العدد 1919 - الجمعة 07 ديسمبر 2007م الموافق 27 ذي القعدة 1428هـ

وماذا عن بحرينيي الداخل؟

عبدالله الميرزا abdulla.almeerza [at] alwasatnews.com

شكرا لعضو مجلس الشورى والنائب السابق أحمد بهزاد على اهتمامه بالبحرينيين العاملين في دول الخليج، وحرصه الكبير على حمايتهم عبر قانون ازدواجية الجنسية، «تفاديا لحرمانهم من الوظيفة التي ستوفر لهم لقمة العيش». كما نقدر له تحذيره من تحميل بعض القضايا ما لا تحتمله، والحفاظ على العلاقة بين الشعوب الخليجية. ولكن من باب المكاشفة والتصويب لنا أن نسأل بهزاد: كم عدد بحرينيي (الخليج) الذين ستتضرر لقمة عيشهم لو مُنع قانون «الازدواجية»، وكم عدد بحرينيي الداخل الذين ستتأثر، جرّاء تنفيذ القانون، وظائفهم (ذات الدخل المعقول) وطلباتهم الإسكانية وخدماتهم في الكهرباء والبلدية والسياحة (الناقصة أصلا) فضلا عن لقمة عيشهم التي يحرقها الغلاء كل يوم؟!.

عفوا سعادة العضو، فإنك لو نظرت بـ«النظرة المتفحصة والعقلية الحصيفة» ذاتها التي طالبت الجميع بالنظر بها في ردك على النائب خليل المرزوق، ستجد أن إشكالية التجنيس العشوائي والتشوه الديمغرافي «التي يتغنى بها البعض» بحسب قولك، ليست مقحمة في الأمر، بل واحدة من أهم محفزات رفض قانون ازدواجية الجنسية (المزدوج). فكيف لا، ودول الخليج مازالت متحفظة على تفعيله أصلا؟ ومشكلة الإسكان في البحرين مازالت متفاقمة؟ وكيف لا، وتجربة قضايا عنف وفساد «البحرينيين» ذوي الأصول العربية تزداد اتساعا، ويتجرع إخوتنا في مناطق الرفاع وجو ومدينة حمد والبسيتين وغيرها مرارتها كل يوم؟ أم كيف تريد عزل هذه الإشكالية في ظل شح الأراضي المدّعى، وحصر غالبية وظائف الوزارات السيادية على بعض ومنع آخرين منها؟.

صحيح جدا ما قلته في تصريحك بأن البحرين ليست معرضة لخطر هجرة أبناء دول مجلس التعاون إليها لأسباب موضوعية لا تخفى، ولا أحد يسيء إلى نوايا إخوتنا الخليجيين، ولكن ليس من الحكمة أن يعتمد البحرينيون على تطميناتك التي تدعوهم فيها إلى «التيقن»، إذ إن أي خليجي في مثل مميزاتك الوظيفية والتجارية مثلا لن يترك بلده عنوة، بينما إذا سنحت له فرصة امتلاك جنسية رديفة من دولة مجاورة وامتلاك أرض أو بيت ثانٍ وخدمات أخرى مفتوحة فلن يرفضها البتة. فجميل أن يكون لك بيت مجاني بكامل مزاياه الخدمية في بلد مجاور تقضي فيه إجازتك السنوية، وأجمل منه أن يتاح لك الترشح لمنصب بلدي أو نيابي خارج وطنك الأصلي يضاف راتبه الخيالي إلى راتبك (الخيالي أيضا)، ومجنون بكل المقاييس من يرفض عرضا متاحا كهذا، ولا عليه حينها شبع جيرانه أم جاعوا.

لا أتصور أن مثلك يغفل هذه الحقائق، ولا أتوقع أن التحول من النيابية إلى الشورية يأخذ مأخذه منك، ولكن شيئا من الإنصاف لأولئك المواطنين المقهورين الذين يعوّل بعضهم عليكم في إحقاق حقوقهم المنقوصة، فليس عدلا أن تقدم حرصك على تمتين العلاقة مع الشعوب الأخرى على حرصك على تمتين علاقتك مع أبناء شعبك

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الميرزا"

العدد 1919 - الجمعة 07 ديسمبر 2007م الموافق 27 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً