العدد 1926 - الجمعة 14 ديسمبر 2007م الموافق 04 ذي الحجة 1428هـ

خيارات الأسماء... حروف قليلة تعطينا عنواننا الأول

تغني سيدة الصباح، المطربة فيروز، فتقول: «اسمينا شو تعبوا أهلينا للقوها، وشو فتكروا فينا...»، لابد أن يمر علينا يوم، نضطر فيه إلى أن نختار اسما لصغيرٍ جديدٍ يفد لهذه الدنيا، ويتوقع منا في تلك اللحظة أن نكون بحجم المسئولية في تسميتنا له، فنختار تلك الكلمة التي ستلازمه طيلة حياته، فيكون بهذا الاسم حصل على عنوانه الأول.

تسمية مولود جديد على بساطتها من فعل، قد تتحول إلى مسألة صعبة ومعقدة، فقد يتكون اسم هذا الطفل من أربعة حروف أو خمسة مثلا، إلا أن التوصل لهذه الحروف المتناسقة قد يتطلب منا أياما وأياما، وجدلا وحوارا، ومقترحات، وقد تصل الأمور أحيانا إلى خلافات.

وتسمية الطفل على رغم أنها مسألة قد تخص الأبوين في الدرجة الأولى، فإنها خيار قد تتدخل به أطراف عدة، كعائلتي الزوجين، والأصدقاء، والبيئة التي تستقر فيها هذه الأسرة، كما أن طريقة النطق واللهجة في المكان الذي تستقر به هذه العائلة قد يتدخل، فالكثير من الأسماء ذات إيقاع ومعنى جميل، إلا أن طريقة نطق بعض الأحرف لدى هذه البيئة قد تجعل من الاسم مصدر إزعاج لصاحبه.

عند اختيار هذا الاسم لابد من أن توضع بعض الشروط أو الأساسيات من قبل الأبوين أو من قبل من سيقوم بتسمية الطفل، فيفضل البعض أن يكون الاسم مستوحى من اسم شخصية مهمة أو محبوبة في الأسرة، كاسم أحد الوالدين أو الأقارب، أو أن يكون مقتبسا عن اسم شخصية ذات مكانة مميزة في المجتمع، كرجال الدين، والمشاهير، وحتى قادة المجتمع والسياسيين، كما أن الكثير من الفتيات يسمين اليوم تيمنا بأسماء الفنانين والمغنين، وخصوصا إذا ما رغب لأهل بتسمية أبنائهم بأسماء مميزة من دون أن يشترط فيها أن تكون عربية أو شائعة.

هناك أيضا من يضع شرط عربية الاسم وسهولة نطقه، بالإضافة للمعنى والإيقاع المميزين، ويكتفي البعض باتباع قاعدة «أفضل الأسماء ما حمد وعبد» فيختار اسما مشتقا من اسم «محمد» أو اسما فيه كلمة «عبد»، وهذه الأسماء هي الأكثر شيوعا بالتأكيد، إلا أن هذه القاعدة لم تعد واسعة الانتشار باتساعها سابقا، فالكثيرون الآن يرغبون في أن يحصل أبناؤهم على أسماء مميزة، غير منتشرة بكثرة بين الناس، ومن هذا المنطلق بدأت تشيع أسماء أجنبية أو ذات إيقاعات غريبة، أو اسماء قديمة غير منتشرة بشكل واسع.

ولعل صعوبة اختيار الاسم اليوم أوجدت لها نوع من الحلول، فالكثير من المواقع الإلكترونية اليوم تقدم خدمة الأسماء للذكور والإناث، كما أنها توفر قائمة بمعانيها، ولتسهل على المتقصي الوصول لمبتغاه، فإنها قد تصنف بحسب دلالاتها أو معانيها المشتركة، كأن تصنف تحت خانة أسماء الأنبياء والصحابة، أو أسماء أدوات الحرب كالسيف، أو أسماء لبعض أنواع النباتات والزهور، وتصنف الأسماء ضمن هذه الخانات وفقا للترتيب الأبجدي، قسم لأسماء الذكور وقسم لأسماء الإناث.

كما أن بعض المواقع الآن توفر قسما خاصا بالأسماء الغريبة، والمميزة، أو الأسماء المشتقة من لغات أخرى.

وأكثر ما تكون الأسماء المميزة في تسمية البنات، منها في تسمية الأولاد، ويعود السبب بشكل أساسي إلى أن المجتمع أكثر تقبلا لأسماء فيها شيء من التميز على الفتيات، في حين يفضل أن يحمل الصبيان أسماء بالإمكان تصنيفها مستقبلا كأسماء أكثر رجولة.

تكمل فيروز في أغنيتها فتقول لسامعيها، إن الأسماء ليست أكثر من كلام، والعيون هي الأسماء الحقيقية لنا. فكثيرون هم من يحملون أسماء لا تشبههم، والإنسان مهما كان اسمه إنما هو من يعطي جمال وقبول اسمه لدى الآخرين، من خلال جمال طباعه وتصرفاته.

العدد 1926 - الجمعة 14 ديسمبر 2007م الموافق 04 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً