العدد 1931 - الأربعاء 19 ديسمبر 2007م الموافق 09 ذي الحجة 1428هـ

كتاب جديد يرى أنّ حركة الإخوان المسلمين في مصر قد شاخت

من النادر أنْ يمرّ يوم في مصر منذ سنوات إلاّ ويكون الإخوان المسلمون في صدر نشرات الأخبار أو على صفحات الجرائد أو في المنتديات السياسية وغالبا حول حملات تشنّها قوات الأمن عليهم أو محاكم يقفون أمامها أو سجالات سياسية وفكرية يكونون هم مادتها الدسمة.

وهذه الحركة التي ستحتفل العام المقبل بالذكرى الثمانين لمولدها هي مالئة دنيا المصريين وشاغلة فضائهم السياسي بين مناصر لتوجها الإسلامي المحافظ ومعارض يخشى نهاية الدولة المدنية لو جاءت إلى السلطة، وآخرون حائرون بين هذا وذلك.

ويأتي كتاب «الإخوان المسلمون في مصر، شيخوخة تصارع الزمن» للباحث والكاتب السياسي المصري خليل العناني لكي يفتح بابا جديدا للنقاش حول مستقبل الحركة المحظورة قانونا، لكن الفاعلة بشكل كبير في الحياة العامّة والسياسية في اكبر بلد عربي. وكما يدل عنوان الكتاب الصادرهذا الأسبوع عن مكتبة الشروق الدولية في القاهرة فإن العناني يحاول أن يبرهن منذ البداية بأن الحركة التي أسسها حسن البنا العام 1928 أصيبت الآنَ بتصلب الشرايين وإنها كما يستنتج لاحقا سائرة باتجاه عكس الزمن وقد تجد نفسها خارج حدوده أيضا.

ومن خلال صفحات الكتاب الـ309 وفصوله الأربعة عشر يأخذ العناني قارئه إلى رحلة عميقة في تاريخ الإخوان وحاضرهم ثم يحاول أنْ يستشرف مستقبلهم الذي يستنتج أنه ماضٍ إلى تلك الشيخوخة الحتمية، بل وأيضا انفجارها من الداخل، ما لم تتدارك الحركة ذلك بإصلاحات داخلية تتخلى فيها الحركة عمّا يراه بالجمود الفكري الذي تعاني منه.

ووفق دراسة تعتمد على منهج التحليل السوسيولوجي للجماعة ومواقفها وخطابها وتاريخها لا يرى العناني في الحركة إلاّ «جمودا وسطحية وارتباكا» على الرغم أنه يقر أنها تبقى «حركة المعارضة الأكثر شعبية والأكثر تحديا» للنظام المصري.

ولأنها استنتاجات في منتهى الجدية بشأن مستقبل الحركة،التي يراها محللون كثيرون المنافس الأخطر للنظام المصري،فإنّ العناني يحاول دعم ذلك بالكثير من القراءات ،ليس في أدبيات الإخوان والوثائق المتعلقة بهم فقط،،بل في عقل الإخوان ذاته من خلال الكثير من المقابلات الشخصية التي أجراها مع قياداتهم وكوادرهم وحتى أعضاء خلاياهم القاعدية.

وبسبب تنامي الصراع بين الإخوان والنظام في المرحلة الحالية فإن الكاتب يفرد فصولا عديدة لمناقشة ما يدعوه بـ»صعود الإخوان» على ضوء فوزههم الكبير في انتخابات 2005 التي وفرت لهم خمس مقاعد البرلمان وجعلت منهم أكبر قوة معارضة فيه، على الرغم من انه لا يغير قناعاته من ان هذا الانتصار لا يعني بأي حال أنهم تجاوزا مأزقهم السياسي والفكري.

ولا يقصر العناني بحثه على العلاقة الشائكة للاخوان مع النظام المصري وطريقة تعامله معهم، لكنه أيضا يمد بحثه لمناقشة العلاقة بينهم وبين الولايات المتحدة الأميركية، أو ما يدعوه بطبيعة الرؤية الإخوانية لاميركا ورؤية الأخيرة لهم، وهي رؤيتان تتداخل فيهما كما يرى، الكثير من العوامل السياسية والايديولوجية والتاريخية.

العدد 1931 - الأربعاء 19 ديسمبر 2007م الموافق 09 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً