العدد 1918 - الخميس 06 ديسمبر 2007م الموافق 26 ذي القعدة 1428هـ

خلايا الركود

لن تصاب بالاستغراب ولن تنتابك الحيرة عندما ترى أو تسمع بأن الركود يولّد حركة، فالماء الآسن الذي بات حبيس جدران المجرى تتناوشه الطحالب المشبعة بهاجس الجوع الذي يأتي عن طريق الجفاف. الركود يتحرك وتسري بين جنباته سمات الأرواح... كأن ذلك مثالا للركود استوحيناه من الركود المائي... ولكن عندما تسلط الضوء على أكواخ سكانها «الظلام» وأحفاده الحقد... النفاق... العنصرية، الغيبة والنميمة ماذا يحدث أو ماذا تتوقع؟ نعم ليس من السهل أن يخرج ذلك الضوء بنتيجة خلال فترة تسليطه العابرة القصيرة وخصوصا إذا ما عرفنا بأن تلك الأكواخ ملتصقة ببعضها البعض محكّمة تماما... فعملية الاختراق بالنسبة إلى الضوء ستكون صعبة حتما، ولكن ذلك التسليط لن يمر مرور الكرام على الأقل يصبح بمثابة الإنذار الموحي باحتمال حدوث كارثة، فكما هو معروف أن النور من ألد أعداء الظلام... فلذلك ضجّ الصمت بداخلها وبدأت الحركة تتخلّص شيئا فشيئا من ثياب الجمود والركود... الروائح النتنة استعارت بعض مزايا الورود... انفردت أجنحة الظلام للأعلى في محاولة للاحتفاظ ببعض الأشعة المنبعثة من خلف نواياها أخذت بالشعور أنها مازالت على قيد الحياة «محاولة إقناع» ولكن للأسف تلك المحاولة جاءت في غير وقتها فجعلتها أو ستجعلها تزداد موتا... المتابعون والشعراء والمهتمون يلاحظون ماذا يحدث من حولهم من ضجة إعلامية في الآونة الأخيرة حالها حال تلك الكهوف بل أكثر ضجة وحركة لم يعتدها أي من ضحايا هذه الساحة باسم الشعر... أيضا المهتم يعلم بأن تلك الزوبعة مجرد فقاعات عمرها قصير ستنتهي لا محال... وأكبر أسباب انتهائها السريع هو أنها مفتعلة وليس لها من الواقع شيء يذكر... لأنها مثل ذلك الماء الراكد وتلك الكهوف فكما ضج الماء والكهوف من تسليط ضوء انبعث فيها... هي أيضا ضجت ويا لها من ضجة أنست الركود حروف اسمه... محرجة جدا تلك الحركة وما هي إلا إثبات بأن ما يحدث ما هو إلا تكميم للأفواه وحجب للحقائق... إذ أين هم من ذلك منذ زمن فلولا عاصفة تلك الشاعرة وآثارها لاستمر الركود وبقي الصمت سيد الموقف ولكن سيعود وسنرى!

الملتقى الأهلي واجهة للثقافة

اعتبر الملتقى الأهلي الثقافي واجهة من واجهات البحرين الثقافية... يعمل القائمون عليه بصمت واستمرارية ملفتة سمعته كملتقى تعلو بفكر من يديره ويرعاه... لقاءاته مثمرة وبرامجه واضحة وناجحة... مرتادوه من عشاق الثقافة بل أكثرهم أخذ الثقافة من أكثر من باب فمن بينهم الأديب، الشاعر، الفنان والقاص. تجمعهم الألفة والنوايا الصادقة. ربّانه الشاعر الكبير علي عبدالله خليفة يروي غصونه بأفكار الرزانة النيّرة فقاده ليكون ملتقى للأدب والفن وكل ما يتعلق بالثقافة... لم تعشش المطامع الشخصية في أجوائه فإطراء مثل هذا الملتقى لا يزيده إلا علوا... حاولوا الدخول إليه وتعكير صفو فضائه أناس هم عالة على الثقافة ولكن بحكمة الشاعر تبدّدت أوهام من سعى لجعل الملتقى موقعا تعيث فيه نواياهم الضيّقة... ولكن يؤخذ عليه الجانب الإعلاني المتعلق بالفعاليات التي ينظمها فهو شبه منعدم في الوسائل الإعلامية المختلفة... فكم من فعالية مؤثرة يتفاجأ المتابعون بمرورها من دون علمهم، ويرجع السبب لندرة الإعلان... فحبذا لو أعطوا هذا الجانب اهتماما أكبر لكي تكون ثمار الملتقى متاحة للجميع.

ومضة

«أقلام تتسوّل»: هي أقلام لأناس أفكارهم مستأجرة بل صاحب الفكر مرهون لفئة معيّنة باع ضميره ببعض قضايا هذه الحياة... كتب أحدهم أخيرا موضوعا مدفوع الأجر ستكون لنا وقفة معه.

عبدالله حمّاد

العدد 1918 - الخميس 06 ديسمبر 2007م الموافق 26 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً