التعادل الذي خرجت به مباراة الغريمين المحرّق والأهلي وبهدف واحد لكلّ منهما في الجولة السابعة من منافسات دوري كأس خليفة بن سلمان كان عادلا نظر لما قدمه الفريقين طوال فترات المباراة، وعلى رغم أنّ البعض وصف تلك النتيجة بالفوز للأهلي رابطا ذلك بالهدف القاتل والذي أحرزه حسن السيدعيسى ورد به على هدف التقدم للمحرق والذي سجله جيسي جون، وهو ربط ووصف له مسبباته نسبة إلى الزمن الصعب الذي جاء فيه الهدف.
عموما، الفريقين خرجا مقتنعين بالأداء والنتيجة وخصوصا أنه حفظ لكليهما حقوقهما وزاد من رصيديهما، إذ أصبح للمحرق 19 نقطة محافظا على صدارة الترتيب، في حين أصبح رصيد الأهلي برصيد 13 نقطة.
ولوعدنا لمجريات اللقاء الجماهيري لوجدنا أنّ التحسب التكتيكي كان سيد الموقف غالبية فترات المباراة وهو الذي فرض النتيجة المنطقية والواقعية على الفريقين، وعلى رغم أن التكيتيك غلب عليه الطابع الحذر والدفاعي إلا أن ذلك لم يفقد المباراة إثارتها وأيضا لم تختفي ملامح الخطورة من الجانبين.
المحرق عدل من أوضاعه
وكما قلنا أنّ المباراة تميزت بحس تكتيكي عال وكان الشغل الشاغل لمدربي الفريقين البرتغالي زوران بالنسبة إلى الأهلي وسلمان شريدة للمحرق، ومع ذلك لم يحسم أي منهما الأمر لصالحه، وبحسب ما شاهدناه فإن المحرق كان الأفضل نوعا ما وكان الأكثر سيطرة واستحواذا على الكرة ولكن في حدود معينة وتحديدا في منطقة العمليات والمناورات، ومن خلال وجهة نظر شخصية أن شريدة منع فريقه من تشكيل خطورة متناهية على مرمى خصمه عندما لعب بمهاجم صريح واحد في تشكيلته ما أفقد الفريق سلاح الكثافة العددية في مناطق الخطورة وخصوصا أن خماسي خط الوسط وبما فيهم فتاي لم يتواجدوا كثيرا في منطقة الجزاء الأهلاوية، وعندما دفع شريدة بورقته الهجومية عبدالله الدخيل في الشوط الثاني شاهدنا التحول الكبير في أداء الفريق على رغم أنه قام بإرجاع محمود عبدالرحمن لمركز الظهير الأيسر بدلا من المصاب فوزي عايش كحالة اضطرارية.
عموما، الأداء المحرقاوي كان مثاليا ولم تنقصه إلا اللمسات الهجومية، وتمكن شريدة من رأب الصدع الدفاعي لفريقه جيّدا طبقا لمواطن الخطورة في الفريق الخصم، ودليلنا على ذلك هي مباراة البسيتين وكيف نجح هذا الأخير في كشف مرمى المحرق والوصول إليه مرات كثيرة، وهو الذي لعب بأسلوب مشابه للأهلي مع بعض التغيرات والمتغيرات في واجبات لاعبي الفريقين، وكان تراجع لاعبي المحرق للدفاع في الوقت الأخير من عمرالمباراة وعلى رغم واقعيته إلا أنه كان سببا رئيسيا في خروج الفريق بالتعادل وضياع الفوز.
النسر كشّرعن مخالبه
الأهلي من جانبه قدم لنا درسا تكتيكيا رسمه زوران وطبقه اللاعبون جيدا، ويقوم ذلك الأسلوب التكتيكي على القضاء على مكامن الخطورة الحمراء من خلال والرقابة التي فرضت عليها وهذا نابع من الدراية الدقيقة التي توفرت لزوران، لذلك كان لمكامن الخطورة الحمراء والمؤلفة من جون في مقابل علي نعمان ومحمود عبدالرحمن في قبضة عباس عياد وعبدالله عمر في قبضة جمال راشد وفتاي والذي لازمه عبدالله هلال، بذلك الأسلوب تمكن زوران من تحييد المحرق ساعده في ذلك عدم وجود كثافة عددية للاعبي المحرق في مناطق الخطورة، وكانت الغلطة الوحيدة لدفاعات الأصفر تلك التي نفذ منها جون في غفلة من نعمان وجل الهدف المحرقاوي.
في الشق الهجومي كان يعتمد الأهلي على سرعة الانتقال من الحالة الدفاعية إلى الحالة الهجومية والتي افتقدت إلى التنفيذ السريع، وكان أبرز مظاهر تلك الهجمة التي قادها حسن السيدعيسى في الدقيقة 41 وبسرعة البرق وكادت أن تسفر عن هدف التقدم عندما مررالكرة إلى محمود عبدالرحمن والذي تباطأ في تسديد الكرة وأبعدها عبدالله عمر.
عموما، الأهلي أدى مباراة جماعية كانت تحركات لاعبيه تتسم بالصرامة والانضباط التكتيكي، وشاهدناه كيف يدافع ككتلة واحدة ويهاجم بطريقة اللدغ عندما كشر عن مخالبه في الوقت القاتل، وعرف مدربه زوران كيف يستخدم أوراقه البديلة وخرج بتعادل أسعد به جماهيره.
زوران: سعيد لأداء فريقي وتراجع المحرق ساعدنا
أعرب مدرب الأهلي زوران عن سعادته الكبيرة بأداء فريقه في المباراة، مشيرا أنه وبغض النظر عن نتيجة المباراة إلا أنه قدم واحدة من أفضل مبارياته على الإطلاق في الدوري حتى الآنَ وخصوصا من الناحية الفنية والتكتيكية، وقال: «أنا سعيد بأداء اللاعبين وليس بالنتيجة والخروج من مباراة قوية وأمام المحرق بنقطة بالتأكيد أفضل من الخروج بلاشيء».
مضيفا «تراجع المحرق في الوقت الأخير من المباراة ساعدنا في العودة إلى المباراة وخصوصا أن تعامل اللاعبين كان رائعا في مثل هذا الوقت من خلال الاحتفاظ بهدوئهم وبثقتهم في أنفسهم وهو ما شاهدناه جيّدا بالاحتفاظ بالكرة».
وأشار زوران إلى أنه لم تهتز ثقته بالفريق وباللاعبين حتى بعد تقدم المحرق ولاسيما بعد الأداء الجاد الذي قدموه في المباراة، معتبرا أنّ أداء فريقه يتقدم ويتطور من مباراة إلى أخرى بفضل التركيزالكبيرمن قبلهم وتنفيذ واجباتهم داخل أرض الملعب.
وبشأن التغييرات التي أجراها وهل ساهمت في عودة الفريق إلى المباراة قال زوران: «التغييرات جاءت من أجل مساعدة الفريق وتكملة ما بدءناه في المباراة وأعتقد أنّ البدلاء أبلوا بلاء حسنا ونجحوا في إضافة شيئا للفريق».
وبشأن الأسباب التي دعته لعدم إشراك اللاعب حسن حميدة أوضح زوران أن حميدة يعتبر من اللاعبين المميزين ومن اللاعبين المهمين بالفريق ولكنه اعتمد على رؤيته الفنية للمباراة ولهذا لم يدفع بحميدة لأنّ المباراة كانت تسير بوتيرة مغايرة لإمكاناته، مشيرا زوران أن ذلك لا ينتقص من حميدة ولا من إمكاناته.
جلال يعتبر التعادل عادلا
أكد مدير الكرة بنادي المحرق فهد جلال أن لقاء فريقه والأهلي كان قمة حقيقية وظهر بصورة مشرفة للكرة البحرينية، وأثبت الفريقان أن لقاءاتهما تمثل الديربي الحقيقي للكرة البحرينية؛ نظرا لثقلهما الكبير وقاعدتهما الجماهيرية وتاريخهما الحافل.
وقال جلال: «اعتقد أن المباراة كانت جيدة المستوى وازدادت حلاوتها بنهايتها المثيرة، وكلا الفريقين استطاع خلق الكثير من الفرص، وتألق حارس الأهلي عباس احمد بصورة لافتة في صد الكثير من الكرات، والتعادل كان عادلا قياسا بمجريات المباراة».
وأضاف «نحن في المحرق شعرنا بأن الفوز ضاع من أيدينا في آخر لحظة، لكن هذه كرة القدم، والأهلي فريق جيد وهجومه فعال وشكل خطورة في الدقائق الأخيرة أفرزت هدف التعادل الذي جاء من خطأ في التغطية الدفاعية، وعلى رغم ذلك فإننا لا نشعر بإحباط ومرارة، بل على العكس أشدنا بأداء اللاعبين عقب المباراة وحضّرناهم للمباراة المقبلة أمام الشرقي».
وأكد جلال أن المحرق لم يتضرر من هذا التعادل، إذ حافظ على فارق الصدارة على رغم أن الفريقين كانا في حاجة إلى الفوز، مشيرا إلى أن المستفيد الأكبر من التعادل هو البسيتين إذ امامه فرصة التقدم إلى المركز الثاني وتقليص الفارق.
اللمعان الأكبر لسالمين والدوسري وعبّاس وحميدان
يعتبر جميع لاعبي الفريقين نجوم في اللقاء وعلى رأسهم جميعا المدربين سلمان شريدة وزوران، والجميع أدّى دوره بنجاح وبإجادة كبيرة، ولكن كان هناك بعض اللاعبين فرضوا أنفسهم نجوما من خلال لمعانهم الأميز في المباراة، إذ يعتبر وجود لاعبين بحجم محمد سالمين وراشد الدوسري في الفريق المحرقاوي بمثابة الميزان الذي اعتدل به أداء الأحمر وخصوصا أنهما يملكان من الخبرة ما يستطيعان به الإمساك بكل خيوط مجريات المباراة، فهما قدما مباراة رائعة وكانا بحق أبرز اللاعبين في صفوف المحرق.
وفي الجانب الآخر أيضا أدى الفريق الأهلاوي مباراة متميزة ولكن كان عباس أحمد نجما لامعا في مرماه وتمكن من إبطال كل الكرات التي وصلت إلى مرماه عدا كرة الهدف والذي لا يسأل عنه بطبيعة الحال، أيضا قدم عبدالله هلال مباراة رائعة والتزم حرفيا بكلّ المهمات التي أوكلت له ومن ضمنها القبض على فتاي، في حين كان عبدالله حميدان شعلة نشاط في المقدّمة وتمكن على رغم خبرته القصيرة من مشاغبة الدفاع الأحمر وأقلق راحة البال التي كان عليها عامر وجوليانو في المباريات الماضية
العدد 1937 - الثلثاء 25 ديسمبر 2007م الموافق 15 ذي الحجة 1428هـ