بدءا من اختفاء بدر سماهيج إلى الاختطاف القسري والمتعمد لبدور جدحفص في وضح النهار وأمام مرأى من عامة الناس!... كيف نستعرض ما حدث في جدحفص؟ ما حدث هو سيناريو بحت معد لما يحدث في بعض البلدان سواء من ناحية عدد المركبات أو الأفراد، وما بدر سماهيج ومعضلة اختفائه عنا ببعيدة! يا ترى أين ذهب ذلك الطفل؟ فهو للتو كان يلعب ويلهو ويمرح مع أقرانه بشهادة أصدقائه من الصبية وأقربائه، وتلك دراجته الشاهد الأكبر على وجوده في تلك الساعة الغادرة، وقيام أهل القرية بعدما استنهضتهم شيمتهم وحركت قلوبهم الحمية والرحمة بالبحث الثبور والمؤرق في أنحاء قرية سماهيج، عوضا عن الفرق الأمنية التي أتت للمساعدة في البحث أيضا من قبل وزارة الداخلية، ويبقى السؤال على كل شفاه: أين ذهب وأين اختفى وأين؟ وأين؟

بعدما انبرت مجموعة من عصابة المختطفين الحمقى في قرية من قرى البحرين الآمنة (جدحفص) أمام منظر وحضور المارة من الناس، وقيامهم باقتياد بعض الصبية الآمنين إلى مركباتهم المشئومة، بعض النسوة شعرت بالنازلة الجديدة والغريبة على مجتمعنا، وغمر قلبها خفقان الشجاعة والغيرة وتحركت في روحها حنان الأمومة وذهبت إلى المختطفين تجادلهم بكل قوة واندفاع وأخذت تفكك أبناءها من مخالب المختطفين الأوغاد بكل ما أوتيت من قوة ورباطة جأش، وبعد النجاح الباهر الذي حققته بكل فخر واعتزاز، ولى المجرمون على أعقابهم وهم يجرون أذيال الهزيمة والانكسار.

عادات غريبة وعجيبة زُرعت وترعرعت من الملل والشعوب الغريبة الأطوار والبعيدة عنا وعن عاداتنا وتقاليدنا كل البعد، نحن شعب بُني أساسه على الترابط والتراحم والتواد بجميع أطيافه، وما جرى لهو خير دليل على أن هناك مساعي لمجموعات وعصابات تتحين الفرص للانقضاض على وحدة هذا الشعب وأمنه واستكانته، وضرب الوحدة الوطنية وزج المملكة وأهلها الأخيار في نفق مظلم مشوب بالفتن وانعدام الأمن.

مصطفى الخوخي