العدد 1919 - الجمعة 07 ديسمبر 2007م الموافق 27 ذي القعدة 1428هـ

«سنافر الغابة» و «فلة المسحورة»...

أماني المسقطي Amani.Almasqati [at] alwasatnews.com

المسرح في مفهومه وسيلة من وسائل الثقافة، وعندما يتعامل مع الطفل فلابد من وجود النظرية التربوية إلى جانب تقديم الجرعة الثقافية السهلة التي يتقبلها الطفل. إضافة إلى أهم الأمور المتعلقة بفن المسرح، ونعني التسلية البعيدة عن السطحية والهامشية في التعامل مع الطفل في مختلف مستوياته العمرية، مع وجود المخرج المتمكن والممثل القادر على إيصال أفكار الكاتب من دون إقحام أو عملية قسرية في حياة الطفل؛ ما يجعله ينفر من هذا العالم الجميل.

إن تقديم مسرحية للأطفال يعني الدقة في الاختيار والدراسة المتأنية لهذا العمل ويستوجب ذلك اختيار المكان بشكل سليم بعيدا عن مراكز الازدحام والعمل والضجيج ولابد أن يتم ذلك من خلال مسرحية لها القدرة على التعامل مع الطفل المتفرج.

وتأتي اللغة في مقدمة متاعب من يحاول اقتحام هذا العالم الساحر الجميل من الأدباء والكتاب، فالكاتب المسرحي يقف حائرا أمام ما يريد أن يوصله من آراء وأفكار، ومشاهد للأطفال فبأية لغة يخاطبهم ويتفاعل معهم لُغويا (وخصوصا أن أطفالا أو أطفال التكنولوجيا لم تعد تستهويهم تلك الدمى المتحركة التي كانت تستهوينا وتستهوي آباءهم)؛ لذلك على الكاتب أن يختار اللغة العربية المبسطة التي يفهمها الأطفال بعيدا عن القوالب اللُغوية الجامدة في جو مسرحي يسوده الغناء والموسيقى. فالطفل عنده الاستعداد التام لتقبل اللُغة العربية المبسطة والبعيدة عن المباشرة لتيسير التخاطب للطفل والتخلص من عيوب التشتت والتفنن باستخدام هذه اللغة.

مسرح الطفل في البحرين قدم ومازال يقدم مسرحيات للأطفال ممتازة من نواحٍ كثر، على رغم قلة تلك المسرحيات، وفي بعض الأحيان قد يكون الدعم المادي هو سبب السوء في بعض جوانبها.

وهذا العام وخلال هذه الفترة المقبلة التي تسودها الأفراح بمناسبة العيد الوطني وعيد الأضحى المبارك، سيكون الطفل البحريني موعودا بمسرحيتين الأولى «سنافر الغابة» التي عرضت أمس (الجمعة) على مسرح نادي مدينة عيسى الثقافي والرياضي. المسرحية تركز على تقديم قيم اجتماعية وتربوية للطفل وتعزز الإيمان وانتصار الخير على الشر ومساعدة الآخرين على عمل الخير وتحقيق المتعة والفائدة للجميع بأسلوب استعراضي غنائي وكوميدي.

أما المسرحية الأخرى، فهي «فلة المسحورة» التي تجرى الاستعدادات لها الآن من قبل مسرح الريف لتقديمها خلال احتفالات البلاد بالعيد الوطني.

المسرحية تدور حول ساحرة تسيطر على جزيرة تسمى «جزيرة العلم» وتحول أهلها إلى حيوانات يفقدون ميزة البحث العلمي، ولكن بعد مقاومة شديدة من قبل أهلها يرجعون إلى رشدهم ويحافظون على كينونتهم وبلادهم ويسيطرون على أعمال الساحرة وأعوانها الأشرار.

وتدور حاليا في أروقة مسرح الريف المشاورات لاختيار مكان العرض، وأكثر الأماكن ترجيحا هو مركز سلمان الثقافي.

نتمنى التوفيق لتلك المسرحيتين فهما عملان سيساهمان في تثقيف الطفل البحريني، بأسلوب راقٍ ومعاصر.

إقرأ أيضا لـ "أماني المسقطي"

العدد 1919 - الجمعة 07 ديسمبر 2007م الموافق 27 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً