العدد 1932 - الخميس 20 ديسمبر 2007م الموافق 10 ذي الحجة 1428هـ

الجنوب بحاجة إلى تحرير

بان كي مون comments [at] alwasatnews.com

الأمين العام للأمم المتحدة

يصادف يوم الأمم المتحدة للتعاون فيما بين بلدان الجنوب هذا العام منتصف المدة المحددة لتنفيذ الأهداف الإنمائية للألفية والذكرى السنوية الخامسة لتوافق آراء مونتيري الذي اعتمده المؤتمر الدولي لتمويل التنمية العام 2002.

ولئن كان كلاهما يستند إلى شراكة بين البلدان المتقدمة النمو والبلدان النامية، فإن التعاون فيما بين بلدان الجنوب ركن أساسي في هذين المسعيين العالمين للقضاء على الفقر، وحفز النمو الاقتصادي، وتعزيز التنمية المستدامة.

والتعاون فيما بين البلدان النامية وسيلة بالغة الأهمية لاجتذاب التدفقات التجارية والاستثمارية والتوصل إلى تمويل الديون بطريقة مستدامة. ويمكن أيضا أن يؤدي إلى تشجيع زيادة التعاون المالي والتقني الدولي لأغراض التنمية. وعلاوة على ذلك، يساعد التعاون فيما بين بلدان الجنوب البلدان النامية على معرفة أفضل السبل لتنفيذ سياسات وممارسات ناجحة في سياق يراعي أولوياتها الوطنية.

وتتبيّن أهمية هذا التعاون في الاتجاهات الإيجابية الأخيرة، إذ بدأت الأسواق المالية الدولية في الاستجابة لقوة الصناديق السيادية وإمكاناتها في عدد من البلدان النامية. وهذه الفوائض حفزت تدفقات المساعدة الإنمائية فيما بين بلدان الجنوب إذ يمد عدد متزايد من الاقتصادات الناشئة يد العون إلى بلدان أفقر في الجنوب.

بيد أن مستويات النجاح في مجال التنمية لاتزال متفاوتة فيما بين بلدان الجنوب، ويتعيّن القيام بالمزيد من أجل بلوغ الأهداف الإنمائية للألفية والوفاء بالالتزامات المقطوعة في مونتيري، إذ مازال نحو مليار شخص يعانون من الفقر المدقع. وكل المناطق بعيدة عن تحقيق هدف الحد من وفيات الأطفال، وثلث الأطفال في البلدان النامية يفتقرون إلى المرافق الصحية المحسنة.

وإزاء هذا الواقع المرير، يجب على المجتمع الدولي أن يعزز الجهود للوفاء بالتزاماته. ويجب على بلدان الجنوب أن تستخدم فوائضها المتزايدة لتحقيق الأهداف الإنمائية، بوسائل منها تمويل المنافع العامة، واستحداث اللقاحات وتوزيعها، ودعم البحث والتنمية في المجال الزراعي، وإنشاء نظم التأمين الاجتماعي، وزيادة فرص حصول الفقراء على الائتمان، وتحسين هياكل النقل والاتصالات. ويجب علينا، في الوقت ذاته، أن نظل نركز على آثار تغير المناخ، الذي يهدد بتقويض معظم ما أحرزناه من تقدم حتى الآن.

وليس حشد الموارد لأغراض التنمية إلا جزءا من الحل؛ إذ من الملحّ أيضا استخدامها بفاعلية. ويتعيّن على وكالات الأمم المتحدة وصناديقها وبرامجها أن تحسّن تنسيق أنشطتها، وخصوصا في منطقة التعاون فيما بين بلدان الجنوب، وذلك لمواجهة التحديات الإنمائية التي تتجاوز قدرة أي بلد بمفرده.

وإني ملتزم بتعزيز وترشيد دعم الأمم المتحدة للتعاون فيما بين بلدان الجنوب. فلنتعهد جميعا، ونحن نحتفل بهذا اليوم الدولي، ببذل قصارى جهودنا لتمكين بلدان الجنوب من تحرير مواطنيها من العوز والفاقة.

إقرأ أيضا لـ "بان كي مون"

العدد 1932 - الخميس 20 ديسمبر 2007م الموافق 10 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً