدقائق التالية وتحصل البحرين على الكرة في آخر دقيقتين وحاول الحصول على الأخطاء حتى الدقيقة الأخيرة من الشوط ليسجل حسين مدن هدف التقدم ثم أضاع الأهلي هجمته لتعود للبحرين، قبل أن تنتهي المباراة بعد ذلك بنتيجة (32/30) لصالح البحرين، أدار المباراة محسن المولاني ومحمد قمبر.
التضامن × توبلي
وبالنسبة إلى مباراة التضامن وتوبلي، جاءت ضعيفة المستوى ولم ترتق للمستوى المتوقع منها، والتضامن كان صاحب الأفضلية المطلقة منذ العشر دقائق الأخيرة من الشوط الأول مستفيدا من تعدد الإيقافات في صفوف توبلي، وفي الشوط الثاني تواصلت الأخطاء الهجومية عطفا على الثغرات الدفاعية وعدم وضع الحل الأمثل لإيقاف تصويبات أحمد محمد يوسف لتنتهي المباراة بفارق 13 هدفا على رغم أنه أفتقد خدمات علي يوسف بالإضافة إلى محمد ميرزا والحارس عيسى سلمان، وبرز من توبلي علي حبيب بالإضافة إلى أحمد منصور ومن التضامن أحمد محمد يوسف.
وبالعودة لمجريات المباراة، بدأ توبلي في الدفاع بطريقة 6/صفر، والتضامن بدأ بالطريقة ذاتها أيضا، والبداية جاءت متكافئة جدا بين الفريقين بدليل أن النتيجة حتى الدقيقة السابعة التعادل (2/2)، واعتمد توبلي في هجومه على الخطط التكتيكية التي تركزت على نزول لاعب ثان على الدائرة بهدف خلق فراغات لأحمد منصور والسيدأمين الدعام إما للتصويب أو الاختراق، ونجح في ذلك إلى أبعد الحدود، فيما التضامن عمد إلى السرعة في نقل الكرة بين خماسي الهجوم من اليمين لليسار على أن يقوم أحمد محمد يوسف بعملية التصويب من الخط الخلفي كالعادة، ونجح التضامن هو الآخر بهذا الأسلوب في الوصول لمرمى محمد عباس، وفي الدقيقة العاشرة ظلت النتيجة متعادلة (4/4)، ولكن التضامن في الدقائق التالية فرض أفضلية نسبية على رغم نقصه لخروج علي ميرزا للإيقاف لمدة دقيقتين وتقدم بالنتيجة (6/4) في الدقيقة 15 مستفيدا من الأخطاء الهجومية من جانب توبلي ولا يمكن إغفال الترابط الجيد الذي بدا عليه أثناء النقص والانطلاق السريع من الدفاع للهجوم على رغم إضاعة بعض الهجمات السانحة.
وواصل التضامن تقدمه في النتيجة ورفع الفارق إلى 3 أهداف (9/6) مع الدقيقة 19، وفي هذه الدقيقة خرج أمين الدعام للإيقاف لمدة دقيقتين، ولعب التضامن بطريقة رجل لرجل في ملعبه وأجبر التوبلانيين على الوقوع في الأخطاء الهجومية ووصل الفارق إلى 6 أهداف (12/6) في الدقيقة 23، ثم صارت النتيجة (13/7)، ولم تكن علة تقدم التضامن في الدقائق الماضية نقص توبلي العددي فحسب بل قلة الحيلة الهجومية والتركيز في الاختراق من العمق التضامني الذي بدا قويا في النصف الثاني من الشوط، وفي الدقيقة 25 خرج محمد جواد من التضامن للإيقاف وتبعه زميله محمد يوسف في الدقيقة 28، إلا أن لاعبي توبلي لم يستثمروا هذا النقص بسبب العجلة والفردية لينتهي الشوط بنتيجة (15/10) للتضامن.
ومع بداية الشوط الثاني تعرض توبلي لنقص جديد لإيقاف علي حبيب ولعب التضامن بطريقة رجل لرجل، وتعامل هذه المرة توبلي بشكل طيب مع هذه الطريقة من خلال التحرك الإيجابي من دون كرة بالإضافة إلى المساندة الهجومية من قبل حارسه جعفر عبدالنبي، إلا أنه كان يسجل ويستقبل الأهداف في الوقت ذاته وصارت النتيجة (21/15) مع الدقيقة 7، وخرج بعد ذلك يوسف علي للإيقاف من جانب توبلي كذلك وهذه المرة أحسن التضامن استغلال النقص ورفع الفارق إلى 9 أهداف (24/15) مع الدقيقة 11، وتألق في الدقائق الماضية من التضامن أحمد محمد يوسف في قيادة الهجوم الخاطف بالإضافة إلى التصويبات المباشرة من الخط الخلفي أثناء الهجوم المنظم، وسارت المباراة على الوتيرة ذاتها وقادت لتوبلي لمجاراة التضامن اجتهادات فردية مميزة من قبل علي حبيب، وانتهت المباراة تضامنية بعد ذلك بنتيجة (37/24)، وأدراها محمد رضا شعيب بالإضافة إلى سمير مرهون.
العدد 1913 - السبت 01 ديسمبر 2007م الموافق 21 ذي القعدة 1428هـ